Friday, June 11, 2010

مسيحيو العراق دماء تسيل وعيون تتفرج

مؤلمة تلك الهجمات الشرسة التي تطال أحبتنا المسيحيين في العراق بالقتل المنظم والمدروس على مرأى ومسمع من دول العالم التي تتفرج على تلك الدماء التي تسيل وتجري في شوارع الموصل وبغداد على أيدي عصابات وحشية تفتقد الإنسانية ومعانيها فأخذت تقتل وتفترس وتنتهك النفس والحريات والبراءة والحب والشرف باسم الدين والمتاجرة به في سوق الشريعة الإسلامية التي نسوا ما جاءت به من حرمات يسألون عنها تحت استفهام بأي ذنب قتلت؟!.

من يظن أن تلك الدماء نصرة للدين والشريعة فهو مدلس كذاب ومن يظن أن رسل السماء تنادي بقتل المسيحيين فهو شيطان أشر فالأديان السماوية وحتى الوضعية إن لم ترمِ بالمحبة واحترام النفس على معتنقيها وتنشر قيم التسامح بينهم فليست جديرة بأن تكون محل اعتقاد وإيمان فالدم المسيحي له حرمته تماما كما هو حال الدم المسلم فكلاهما خلق وتكوين رباني وليسوا عبثا وآلات تخلو من المشاعر والأحاسيس وتفتقد للذة الألم والفرح .

تأخذني الدهشة من هؤلاء القتلة الذين يستبيحون قتل النفس البشرية وهم يحفظون حديث المرأة التي دخلت النار في قطة حبستها فما بالهم اليوم تناسوا ذلك وأخذوا يسفكون وينتهكون ويريدون الجنة والفردوس الأعلى ومجاورة أسلافهم في العصور الغابرة أم أن القطط لها قدسية وقيمة في شريعتهم والنفس البشرية تُزهق روحها ولا كرامة .

إن ما يحدث لمسيحي العراق تصفية منظمة هدفها النيل من ذلك الوجود الإنساني الذي امتد على أكثر من ألفي سنة ولا يزال في سعي حثيث لاجتثاث تلك الحضارة الإنسانية التي قامت في بلاد الرافدين وساهمت بجميع طوائفها في رقي المجتمعات الأخرى بعلمائها ونشاطهم الفكري المتنوع .

على العالم أن يقوم بمسؤولياته تجاه ما يحدث للإخوة المسيحية وأن يوظف كل طاقاته من أجل حقن الدماء البريئة التي تسفك والنفوس التي تُنتهك كما أن الحكومة العراقية معنية أكثر من غيرها بالمحافظة على أبنائها المسيحيين وحمايتهم من هجمات الذئاب الإرهابية والتكفيرية والتوجيه بإرسال كتيبة من الجيش والشرطة تحمي مناطقهم ليلا ونهارا وإعطاء المسؤولية والأولوية للمسيحيين من أفراد تلك الكتيبة لحماية مناطقهم .

كما أن الأحبة المسيحيين معنيون بإظهار ما يتعرضون له من تصفية جسدية وانتهاكات عبر وسائل الإعلام المختلفة وتسيير حملات ومظاهرات شعبية في دول مختلفة تفضح تلك الأنياب الإرهابية والأظفار الشيطانية التي تنال منهم بمشاركة فعالة من أصحاب القرار من المسيحيين والوصول بالصوت المسيحي إلى المنابر الدولية والمؤتمرات وعلى الأحرار من المسلمين وغيرهم مشاركتهم في ذلك دعما للحقوق الإنسانية التي تجمع الكل بمحبة وصفاء وطهارة قلب

سامي جاسم آل خليفة
sksp@maktoob.Com
الحوار المتمدن

No comments: