لو كنت مكان د. حاتم الجبلى وزير الصحة لطبعت المقال البديع الذى كتبه الزميل والصديق العزيز مصباح قطب فى مجلة روزاليوسف، ووزعته على كل أعضاء مجلس الشعب ومجمع البحوث الإسلامية ومنظمات المجتمع المدنى، وهو المقال الذى يحكى فيه مصباح قصة عودته للحياة بعد أن قام بزرع كبد فى لندن قبل سنوات، بعد أن لحق به كبد عجوز إنجليزى وهو فى النزع الأخير، ويكاد يرى عمره يذبل ويسقط من شجرة الحياة السقوط الأخير.
على هؤلاء الذين يماطلون فى إنجاز مشروع زراعة الأعضاء أن يعرفوا قصة مصباح ومعاناته مع المرض ومعاناة بناته وزوجته، فهى معاناة ستفيدهم عند اتخاذ القرار، خاصة حين يعرفون أن مصباح رغم كل معاناته وألمه وجد فى النهاية بصيص أمل، وعثر على رحمة من ربه تنتظره فى لندن فى جسد عجوز إنجليزى، فما بالهم بآلاف لم تهيأ لهم فرصة مثل تلك التى حصل عليها مصباح، وانصهرت أجسادهم قطرة قطرة حتى تلاشت إلى لا شىء.
على هؤلاء الذين يماطلون فى إنجاز مشروع زراعة الأعضاء، أن يعقدوا جلسات استماع لمرضى يتألمون، يجلسون أمامهم كالهياكل العظمية وعظامهم تنفذ من اللحم، ووجوههم غادرتها «الدموية» منذ حين.
عليهم أن يعقدوا جلسات استماع لأمهات افترست أبناؤهن فيروسات الكبد، وافترست قلوبهن الأحزان، عليهم الاستماع إلى نساء ترملن فى عز الصبا، وشاهدن الأب والزوج والضنى يذهبون جميعاً ببطء، يضمرون شيئاً فشيئاً كشمعة تحترق فى ليلة ظلماء، تنسحب أرواحهم ببطء حتى يغيبهم الموت الغيبة الأبدية.
عليهم أن يستمعوا كذلك لأولئك الذين سُرقت أعضاؤهم دون أن يدروا أو أجبرهم العوز على القبول ببيعها بثمن بخس.
لم يأثم مصباح قطب حين تشبث بالحياة، لم يكفر حين تمسك بالفرصة، ولم يخرج من الملة حين رفض الاستسلام وانتظار الموت تحت دعوى «قسمته ونصيبه كده» كان يعرف أن نصيبه على قدر سعيه، وفى سعيه الحثيث نحو الحياة إيمان واسع برحمة الله.
لست مفتياً أو متخصصاً لكن ما أفهمه وتؤيده الفطرة أن الدين لم يقل لنا أن نرى الموت قادماً ونستسلم له دون مقاومة، لم يقل لنا أن نكرم الموتى ونُهين ونعذب الأحياء..
عليهم أن يستمعوا كذلك لأولئك الذين سُرقت أعضاؤهم دون أن يدروا أو أجبرهم العوز على القبول ببيعها بثمن بخس.
لم يأثم مصباح قطب حين تشبث بالحياة، لم يكفر حين تمسك بالفرصة، ولم يخرج من الملة حين رفض الاستسلام وانتظار الموت تحت دعوى «قسمته ونصيبه كده» كان يعرف أن نصيبه على قدر سعيه، وفى سعيه الحثيث نحو الحياة إيمان واسع برحمة الله.
لست مفتياً أو متخصصاً لكن ما أفهمه وتؤيده الفطرة أن الدين لم يقل لنا أن نرى الموت قادماً ونستسلم له دون مقاومة، لم يقل لنا أن نكرم الموتى ونُهين ونعذب الأحياء..
