فى أول حوار معه بعد ساعات قليلة من إعلان فوزه برئاسة حزب الوفد، قال الدكتور السيد البدوى إنه سيتعاون مع محمود أباظة الرئيس المنتهية ولايته فى الموقع الذى سيختاره داخل الحزب،
وأشار إلى ما أبداه منير فخرى عبدالنور، سكرتير عام الحزب، من استعداد للتعاون معه أيضا، وكشف البدوى، فى الحوار، عن نواياه وخطته للمرحلة المقبلة تجاه العديد من القضايا مثل تطوير الخطاب السياسى للحزب، وإعادة هيكلة جريدة الوفد،
ورأيه فى أحزاب المعارضة، والحزب الوطنى والحركات الاحتجاجية وجماعة الإخوان المسلمين والدكتور محمد البرادعى وغيرها من القضايا التى تشغل بال المصريين بشكل عام والوفديين الذين انتخبوه رئيسا لحزبهم بشكل خاص.. وإلى نص الحوار..
■ كيف استطعت أن تحسم معركة الرئاسة على الوفد بفارق ٢٠٩ أصوات؟
- لست أنا من حسم المعركة ولكن الجمعية العمومية والوفديون هم من حسموها. ولم أتخذ قرارى بخوض المعركة إلا قبل فتح باب الترشيح بثلاثة أيام، استجابة لرغبة العديد من الأعضاء، الذين أقاموا غرف عمليات لدعمى فى الانتخابات دون أن أدرى.
■ هل كنت تتوقع النجاح؟
- كنت متأكداً تماما من الفوز، وهذا ليس ثقة فى نفسى بل إنها ثقة فى الوفديين، وفى نزاهة الجمعية العمومية، على الرغم من وجود البعض منهم ممن لا ينتمون للوفد بالمعنى الحقيقى. وقبيل الانتخابات حصلت على قائمة بأسماء الجمعية العمومية للاتصال بهم، ولكنى لم أستعملها لأنهم بادروا بالاتصال بى. عقب ذلك شعرت بأن الوفديين يريدوننى.
■ وفوزك كان لرغبة الوفديين فى التغيير أم براعة سياسية منك؟
- الفوز لا دخل له بالبراعة السياسية، ولكن ثقة الوفديين حسمت المركز لصالحى.
■ ما خطتك لإدارة الحزب؟
- فى خلال ١٨ شهراً فقط إذا لم أستطع العودة بالحزب لحالته، وقت أن تركه لنا فؤاد باشا سراج الدين، وأن يتصدر المشهد السياسى. فهذا معناه أنى لن أستطيع القيادة، وسأترك الرئاسة فورا.
■ ولكن بعض أعضاء الهيئة العليا من أنصار محمود أباظة هل سيساعدونك فى تحقيق ما تتمناه؟
- مصلحة الوفد هى الأهم، ولا أعتقد أن هناك من يتعمد تخريب الحزب، وأى معوقات توضع أمامى سألجأ للهيئة الوفدية وسأتبع الأسلوب الديمقراطى، ولكنى أعتقد أن الهيئة العليا ستستثمر النجاح الذى حققه الوفد فى الانتخابات.
■ وما رأيك فى أداء الكتلة البرلمانية لحزب الوفد؟
- الكتلة البرلمانية فى الفترة الماضية كانت تعمل بلا تنظيم ولم تتلق أى دعم من اللجان النوعية للحزب، التى لم تجتمع بشكل دورى منذ أربع سنوات، وكان كل نائب يعمل باجتهاده. بالإضافة إلى الصراع بين الدكتور نعمان جمعة والإصلاحيين، ورغم أن النواب خدموا دوائرهم جيداً، لكن الأداء السياسى لم يكن على المستوى المطلوب.
■ وما توقعاتك للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- أتذكر الآن عودة الوفد عام ١٩٨٤، عندما استقبله المصريون وفى أذهانهم تاريخ الوفد الناصع. أنا أرى المشهد يتكرر الآن فالرأى العام والمصريون انتبهوا للوفد، والدليل على ذلك إعلان العديد من الشخصيات العامة رغبتها فى الانضمام للحزب، بمجرد إعلان فوزى مثل النائب المستقل علاء عبدالمنعم، ورامى لكح، وأعلن عصام إسماعيل فهمى عودته للحزب، وأنا عندى أمل كبير فى أن نستثمر حالة الحراك ونضم أكبر عدد من الشخصيات، التى لديها قدرة على المنافسة لأن مجلس الشعب يتطلب إمكانيات معينة.
■ ما طموحك السياسى؟
- طموحى، هو أن أرى الوفد فى صدارة المشهد السياسى، وليس هناك أكبر من رئاسة الحزب. لكن طموحى الحقيقى أن أرى الوفد الضمير الحقيقى لهذه الأمة.
■ وكيف ستتعامل مع محمود أباظة؟
- أباظة من أعمدة الحزب، والموقع الذى سيختاره سيكون له. نحن أصدقاء منذ ربع قرن وبدأنا حياتنا كشباب ونحن أصدقاء، فالوفد ليس «وفداً» دونه.
