انشغلت مصر بقصة حسن نصر الله "اللي بره". لكن حسن "اللي جوه". أخطر من اللي بره بآلاف المرات.
مصر اليوم مؤجرة مفروشة لحسن نصر الله. ولأمير قطر. فلوس داخلة وطالعة. لكن هناك حالة من الجبن المخيفة في مصر لا تستطيع مواجهة هذا المخطط الجهنمي أو تتحدث عنه ولو بكلمة واحدة.
في أي دولة محترمة يعزل عضو مجلس الشعب لو تبين أنه "يقبض" من أي مصدر غير معلوم. إلا في مصر.
فلدينا أعضاء مجلس الشعب اشترتهم إيران وقطر وليبيا. لو حدث ذلك في أي بلد آخر لطالب الشعب بمحاكمة هؤلاء وعلي الملأ. إلا في مصر المحروسة. أو مصر المفروشة. أي المؤجرة مفروش.
ولكن كيف يعرف الجمهور حقيقة هؤلاء. مادام الصحافيون لا يجرؤوا أن يتحدثوا عن هذا العار الذي يلوث صورة برلمان مصر. لماذا تتحدث بعض الصحافة عن أن فلاناً عميلاً للحكومة. أي عميلاً للوطن.
بينما لا تنطق بكلمة عن عملاء قطر أو حزب الله. أو عملاء إيران الذين يغرفون من المال الطاهر القادم من طهران؟
هل يشارك بعض الصحافيين في الجريمة. هل هم مرتشون أيضاً ولهم "مقطوعية" من رأس الكوم من قبل المعلمين الكبار؟
أعتقد أن سمعة مصر الصحافية وتاريخ صحافة مصر العريق وكذلك تاريخ البرلمان المصري يجب أن يكون فوق المصالح الضيقة.
غريب أن في صحفنا من يجرؤ علي شتيمة رأس الدولة المصرية. ولا يستطيع أن ينتقد حسن نصر الله ولو بكلمة واحدة. لا بل يكتب أحدهم مقالا مدفوع الأجر ينادي حسن نصر الله "أنقذنا أيها النبيل. وأيها الشريف" إلخ.. إلخ.
ينتقد حسني مبارك صباح مساء. ولا ينتقد حسن نصر الله ولا بكلمة. هو إيه الحكاية؟
عندما كنت في مصر منذ أسبوعين. حدثني كبار الصحافيين أنهم يعرفون أن فلاناً رئيس تحرير "جرنان" يقبض من قطر وإيران ومن حزب الله. هو وأخوه يمثلان الجناح العائلي لحزب الله وإيران في مصر. "نقول له كلما قابلناه: المقال دا بكام يا ريس؟" هو يعرف أنه يقبض ونحن نعرف ومع ذلك لا يتكلم أحد.
أعتقد أن أصغر صحافي في مصر يعرف عمن أتحدث هنا.
ومع ذلك فصحافتنا هي صحافة تلميح لا صحافة مواجهة.
لماذا كل هذا الخوف من شخص تحوم حوله كل الشبهات. ولا نخاف علي سمعة مصر أو سمعة برلمان مصر؟
الغريب أن الممولين بأموال طهران وقطر وحزب الله وليبيا هم ضيوف دائمون علي الفضائيات المصرية.
فهل يقبض بعض معدي هذه البرامج أيضاً؟
في السابق كانت هناك قضية مدير قطاع الأخبار في التليفزيون المصري. حيث كانت الرشوة بهدف الظهور في تليفزيون الدولة هي السبب في سجنه. فهل مازال الامر قائماً؟
هل يتلقي بعض هؤلاء المعدين في تليفزيون الحكومة وفي الفضائيات أموالاً لكي تظهر الوجوه ذاتها علي الشاشة كل يوم. الشخص نفسه يظهر في برامج مختلفة.
عشرة أفراد يدورون كل يوم بين الفضائيات. علاقة مريبة تربط الفضائيات برموز "حسن اللي جوه". شيء أشبه بزواج المحارم. أم أنه زواج متعة مادمنا نتحدث عن نصر الله وإيران؟
أعرف أن مقالا كهذا يجلب علي المشاكل لأن جماعة "حسن اللي جوه" تغولت وتغلغلت في الإعلام والسياسة المصرية. كلما تحدثت عن "حزب الله" وعن المال الطاهر. قامت علي صحف قطر وطهران في القاهرة بحملة لتغيير الموضوع.
فبدلاً من الحديث عن خلايا "حزب الله" تبدأ حملة تشكيك ضد كل من يتلفظون ولو بكلمة واحدة ضد إيران. إن خلايا "حزب الله" وأموال طهران وأموال صدام قبلها وأموال ليبيا وقناة المنار. كلها اليوم في خدمة "شبكة حسن اللي جوه". "اللوبي الإيراني" في مصر. بجناحيه السياسي والإرهابي. يستهدف هذه الأيام كل من يحاول كشف مصادر تمويله وارتباطاته بطهران.
لابد للصحافيين المصريين. خصوصاً الشباب منهم ممن لم يتلوثوا. أن يكتبوا بصراحة ووضوح عن ظاهرة تلقي الأموال من الخارج خصوصا اذا ما وصلت إلي مجلس الشعب.
في الغرب يكشف عضو مجلس الشعب عن أموال يتلقاها هو أو أقاربه حتي لا تتلوث سمعة البرلمان.
لكن في مصر القصة تبدو "سايبة". وكلاء الخارج في الصحافة المصرية أجروا البلد مفروشة للغرباء.
لا يمكن أن يبيع الصحافي بلده في المساء بحفنة دولارات. ثم يلف نفسه بالعلم المصري في الصباح في جلسات مجلس الشعب. الناس صحيت "وما بتكلش من الكلام ده". إيران من خلال شبكة "حسن اللي جوه" تستهدف مصر.
تستهدفها من خلال جزيرة قطر. ومن خلال قناة المنار. ولكن بأيد مصرية.
يستغل هؤلاء نخوة المصريين بالحديث عن المقاومة.
المصريون مع المقاومة
. لكنهم ليسوا مع المقاولة.
أنتم مقاولون ولستم مقاومين. مقاولون لتجنيد المزيد في شبكة "حسن اللي جوه".
وهناك فرق بين المقاوم والمقاول.
ولا مش كده يا مقاول.
بقلم : مأمون فندي
نقلا عن الجمهورية
No comments:
Post a Comment