لم يقل لنا أن نبخل على مريض يصرخ من الألم، أو نحرم شابا فى ريعان الصبا من فرصة الحياة.
لك أن تتخيل أن دولة مستقرة فى عراقة مصر، تملك أكبر مؤسسة إسلامية وسطية فى العالم اسمها الأزهر، وأقدم تجربة برلمانية فى المنطقة، عاجزة عن إنجاز مشروع قانون محترم لزراعة الأعضاء، بضوابط واضحة وصارمة وعادلة تمنح الجميع الفرصة فى الحياة على قدم المساواة دون تمييز بين أوضاعهم المادية أو الوظيفية، كما أنها فى الوقت نفسه تفشل فى مكافحة فيروسات الكبد وعدواها التى تنتشر بين المصريين مثل نار فى حطب، دولة يهدد الموت ١٠ ملايين من مواطنيها فيغمض لها جفن، وتنام مطمئنة وكأن شيئاً لم يكن.
يقولون إن القانون سيفتح الباب لتجارة الأعضاء، وسيحول مصر إلى سوق إقليمية للأعضاء البشرية، وكأنها ليست كذلك بالفعل حالياً وقبل صدور القانون، وكأننا فقدنا الثقة فى أنفسنا ونزاهتنا وقدرتنا على وضع ضمانات تكفل سد الثغرات أمام السماسرة، هؤلاء السماسرة الذين يعيقون صدور هذا القانون لأن سوقهم بدونه أكثر رحابة واتساعاً.
قليل من العقل يكفى لإنجاز كل شىء، وإدراك أن من حقنا أن نعيش طالما منحنا الله العمر، ومن حقنا أن نتشبث بالحياة، طالما دعانا الله ألا نيأس من رحمته، ومن واجبنا أن نردد مع مصباح قطب: «دعوا القانون يمر» ضعوا فيه من الضوابط ما تشاؤون.
لك أن تتخيل أن دولة مستقرة فى عراقة مصر، تملك أكبر مؤسسة إسلامية وسطية فى العالم اسمها الأزهر، وأقدم تجربة برلمانية فى المنطقة، عاجزة عن إنجاز مشروع قانون محترم لزراعة الأعضاء، بضوابط واضحة وصارمة وعادلة تمنح الجميع الفرصة فى الحياة على قدم المساواة دون تمييز بين أوضاعهم المادية أو الوظيفية، كما أنها فى الوقت نفسه تفشل فى مكافحة فيروسات الكبد وعدواها التى تنتشر بين المصريين مثل نار فى حطب، دولة يهدد الموت ١٠ ملايين من مواطنيها فيغمض لها جفن، وتنام مطمئنة وكأن شيئاً لم يكن.
يقولون إن القانون سيفتح الباب لتجارة الأعضاء، وسيحول مصر إلى سوق إقليمية للأعضاء البشرية، وكأنها ليست كذلك بالفعل حالياً وقبل صدور القانون، وكأننا فقدنا الثقة فى أنفسنا ونزاهتنا وقدرتنا على وضع ضمانات تكفل سد الثغرات أمام السماسرة، هؤلاء السماسرة الذين يعيقون صدور هذا القانون لأن سوقهم بدونه أكثر رحابة واتساعاً.
قليل من العقل يكفى لإنجاز كل شىء، وإدراك أن من حقنا أن نعيش طالما منحنا الله العمر، ومن حقنا أن نتشبث بالحياة، طالما دعانا الله ألا نيأس من رحمته، ومن واجبنا أن نردد مع مصباح قطب: «دعوا القانون يمر» ضعوا فيه من الضوابط ما تشاؤون.
. لكن تذكروا أن الإله الواحد الذى تتحدثون عنه اسمه الرحمن الرحيم».
بقلم أحمد الصاوى ٢٠/ ٤/ ٢٠٠٩
sawyelsawy@yahoo.com
sawyelsawy@yahoo.com
No comments:
Post a Comment