Friday, September 11, 2009

لا تقبلواالعدل احسانآ .. مرة أخرى

من المقولات الخاطئة التي يرددها البعض ربط العدل بالاحسان وان النصارى والمسيحيين نعموا بحال جيد فى ظلال الاسلام لهذا السبب.. وهذه مقولة خاطئة لسبب واحد أن العدل والمساواة ليس منه أو إحسان ولكنه حق إنساني .. حق للمسلم مثلما هو حق للمسيحي أو أتباع أي دين آخر ..
وهذا هو الاسلام الحق وليس اقوال بعض أتباعه الذين يعتبرون العدل والمساواة منة وإحسانا نمنحهما لغير المسلمين ..
العدل والمساواة هو حق المواطن في اي دولة يحمل جنسيتها وليس منة أو إحسانا من أغلبية أو أقلية .. سواء كانت دينية أو عرقية
..هو حق دافع عنه مارتن لوثر كينج سلميا في أمريكا ودفع حياته ثمنا لذلك .. ولكن حلمه أصبح حقيقة قانونية ودستورية رغما عن تصرفات بعض الافراد الذين مازالوا يحملون بذور التعصب هناك
..و لعل اوباما وقبله كوندوليزا رايس أكبر دليل علي ذلك .
.وأنا من هذا المنطلق أدعو الاقباط والمرأة بالمشاركة السياسية والترشح لجميع المناصب .. وإن أحس أي إنسان بالغبن أو أنه ظلم نتيجة ديانته او طائفته او جنسه سواء كان مسلما سنيا او شيعيا او مسيحيا من أي طائفة .. أن يرفع قضيته الي القضاء والإعلام وقوي المجتمع المدني داخليا وخارجيا ..
ومن نفس المنطلق أؤيد اضراب 11 سبتمبر لاصدار قانون موحد لبناء دور العبادة في مصر ..
..هذه هي الطريقة للوصول الي مجتمع المساواة والعدل سلميا .
. واي قوة في المجتمع تري أن لها حقوقا يجب ان تكون قوة انتخابية ضاغطة وعندها سيسعي الجميع لإرضاءها وهو ما فهمته جماعة الإخوان ولهذا هي تستغل الديمقراطية التي لا تؤمن بها .
.وأنا والكثيرون لا يوافقون ان الدين والوطن لله كما يدعي بعض الاسلاميين بل يعتبرون أن الدين لله والوطن للجميع ومنا رئيس جمهوريتنا
لسبب وحيد أن الوطن به غير المسلمين بالملايين وغير السنة بالآلاف .. ويجب أن يسعهم الوطن جميعا لأن هذا حق لهم وليس منه من أحد
..أنا لا أقبل العدل إحسانا من غير مسلم او مخالف لي في الملة .. ومن حقه أيضا نفس الشيء ..
هذا الوطن هو ملكه تماما مثلما هو ملكي حتي لو كان إلهنا مختلفا .
.العدل هو طريق ذو اتجاهين وهو حق وليس منة أو إحسان .. هو حق إنساني وليس ديني ..
ومن هذا المنطلق أنا لا أخفي معارضتي للأخوان لأنهم يعتبرون أن المساواة هو إحسان من المسلم لغير المسلم .. وأنه يعيش في كنف المسلم
. رغم الحقيقة التي لا تحتاج الي أي إثبات هي أن مصر وطن الاباء والاجداد للجميع للقبطي مثل المسلم تماما .. وأن الجميع لهم فيها حقوقا متساوية بالتاريخ والدم .. وهذه الحقوق ترتب عليهم نفس الواجبات.
. رغم انني أدعو في نفس الوقت ان يكون لهم حزب في العلن يلتزم بالقانون والدستور وآليات الدولة المدنية .. ولا يلعب في الخفاء وعلي كل الاطراف
.. رغم انني سأدعو الي عدم انتخابهم .. اليست هذه هي الديمقراطية ..أحزاب متنافسة تحاول أن تثبت ان برامجها هي الافضل .
. هم يقولون الاسلام هو الحل وأنا أقول ان الدولة المدنية التي تستمد شرعيتها من الشعب وليس الله كما يدعون هي الحل .
. الدولة التي تحترم كل الاديان وتعتبر أن الدين لله والوطن للجميع هي الحل
..هذه هي الديمقراطية.
. وليست كما تعتقد ويعتقد الاخوان بشعارهم الانتهازي
. لسنا ضد الاسلام ولكننا ضد استغلاله سياسيا ووضعه في مواجهة أفكار سياسية وضعيه وتعريضه للإنتقاد .
. إنهم أكثر من يسيئون للأسلام بفعلهم هذا لو كانوا يعلمون
..الاسلام السياسي لم يكن ابدا حلا
.. بل كان المشكلة طوال تاريخنا الممتد اربعة عشر قرنا واللعب به كورقة سياسية كان السبب في اراقة دماء الملايين ولا يزال
..رأي سياسي .. وهذه هي الديمقراطية .
. والأخوان يحاولون استغلالها فليتحملوا تبعة عملهم هذا .
. فليتحملوا نقد الاسلام السياسي وكشف الحقائق التاريخية التي لا يستطيعون انكارها ويحاولون اخفائها .
. إخفاء التنظيم السري وقتل النفراشي ومحاولة قتل عبد الناصر .
. وإخفاء أنهم كانوا يهتفون للملك فاروق واسماعيل صدقي وكل عدو للديمقراطية وأن مؤسس جماعتهم كان يؤمن ويدعو في كل رسائله الي الحزب الواحد .. مؤسس جماعتهم حسن البنا نفسه ..
وأن منصب المرشد العام هو مدي الحياة وعزرائيل هو الوحيد القادر علي عزله ..ثم يطالبون الرئيس ان ينتخب لفترة محدودة
.. اي تقية وانتهازية سياسية أكثر من ذلك إنهم يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يقولون .
.الديمقراطية تعني الدولة المدنية وألياتها من فصل الدين عن الدولة وحقوق المواطنة للجميع بصرف النظر عن الدين او الجنس او اللون والتداول السلمي والدوري للسلطة وحكم القانون المستمد من قيم العدل والمساواة بين البشر ..
واحترام حقوق الانسان وأولها وأهمها حرية العقيدة والدين وحرية التعبير وعدم التحريض علي العنف وليس فقط ممارسته
..العدل والمساواة ليس منة أو إحسان من دين لأتباع الأديان الأخري .
. ولكنه حق إنساني لأي مواطن .
.وأنا أعلنها صريحة وعالية .
. أنني أرفص العدل من أي مخالف لي في الدين او اللون إن كان منة أو إحسانا .
. ولكني أعتبره حقا لي مثلما هو حقا لغيري ..
حقا أستحقه كمواطن وأنتزعه بهذه الصفة ولن أنتظر ان يحسن علي يه أحد وأدعو كل مواطني مصر بصرف النظر عن ديانتهم أو جنسهم .
. نساءا كانوا او رجالا .. الي نفس الشيء
..إنه عصر المساواة وليس الاحسان .
. العدل حق للجميع فلا تقبلوه إحسانا
بقلم: عمرو اسماعيل
نقلاً عن الحوار المتمدن

No comments: