Saturday, March 28, 2009

فيلم يعيد الجدل حول طلاق المسيحيين في مصر

أعاد فيلم جديد بدأ عرضه مؤخرا في القاهرة الجدل الدائر حول تصوير الأقباط في الأعمال الدرامية المصرية
الفيلم الجديد "واحد صفر" يتحدث ضمن أحداث أخرى عن مشكلة امرأة مسيحية تطلب الطلاق وتحصل عليه بينما لا تستطيع الزواج مرة أخرى بسبب تشدد الكنيسة القبطية المصرية في منح تصاريح الزواج للمطلقين.
هذا الفيلم هو أحدث حلقة في سلسلة من الأعمال الدرامية التي تتخذ من القضايا والشخصيات المسيحية محورا لأحداثها.
والفيلم الذي تؤدي دور البطولة فيه الممثلة المصرية إلهام شاهين والممثل خالد أبو النجا ضمن طاقم من الفنانين المصريين يتحدث عن الظروف الاجتماعية للطبقة المتوسطة المصرية ويرصد ضمن أحداثه التي تدور في يوم واحد مأساة البطلة.
وترفض البطلة الحل الذي يقدمه لها محاميها وهو تغيير الديانة فيما تدخل في علاقة غير شرعية مع البطل (خالد أبو النجا).
وتنص القواعد المعمول بها في الكنيسة القبطية على عدم منح الطلاق وتصريح بالزواج مرة أخرى للرجال أو السيدات إلا بسببين أولهما إثبات حدوث الزنا من الطرف الآخر أو تغيير الديانة لأحد الزوجين.
المنتقدون يقولون إن هذا الفيلم يمس الزواج المسيحي وقد رفع المحامي نجيب جبرائيل قضية للمطالبة بمنع عرض الفيلم ثم عاد وسحبها.
وقال جبرائيل لبي بي سي إنه يرى هذا الفيلم بمثابة "رسالة درامية موجهة للكنيسة بهدف إما تغيير الكتاب المقدس وهذا أمر غير متصور أو دعوة المسيحيات المطلقات وعددهن أربعة آلاف مطلقة إلى أن يثرن ضد البابا للحصول على تصريح بالزواج أو يغيرن دينهن للزواج أو أن ينخرطن في ممارسة الرذيلة".
ويدافع صانعو الفيلم عن أنفسهم بالقول إنهم لم يطالبوا الكنيسة بأي شيء وإنهم يعرضون فقط لمأساة قطاع من المسيحيات المصريات هن جزء من المجتمع المصري
هذا الفيلم ليس هو الأول من نوعه في إثارة الجدل فقبل ما يقرب من ثماني سنوات ثار جدل مماثل بسبب مسلسل درامي "أوان الورد" شهد تجسيد امرأة مسيحية متزوجة من رجل مسلم، وهو أمر أصبح في الآونة الأخيرة شديد الحساسية وأدى في بعض الأحيان إلى أعمال عنف طائفية في عدة مناطق من مصر.
فيلم آخر هو "بحب السيما" الذي أخرجه وكتب السيناريو له اثنان من المسيحيين كان الأكثر في إثارة الجدل بسبب موضوعه الذي اعتبر البعض أنه يحمل انتقادات للمسحيين المتدينيين الذين يكثرون من الصوم إضافة إلى تصوير بعض أجزائه داخل إحدى الكنائس التي لا تتبع الطائفة الأرثوذكسية التي يتحدث عنها الفيلم.
يذكر أن الكنيسة القبطية تطلب من أتباعها الصوم لمدة تقترب من 200 يوم في العام حيث يمتنع الصائمون فيه عن تناول الطعام كلية لفترة من الوقت فيما يفطرون على أكلات نباتية
ويقول يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة وطني المهتمة بالشأن القبطي إنه لا يمكن الحجر على حرية التعبير التي يمتلكها الفنانون وفيما لا يمكن أن يطلب من فيلم سينمائي أن يقدم حلولا لقضايا معقدة مثل قضية الطلاق عن الأقباط مثلا، إلا أنه لا ينبغي الحجر على حرية المبدع في تسليط الضوء على القضايا الموجودة في المجتمع.
وأضاف سيدهم وهو عضو في المجلس الملي العام وهو هيئة قبطية من غير رجال الدين مختصة بإدارة أموال الكنيسة: "لا يمكنني أن أتفهم كيف يمكن أن نغلف الدعوة لمصادرة العمل الفني تحت دعوى احترام مشاعر البعض لأنه إذا سمحنا لأنفسنا أن نستخدم مقولة احترام المشاعر أمام أي عمل فني سنتوقف عن الإبداع وسنتوقف عن الفن بجميع أشكاله".
القضية إذا حرية الفن في مقابل الرغبة في الحفاظ على مشاعر الأقلية في وقت مشحون بالشرارات الطائفية
شريف ماهر
BBC

No comments: