فزعني نشر هذا الخبر الذي كتبه الزميل "ماهر حسن" علي صفحات "المصري اليوم".. "فاروق حسني" يشتري لوحتين من أعمال "عدلي رزق الله" ويستجيب لمساعدته.. "عدلي رزق الله" - 71 عاماً - هو أحد أهم المصورين التشكيليين في العالم العربي.. ورغم ذلك فإن باقي الخبر يؤكد أن الوزير دفع من جيبه الخاص 40 ألف جنيه ثمناً للوحتين علي سبيل الدعم المادي لهذا الفنان الكبير وكأنه يمنحه حسنة ولا يشتري لوحة ربما يري البعض أن ثمنها يفوق بكثير الرقم الذي رصده "فاروق حسني".. هل حالة "عدلي رزق الله" الصحية سمحت له بقراءة هذا الخبر.. أعتقد أنه لو علم فسوف يستعيد اللوحتين ويعيد المبلغ الذي دفعه الوزير علي سبيل المساعدة وليس تقديراً لمبدع.. إنه رقم في دنيا اللوحات لا يساوي شيئاً: لا أقارن لوحات "عدلي رزق الله" بكبار الفنانين أمثال "فان جوخ" و "بيكاسو" و "سلفادور دالي" التي تباع الواحدة منها بـ 30 مليون دولار ولا بلوحات الفنان التشكيلي المصري "محمود سعيد" والذي وصلت قيمة إحداها إلي رقم 2 مليون جنيه، ولكني أقارنها بلوحات "فاروق حسني" حيث تباع لوحة "فاروق حسني" بعشرة وأحياناً عشرين ضعف ما دفعه الوزير من جيبه الخاص ثمناً للوحتين أبدعهما "رزق الله".. هل يعلم الوزير الحرج النفسي الذي سببته كلماته لعشاق هذا الفنان الكبير الذي تعمد إهانته علناً وعلي رؤوس الأشهاد.. هل لو قال فنان أو رجل أعمال إنه يشتري لوحات "فاروق حسني" ثمناً لاسم الوزير وليس مقابل لقيمة فاروق حسني الفنان.. ألا يشعر الوزير وقتها بآلام نفسية، رغم أن الأمر لا يصل إلي درجة المساعدة المادية ولكن فقط دفع ثمن اللوحة الممهورة بتوقيع الوزير "فاروق" وليس الفنان "فاروق".. لماذا صار الوزير يتأخر كثيراً في رعاية أهل الفن وبعد أن يفعلها يهينهم.. أتحدث عنه كوزير مسئول وليس فناناً، وهكذا مثلاً عاني كثيراً الناقد الكبير "فاروق عبد القادر" قبل أن يتم علاجه علي نفقة الدولة.. وهو ما عاناه أيضاً "عدلي رزق الله" بينما هناك آخرون قريبون من النظام ومن الوزير شخصياً يتم إنهاء كل إجراءاتهم للعلاج علي نفقة الدولة في غمضة عين، قبل أن يقولوا "آه" يكون قد سبقهم توقيع الوزير بينما الآخرون قد يغيبون عن الحياة ولا يعرف الوزير عنهم شيئاً!!
"عدلي رزق" لا يبيع لوحاته من أجل دفع مصاريف العلاج ولكن الوزير حرص علي أن يعلن ذلك لتبييض وجهه ولم يدر كم يسيء إليه هذا الوجه
طارق الشناوي- الدستور
No comments:
Post a Comment