■ ماذا عن السكرتير العام لحزب الوفد منير فخرى عبدالنور؟
- منير فخرى هو سكرتير عام الوفد، وهو أكد لى يوم الانتخابات أنه سيكون متعاوناً، وأنا أنتظر منه ذلك. وأنا لدى أمل وثقة فيه واجتمعنا سويا بعد إعلان النتيجة، بحضور محمود أباظة وياسين تاج الدين، واتفقنا على وضع إطار عمل للمستقبل، سنلتزم به.
■ وهل سيكون للحزب مرشح لرئاسة الجمهورية؟
- هذا ليس قرارى، ولن يكون قرار الهيئة العليا أيضا. فمرشح الحزب للرئاسة عليه أن يعرض نفسه على الجمعية العمومية أولا وسيكون القرار لها.
■ هل تفكر فى أن تطرح نفسك لرئاسة الجمهورية عن الوفد؟
- من يصلح رئيسا للوفد ليس بالضرورة أن يصلح لرئاسة الجمهورية، ولكن دعنا نرى كيف ستسير الأمور.
■ من المشكلات الرئيسية التى تواجه الحزب علاقة بعض أعضائه بجمعيات المجتمع المدنى، الممولة من الخارج.. كيف ستتعامل مع هذه المشكلة؟
- قلت سابقا إن اختلاط العمل الحزبى مع المنظمات التى تتلقى تمويلاً أجنبياً أمر مرفوض تماماً وأنا أقدر عمل تلك المنظمات ولكنى لا أقبل اختلاطه بالعمل الحزبى، وهذا ليس قرارى وحدى وإنما قرار الجمعية العمومية. فأنا لن أضع الوفد فى موضع الشبهات.
■ وهل تنوى تعديل اللائحة الداخلية للحزب؟
- طبعاً، سأبحث تعديل اللائحة الداخلية والفيصل فى التعديل هم الوفديون، الذين أتوا بى، وهم من لهم حق مساءلتى وإقصائى.
■ وهل ترى أن مصر فيها ديمقراطية حقيقية؟
- مصر بها هامش ديمقراطى يتمثل فى التعددية الحزبية والإعلام المستقل، ولكن الأهم هو تداول السلطة، وهذا المبدأ فى مصر محكوم عليه بالإعدام، رغم أنه جوهر الديمقراطية.
■ هل أنت راض عن الخطاب السياسى للوفد؟
- الخطاب السياسى للوفد يحتاج إلى إعادة نظر لتركيز الاهتمام على قضايا الوطن والمواطن، وأن تكون لغته أكثر قوة من الآن.
■ ألا تخشى الصدام مع النظام؟
- المعارضة لا تعنى الصدام، وإذا كنا اخترنا هذا المنهج، فعلينا أن نعمل دون خوف، ولا نكتفى بدور المتفرج.
■ ومارأيك فى الأحزاب القائمة حاليا؟
- الحزب الوطنى مختلف، لأنه حزب رئيس الدولة وكل الإمكانيات مسخرة له، وأحزاب المعارضة تراجع دورها بشكل كبير، وهو مما أدى لظهور الحركات الاحتجاجية على الساحة السياسية لملء الفراغ السياسى، وعلى الأحزاب أن تراجع نفسها، والوفد سيراجع نفسه مرة أخرى، ويعمل على التواصل مع المواطن المصرى مرة أخرى.
■ وماذا عن الائتلاف الرباعى لأحزاب المعارضة؟
- نحن مستمرون فى الائتلاف لأنه قرار الهيئة العليا، وهو قرار ملزم لرئيس الحزب، ولكننا سنعيد التشاور فيه مرة أخرى، وأريد أن أوضح أن الائتلاف لا يعنى التحالف والالتزام التام بمواقفه التى قد لا تتفق مع ثوابت الوفد.
■ الكثير من المصريين لديهم حساسية من اختلاط رأس المال بالسلطة.. ما ردك على هذا؟
- من ينجح فى الاقتصاد، يمكنه أن ينجح فى السياسة، وهذه المسألة استخدمت ضدى فى الانتخابات، ولكن لا أرى تعارضاً بين السلطة ورأس المال. ووجودى فى حزب معارض من شأنه تعريض مصالحى للخطر.
■ بصراحة هل ترى أن السياسة خطر على استثماراتك؟
- أعلم أنه من الممكن أن أدفع ثمنا كبيراً لبعض مواقفى السياسية، لكن نشاطى الاقتصادى لا يتعارض بشكل واضح وصريح مع عملى السياسى.
■ هل ستتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين؟
- بين الوفد والإخوان المسلمين تنافس سياسى، والحوار مستمر معهم، ولكن لن تكون هناك تحالفات انتخابية.
■ وماذا عن محمد البرادعى؟
- الدكتور محمد البرادعى شخصية محترمة، وما يطرحه قليل من كثير موجود فى برنامج حزب الوفد.
Almasry Alyoum
حوار عادل الدرجلى ومروان عبدالعزيز ومحسن سميكة
No comments:
Post a Comment