سواء فاز اليوم محمود أباظة أو السيد البدوى برئاسة حزب الوفد، فقد كسب الحزب تجربة فريدة فى الحياة السياسية المصرية.. هذا الحزب الأكبر بين أحزاب المعارضة، والذى احترق من قبل بسبب الصراع غير المتحضر، عاد لتاريخه العريق، وارتدى ثوب الديمقراطية فى منافسة شريفة بين اثنين من رموزه الكبار!
لا يهم الآن نتائج صناديق الاقتراع، فهى ملك للجمعية العمومية الوفدية.. وإنما ما استقر فى الوجدان المصرى هو الأهم والأخطر.. إذ خاض المتنافسان معركة انتخابية ينبغى اتخاذها نموذجاً فى كل سباق على ثقة المواطن: فرص متكافئة.. ممارسة دعائية متحضرة.. مناظرات على شاشات التليفزيون على الطريقة الغربية.. كلاهما تحدث عن برامجه.. وكلاهما سجل احترامه للآخر.. وكلاهما ارتقى فوق مستوى الحدث.. فكسب «الوفد» احترام المواطنين، ووضع الأحزاب الأخرى فى موقف حرج.. والأهم أنه فتح أعين مصر كلها على نموذج لم تألفه من قبل.. وهو ما طرح السؤال المهم: هل نشهد فى الانتخابات المقبلة - سواء البرلمانية أو الرئاسية - هذه الممارسات والمناظرات التى تستحقها مصر؟!
نجحت انتخابات الوفد قبل التصويت.. وربما يكون النجاح الأكبر أن يشد الخاسر على يد المنتصر، وأن يعملا سوياً من أجل معارضة قوية.. فبدون المعارضة، ستبقى الحياة السياسية والحزبية فى مصر ناقصة!
Almasryu Alyoum
Magdy Elgalad
رئيس التحرير
No comments:
Post a Comment