Thursday, June 10, 2010

عتقال 20 ناشطا بالإسكندرية تظاهروا ضد مقتل شهيد الطوارئ


نظم عدد من النشطاء، مساء أمس الخميس، وقفة احتجاجية أمام قسم شرطة سيدي جابر، طالبوا فيها بمحاسبة اثنين من مخبري القسم اعتديا بالضرب المبرح حتى الموت على مواطن يدعي خالد محمد سعيد صبحي (28 سنة).

وقال محمد رشيد، محام شارك في الوقفة الاحتجاجية، إنه الوقفة كانت على الرصيف المقابل لقسم الشرطة، حيث ردد المتظاهرون هتافات منددة بالتعذيب، مطالبين بمحاسبة مرتكبي الواقعة. وأضاف أن قوة من مباحث أمن الإسكندرية وصلت إلى مكان الوقفة، وبدأت الاحتكاك بالمتظاهرين ثم اعتدت عليهم بالضرب، واعتقلت ما يقرب من 20 متظاهرا، وأودعتهم قسم شرطة سيدي جابر.

وروى رشيد وقائع الاعتداء على المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، وقال: "الشرطة سحلت حسن مصطفى (أحد المتظاهرين) بعرض الشارع، واعتدوا بالضرب على هادي محمود وماهي نور المصري وأحمد كامل". وأضاف: "طلبت الدخول إلى القسم لمقابلة المعتقلين لكن ضابط المباحث منعني ونحن الآن في انتظار قدوم محامين حقوقيين لحضور التحقيقات مع المعتقلين".

وكان عدد من المجموعات المناهضة للتعذيب على الموقع الاجتماعي (فيس بوك)، قد بثت تسجيلات يظهر فيها أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية أمام قسم سيدي جابر، ويروي ما حدث في الوقفة من اعتداءات واعتقالات للناشطين. ويظهر في الفيديو عدد من سيارات الشرطة التابعة لمديرية أمن الإسكندرية متوقفة أمام قسم شرطة سيدي جابر استعدادا لأي ردود فعل غاضبة.

وفي نفس السياق، دعت مجموعات على موقع (فيس بوك) تحمل اسم "دمك مش رخيص يا خالد"، في إشارة إلى الشاب خالد سعيد الذي توفي أمس إثر ضربه بعنف من قبل مخبرين اثنين من قسم شرطة سيدي جابر، إلى وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية في لاظوغلي الساعة 5 مساء احتجاجا على واقعة التعذيب التي أفضت إلى موت شاب من محافظة الإسكندرية. وطالب الداعون للوقفة بمحاسبة المسئولين عن واقعة سيدي جابر من ضباط ومخبرين ومحاسبة وزير الداخلية حبيب العادلي.
اقترب عدد أعضاء الصفحة التي أسست لإظهار التضامن مع الشاب السكندري خالد محمد سعيد حاجز الـ4000 آلاف عضو خلال أقل من ساعة واحدة من نشر الخبر، ما يدل على حالة الغضب الشعبي الذي تصاعد عبر موقع الفيس بوك احتجاجا على قتل الشاب خالد محمد سعيد الذي توفي بعد سحله على يد مخبرين بقسم سيدي جابر.

وشهدت تعليقات الأعضاء حالة من الغليان والاعتراض، واعتبر النشطاء مقتل خالد دليل إدانة جديد ضد تمديد قانون الطوارئ الذي سمح للمخبرين بهذا التعامل اللا إنساني مع القتيل.
جرى نيابة سيدي جابر برئاسة المستشار هاني شرف، تحقيقاتها الموسعة بشأن البلاغ المقدم من وليد سعيد محامي المجني عليه خالد محمد سعيد صبحي قاسم 28 سنة "صاحب شركة استيراد وتصدير"، يتهم فيه كلا من محمود الفلاح، وعوض الشهير باسم عوض المخبر، "مساعدين شرطة بقسم سيدي جابر"، بالتسبب في وفاته بسبب الاعتداء عليه بالضرب وسحله إلى القسم.

ترجع أحداث الواقعة إلى يوم الثلاثاء عندما كان المجني عليه يجلس داخل إحدى محلات الإنترنت الكائن بشارع بوباست بمنطقة كيلوباترا، حيث فوجئ بالمتهمين يقتحمان "الكافية نت" ويدخلان ويطلبان من المتواجدين إبراز تحقيق الشخصية بالتعرض وتفتيشهم بدون وجه حق تحت مسمى قانون الطوارئ، وعندما اعترض المجني عليه على طريقة تعامل المخبرين الهمجية والوحشية، قام المتهم الأول بتقييده من الخلف لشل حركته، وعندما حاول المجني عليه الخلاص منهما قاما بطرحه على الأرض وركله في البطن والصدر، واصطحابه إلى أحد المنازل المجاورة لمحل الإنترنت.

وواصل المتهمان الاعتداء عليه بالضرب المبرح والركل بأقدامهما في مختلف أنحاء جسده، مما جعله يفقد الوعي ونزف سيلا من الدماء من أنفه، واعتقد المتهمان أن هذه هي تمثيلية من المجني عليه، ثم حاول الثاني إفاقته بضرب رأسه في ترابزين سلالم العقار المشار إليه ما أدى لحدوث كسور بالجمجمة التي أودت بحياته.

وأكد عدد من شهود العيان لـ"الشروق"، أن واقعة الاعتداء كانت على مرأى ومسمع من الموجودين بالسيبر والمارة بالشوارع، مشيرين أن الضرب والاعتداء استمر لأكثر من 20 دقيقة متواصلة وسط توسلات واستغاثة ودموع المجني عليه.

وأضاف محمود علي موظف وأحد شهود الواقعة، أن المتهمين قاما باصطحاب المجني عليه وهو جثه هامدة إلى ديوان قسم شرطة سيدي جابر، ثم فوجئنا بعد أقل من 15 دقيقة بالمخبرين يعيدان جثته مرة أخرى إلى مكان الواقعة وتركوها مسجاة على الأرض، ثم قام أحدهما بالاتصال بسيارة الإسعاف لإخلاء مسئوليتهما، مؤكدا على وجود شاهد لتلك الواقعة سمع طبيب الإسعاف يقول إن: "واقعة الاعتداء تسببت في الوفاة وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة عمليه التعذيب الوحشي الذي تعرض شقيقه على أيديهما".

وفى ذات السياق أكد أحمد محمد سعيد شقيق المجني عليه – أمريكي الجنسية - في تصريحات خاصة لـ"الشروق" أنه علم من أصدقاء المجني أنه توفي إثر عمليه تعذيب تعرض لها على يد 2 من مخبري سيدي جابر، أثناء تواجده داخل "النت كافيه" على الفور ذهبت إلى المقدم عماد الدين عبد الظاهر رئيس مباحث قسم شرطة سيدي جابر للسؤال عن سبب القبض على شقيقي، أجابني أن شقيقي مدمن الأقراص المخدرة، وأرجع سبب الوفاة هو تناوله كمية كبيرة من الأقراص المخدرة داخل الحجز.

وأضاف في تصريحاته لـ "الشروق" أن أخي لم يتم حجزه في هذه الليلة بالتحديد داخل القسم أو غيرها، وأنه حسن السير والسلوك ويتمتع بسيرة طيبة بين جيرانه ومحبوب من جميع أصدقائه ومعارفه.

وأوضح شقيق المجني عليه قائلا: "عقب سماعي اتهام القسم لشقيقي توجهت على الفور إلى السفارة الأمريكية وأخطرتها بالواقعة بصفتي مواطن أمريكي قد يحميه الجواز الأمريكي بدلا من الجواز المصري الذي يهين أبنائه، مؤكدا إنني لن أتنازل عن حق شقيقي".

ووجه أحمد رسالة من خلال "الشروق"، إلى الرئيس محمد حسنى مبارك مطالبا فيها بصفته مواطن مصري وليس مواطن أمريكي بحق شقيقه المجني عليه الذي ضاعت حياته على يد مخبرين لا يملكون قدر من الرحمة والإنسانية، كما طالب اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية أن يعاقب المخبرين المتسببين في الحادث، مؤكدا أن أمثال هؤلاء يحصدون كراهية الشعب لرجال الشرطة.

وقررت نيابة سيدي جابر أمس انتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثة المتوفى وإعداد التقرير اللازم وصرحت بدفن الجثة.

ومن جانبها تجرى مديرية أمن الإسكندرية تحت إشراف اللواء محمد إبراهيم مدير الأمن تحقيقاتها الموسعة بشأن البلاغ المقدم من نجل المجني عليه ضد المخبرين حول الاتهامات الموجهة ضدهما.
كما دعت مجموعة حملة "البرادعي رئيسا" على الفيس بوك إلى ورشة عمل إلكترونية لبيان كيفية التحرك الشعبي للحصول على حق خالد، فيما بدأ مركز نصار للقانون تشكيل لجنة لتقصى الحقائق في جريمة الداخلية بمقتل الشاب خالد سعيد لتقديم المتهمين للمحاكمة.

ووصل الغضب إلى حد لوصف النظام المصري بـ"الصهيوني" مؤكدين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع الفلسطينيين بطريقة أقل قسوة مما شهدته شوارع الإسكندرية، كما تم توجيه دعوات لعدد كبير من نشطاء الفيس بوك إلى الصفحة بما يعزز من احتمالات تضاعف عدد الأعضاء خلال الفترة القليلة الماضية.

كما تم تأسيس صفحة أخرى تحمل عنوان "كلنا خالد سعيد" حملت عبارة رئيسية "دمي في رقبتكم يا مصريين" وتجاوز عدد أعضائها 1000 عضو.
نشوى فاروق - مصطفي فتحي- الشروق المصرية

No comments: