بصراحة.. أنا أعترف إني اتخميت خمة جامدة قوي في حزب الله..
وأزعم أن كثيراً من المصريين اتخموا زيي جنابي لأن حسن نصر الله يمتاز بكاريزما قوية وخطابه الجماهيري وطني وليس دينيا فكان يدعو لتحرير الارض وليس "للجهاد في سبيل الله" وهو الشعار الذي اتسع ليشمل استباحة الأرواح من الأبرياء والاجانب والمنشآت وتهديد الانظمة وتحول الي شعار سياسي لا يختلف عن شعار اسرائيل في أن كل شيء مباح في سبيل أمنها..
وعندما انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان في ظلمات الليل تأكدت قوة نصر الله وحزبه وأصبح بطلا عربيا ومن اعظم رموز المقاومة.. وتأكدت انا أنه فعلاً زعيم مقاومة له فكر وقادر علي حساب الأمور وتقدير الخسائر والمكاسب ويعي تماما معني المقاومة وقوة اسرائيل العسكرية.
ورغم إعجابي وإعجاب الكثير من المصريين الذين كانوا قد بدأوا ينتظرون خطابه بشغف لأنه يحمل عبارات صريحة شرسة ضد اسرائيل تفش الغل والغيط إلا أن القلق كان يساورني من غياب سطوة الحكومة اللبنانية علي هذه المقاومة المسلحة التي تسيطر تماما علي جنوبه وكنت احتار في فهم معني الدولة في لبنان وأبحث في خبايا الأخبار عن أي تلميحات عما يسمي بالجيش اللبناني ولماذا هو مختف ومبتعد عن مهمة تحرير أرض لبنان كما يفعل نصر الله..
ولماذا يختلف الخطاب الحكومي اللبناني ويتواري وكأنه لا يسمع ولا يري فلا هو آسف علي الاحتلال ولا هو سعيد بانسحاب القوات الاسرائيلية.
. ومازلت لا أعرف شكل أو زي الجيش اللبناني وهل هو موجود بالفعل أم لا؟
وأخيراً اقنعت نفسي أن نصر الله وحزبه مقاومة شريفة لوطن ضعيف ودولة خجولة تستحي المواقف أي مواقف وقلت لا يهم أن يكون شيعيا أو سنيا أو مارونيا أو درزيا او كاثوليكيا المهم أن يكون لبنانيا شريفا يسعي بأي طريقة لتحرير أرضه.
. إلي أن اختطف حزب الله عدداً من الجنود الاسرائيليين منذ عدة سنوات وأعطي اسرائيل الفرصة أن تشن حرب تدمير شاملة علي جنوب لبنان وحرب إبادة جماعية ضد اطفاله بعنف من كان ينتظر ويتربص حتي جاءت له الفرصة.
. وفي بادئ الأمر كان نصر الله يصرخ متباهيا بضرب حيفا وعكا وأنه لأول مرة نجح في اختراق عمق اسرائيل وفعلاً انطلقت من عنده آلاف الصواريخ ولكنها لم تصب احداً، بينما اطفال الجنوب يدفنون أحياء تحت الأنقاض واسرعت اسرائيل بالصراخ والولولة علي أمنها الذي استباحه نصر الله وامعنت في التدمير والقتل حتي أصبح جنوب لبنان كومة من الأحجار والجثث..
وهنا تواري نصر الله.. وتأخر ظهوره علي الشاشات وبدأت الهزيمة تظهر علي ملامحه.. ولكنه ظل يقاوم ويلوح بأن ما حدث كان انتصاراً..
ثم بعد ذلك وعلي استحياء قال في كلمات قليلة انه لم يكن يتوقع "رد الفعل"..
وتأكد لدي أنها مقاومة بلا عقل وأن اصابع السياسة الايرانية تخطط وتلعب ، خاصة عندما اعلن نصر الله أنه سيتم تعويض الآلاف ممن دمرت منازلهم وأنهم سيقبضون الأموال لاعادة البناء مما يعني أن الملايين ستأتي من ايران ولا يهم أن تتكدس القبور بجثث الرضع الصغار الذين ماتوا بلا سبب ولا مكسب..
وتأكدت رعونة نصر الله في حرب الابادة الاخيرة علي غزة فقد فعلت حماس مثلما فعل بالضبط وتلقت من الدمار وقتل الاطفال ما تلاقاه، والعجيب أن يظهر نصر الله وهو يشجع ويحمس وكأنه لم يمر بنفس التجربة منذ سنوات قليلة ولم يتعلم ولم يكتسب أي نوع من الخبرة، وحتي لم يعد بناء ما تهدم بعد..
وبعد الجهود المصرية المضنية في تحريك دول العالم لايقاف نزيف الاطفال في غزة وبعد الجهود الشاقة في التعامل مع الحماقات والهبل العربي.. اسرع الحماسيون في ركوب العربات ورفع البنادق واطلاق الرصاص في الهواء احتفالاً بالنصر..
بعد أن خرجوا من المخابئ وشاهدناهم لأول مرة..
وهذه الكارثة الاخيرة اظهرت سذاجة نصر الله وسيطرة السذاجة الايرانية علي عقله وتوجهاته فهو يعمل ويتكلم بناء علي أوامر غير مدروسة وغير منطقية، فقد اخذ يشجع ويهتف لحماس ويبارك انتصارها ثم يسب ويلعن في مصر واللي جابوا مصر وينادي بفتح المعابر ويُحمل مصر مسئولية الارواح والتدمير ولم يوجه لاسرائيل شتيمة واحدة من شتائمه وإللي زاد وغطي ان يوجه نداءه الي القوات المسلحة المصرية بأن تتمرد علي قيادتها وتذهب بالدبابات والمدرعات الي الحدود وتفتحها علي البحري عشان خاطر عيونه وعيون حماس.
. ما هذا الجهل السياسي والجغرافي والتاريخي الذي يتحدث به هذا الرجل وكيف يتخيل أن قوات مصر المسلحة التي يضرب تاريخها في اعماق الزمن والتي اجتاحت حروبا مضنية جبارة في تاريخ مصر الحديث والتي تكون جيشها القوي واجتاح الشام ولبنان بشماله وجنوبه حتي وصل الي حدود عاصمة الخلافة العثمانية يوم ان كان لبنان "جبل" له امير وايران دولة بعيدة اسمها "الفرس" كيف يتخيل أن هذا الجيش المصري لا يختلف كثيراً عن عصابة "حمادة وتوتو" وأن جنود مصر وضباطها عندما يسمعون ويشاهدون نصر الله يدعوهم لفتح الحدود سوف يسرعون ويهرولون لأن خطاب نصر الله يجب النظام والفكر والقيادة والقوة ومهمة حماية الوطن.
ثم جاءت الحادثة الأخيرة وظهرت خلية من "نصر الله" تحاول العبث بمصر عدوة العرب الاولي في المنطقة فهي سبب كل البلاوي والفوضي والعبث بأمنها حلال شرعاً..
وأسرع الرجل بسذاجة شديدة بالاعتراف مع أن قائد الخلية مازال ينكر..
والنتيجة ببساطة أن كل شيء انكشف وبان علي عينك يا تاجر
.. أمريكا تلعب بايران كما لعبت بابن لادن والقاعدة وأفغانستان وايران تلعب بسوريا وحزب الله واسرائيل مهيصة وعمالة تقش وقطر مش محتاجة حد يلعب بدماغها وليبيا ماعندهاش دماغ اصلاً والحالة تقترب من حلم الست كونداليزا رايس بالفوضي الخلاقة.
. والبيئة العربية مناسبة جداً لما يحدث ومصر محتاسة وكأنها فلاحة مصرية تحمل علي كتفيها طفلين يبكيان ويجذبان ضفائرها وتجر في يدها أربعة أطفال يجذبون ملابسها ولكنها يا حول الله صابرة تحاول مع كل هذا أن تسير دون أن تتعثر وسط هذا الهوس السريالي اللامعقول..
ولكن بقيت كلمة للصحافة المصرية فالخطاب الصحفي مسئول عن خداعنا جميعا بحسن نصر الله فليس بالسباب والشتائم وكيل الاتهامات تفسر الأمور وربما يكون هذا الأسلوب البدائي في معالجة الامور السياسية الملعبكة هو السبب الأول في العند الذي اصاب المصريين وقرروا أن يصدقوا نصر الله..
وسوف تنهال الشتائم والاتهامات من الصحف القومية وسوف "تفرش الملاءة" وهات يا ردح لفلان الذي يدافع عن نصر الله وعلان الذي لم يهاجم حسن نصر الله والجريدة الفلانية التي تؤيد والعلانية التي لا تنفر
.. والناس سوف تقرأ وتكون أول النافرين ويظل عدم الفهم.
. لحظة هدوء من فضلكم.
. السياسة شيء متلون وغير ثابت ومعقد..
الرجاء التحدث بعقلانية ومنطق قبل أن تصيب الفوضي الخلاقة عقولنا أيضا.
. ربنا يهديكم مش ناقصين بلبلة وغباوة.
بقلم: د. لميس جابر
الوفد
وأزعم أن كثيراً من المصريين اتخموا زيي جنابي لأن حسن نصر الله يمتاز بكاريزما قوية وخطابه الجماهيري وطني وليس دينيا فكان يدعو لتحرير الارض وليس "للجهاد في سبيل الله" وهو الشعار الذي اتسع ليشمل استباحة الأرواح من الأبرياء والاجانب والمنشآت وتهديد الانظمة وتحول الي شعار سياسي لا يختلف عن شعار اسرائيل في أن كل شيء مباح في سبيل أمنها..
وعندما انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان في ظلمات الليل تأكدت قوة نصر الله وحزبه وأصبح بطلا عربيا ومن اعظم رموز المقاومة.. وتأكدت انا أنه فعلاً زعيم مقاومة له فكر وقادر علي حساب الأمور وتقدير الخسائر والمكاسب ويعي تماما معني المقاومة وقوة اسرائيل العسكرية.
ورغم إعجابي وإعجاب الكثير من المصريين الذين كانوا قد بدأوا ينتظرون خطابه بشغف لأنه يحمل عبارات صريحة شرسة ضد اسرائيل تفش الغل والغيط إلا أن القلق كان يساورني من غياب سطوة الحكومة اللبنانية علي هذه المقاومة المسلحة التي تسيطر تماما علي جنوبه وكنت احتار في فهم معني الدولة في لبنان وأبحث في خبايا الأخبار عن أي تلميحات عما يسمي بالجيش اللبناني ولماذا هو مختف ومبتعد عن مهمة تحرير أرض لبنان كما يفعل نصر الله..
ولماذا يختلف الخطاب الحكومي اللبناني ويتواري وكأنه لا يسمع ولا يري فلا هو آسف علي الاحتلال ولا هو سعيد بانسحاب القوات الاسرائيلية.
. ومازلت لا أعرف شكل أو زي الجيش اللبناني وهل هو موجود بالفعل أم لا؟
وأخيراً اقنعت نفسي أن نصر الله وحزبه مقاومة شريفة لوطن ضعيف ودولة خجولة تستحي المواقف أي مواقف وقلت لا يهم أن يكون شيعيا أو سنيا أو مارونيا أو درزيا او كاثوليكيا المهم أن يكون لبنانيا شريفا يسعي بأي طريقة لتحرير أرضه.
. إلي أن اختطف حزب الله عدداً من الجنود الاسرائيليين منذ عدة سنوات وأعطي اسرائيل الفرصة أن تشن حرب تدمير شاملة علي جنوب لبنان وحرب إبادة جماعية ضد اطفاله بعنف من كان ينتظر ويتربص حتي جاءت له الفرصة.
. وفي بادئ الأمر كان نصر الله يصرخ متباهيا بضرب حيفا وعكا وأنه لأول مرة نجح في اختراق عمق اسرائيل وفعلاً انطلقت من عنده آلاف الصواريخ ولكنها لم تصب احداً، بينما اطفال الجنوب يدفنون أحياء تحت الأنقاض واسرعت اسرائيل بالصراخ والولولة علي أمنها الذي استباحه نصر الله وامعنت في التدمير والقتل حتي أصبح جنوب لبنان كومة من الأحجار والجثث..
وهنا تواري نصر الله.. وتأخر ظهوره علي الشاشات وبدأت الهزيمة تظهر علي ملامحه.. ولكنه ظل يقاوم ويلوح بأن ما حدث كان انتصاراً..
ثم بعد ذلك وعلي استحياء قال في كلمات قليلة انه لم يكن يتوقع "رد الفعل"..
وتأكد لدي أنها مقاومة بلا عقل وأن اصابع السياسة الايرانية تخطط وتلعب ، خاصة عندما اعلن نصر الله أنه سيتم تعويض الآلاف ممن دمرت منازلهم وأنهم سيقبضون الأموال لاعادة البناء مما يعني أن الملايين ستأتي من ايران ولا يهم أن تتكدس القبور بجثث الرضع الصغار الذين ماتوا بلا سبب ولا مكسب..
وتأكدت رعونة نصر الله في حرب الابادة الاخيرة علي غزة فقد فعلت حماس مثلما فعل بالضبط وتلقت من الدمار وقتل الاطفال ما تلاقاه، والعجيب أن يظهر نصر الله وهو يشجع ويحمس وكأنه لم يمر بنفس التجربة منذ سنوات قليلة ولم يتعلم ولم يكتسب أي نوع من الخبرة، وحتي لم يعد بناء ما تهدم بعد..
وبعد الجهود المصرية المضنية في تحريك دول العالم لايقاف نزيف الاطفال في غزة وبعد الجهود الشاقة في التعامل مع الحماقات والهبل العربي.. اسرع الحماسيون في ركوب العربات ورفع البنادق واطلاق الرصاص في الهواء احتفالاً بالنصر..
بعد أن خرجوا من المخابئ وشاهدناهم لأول مرة..
وهذه الكارثة الاخيرة اظهرت سذاجة نصر الله وسيطرة السذاجة الايرانية علي عقله وتوجهاته فهو يعمل ويتكلم بناء علي أوامر غير مدروسة وغير منطقية، فقد اخذ يشجع ويهتف لحماس ويبارك انتصارها ثم يسب ويلعن في مصر واللي جابوا مصر وينادي بفتح المعابر ويُحمل مصر مسئولية الارواح والتدمير ولم يوجه لاسرائيل شتيمة واحدة من شتائمه وإللي زاد وغطي ان يوجه نداءه الي القوات المسلحة المصرية بأن تتمرد علي قيادتها وتذهب بالدبابات والمدرعات الي الحدود وتفتحها علي البحري عشان خاطر عيونه وعيون حماس.
. ما هذا الجهل السياسي والجغرافي والتاريخي الذي يتحدث به هذا الرجل وكيف يتخيل أن قوات مصر المسلحة التي يضرب تاريخها في اعماق الزمن والتي اجتاحت حروبا مضنية جبارة في تاريخ مصر الحديث والتي تكون جيشها القوي واجتاح الشام ولبنان بشماله وجنوبه حتي وصل الي حدود عاصمة الخلافة العثمانية يوم ان كان لبنان "جبل" له امير وايران دولة بعيدة اسمها "الفرس" كيف يتخيل أن هذا الجيش المصري لا يختلف كثيراً عن عصابة "حمادة وتوتو" وأن جنود مصر وضباطها عندما يسمعون ويشاهدون نصر الله يدعوهم لفتح الحدود سوف يسرعون ويهرولون لأن خطاب نصر الله يجب النظام والفكر والقيادة والقوة ومهمة حماية الوطن.
ثم جاءت الحادثة الأخيرة وظهرت خلية من "نصر الله" تحاول العبث بمصر عدوة العرب الاولي في المنطقة فهي سبب كل البلاوي والفوضي والعبث بأمنها حلال شرعاً..
وأسرع الرجل بسذاجة شديدة بالاعتراف مع أن قائد الخلية مازال ينكر..
والنتيجة ببساطة أن كل شيء انكشف وبان علي عينك يا تاجر
.. أمريكا تلعب بايران كما لعبت بابن لادن والقاعدة وأفغانستان وايران تلعب بسوريا وحزب الله واسرائيل مهيصة وعمالة تقش وقطر مش محتاجة حد يلعب بدماغها وليبيا ماعندهاش دماغ اصلاً والحالة تقترب من حلم الست كونداليزا رايس بالفوضي الخلاقة.
. والبيئة العربية مناسبة جداً لما يحدث ومصر محتاسة وكأنها فلاحة مصرية تحمل علي كتفيها طفلين يبكيان ويجذبان ضفائرها وتجر في يدها أربعة أطفال يجذبون ملابسها ولكنها يا حول الله صابرة تحاول مع كل هذا أن تسير دون أن تتعثر وسط هذا الهوس السريالي اللامعقول..
ولكن بقيت كلمة للصحافة المصرية فالخطاب الصحفي مسئول عن خداعنا جميعا بحسن نصر الله فليس بالسباب والشتائم وكيل الاتهامات تفسر الأمور وربما يكون هذا الأسلوب البدائي في معالجة الامور السياسية الملعبكة هو السبب الأول في العند الذي اصاب المصريين وقرروا أن يصدقوا نصر الله..
وسوف تنهال الشتائم والاتهامات من الصحف القومية وسوف "تفرش الملاءة" وهات يا ردح لفلان الذي يدافع عن نصر الله وعلان الذي لم يهاجم حسن نصر الله والجريدة الفلانية التي تؤيد والعلانية التي لا تنفر
.. والناس سوف تقرأ وتكون أول النافرين ويظل عدم الفهم.
. لحظة هدوء من فضلكم.
. السياسة شيء متلون وغير ثابت ومعقد..
الرجاء التحدث بعقلانية ومنطق قبل أن تصيب الفوضي الخلاقة عقولنا أيضا.
. ربنا يهديكم مش ناقصين بلبلة وغباوة.
بقلم: د. لميس جابر
الوفد
No comments:
Post a Comment