Sunday, March 01, 2009

مذيعة «القمم» ليلى رستم فى حوار ساخن لـ«المصرى اليوم»: سقف الحريات يتراجع فى مصر


انتقدت الإعلامية الشهيرة ليلى رستم، ما سمته «الشللية» التى تحكم عمل هيئات الدولة، مؤكدة أن هناك قمعاً يمارسه التيار الدينى والمجتمع ضد المرأة، التى أصبحت تعامل بـ«احتقار»، وأن المصريين تنقصهم الشجاعة ومواجهة الذات، ولا يريدون أن يروا الحقيقة.
وأضافت ليلى رستم فى حوارها لـ«المصرى اليوم» أنه لا يوجد مناخ حرية حقيقى فى الصحف المصرية والعربية، ووصفت الحوارات التى تقدمها مئات القنوات الفضائية العربية، بأن بعضها كذب، وبعضها الآخر رياء، والباقى خوف، مؤكدة أن الكثيرين من «المرتزقة»، اقتحموا العمل الإعلامى لمجرد أن يجنوا ثروات، وقالت إنها تحترم نفسها، ولم يستطع أحد أن «يشتريها».
ورغم ابتعادها عن الأضواء، عدة عقود، مازالت ليلى رستم «نجمة» فى ذاكرة الملايين
.
حين اتصلت بها وطلبت إجراء حديث معها لـ«المصرى اليوم» حددت لى موعداً، وقبلها حضرت للصحيفة، بناء على دعوة الأستاذ مجدى الجلاد، أحد المعجبين بها.. وفى منزلها استمر اللقاء ساعات.. وإلى تفاصيل الحوار:
لايزال نجاح برنامج «نجمك المفضل» الذى استمر ثلاث سنوات بـ١٥٠ حلقة عالقاً فى الأذهان رغم مرور أكثر من أربعين سنة على عرضه.. بم تفسرين ذلك؟
ـ البرنامج الناجح ثمرة عمل فريق، المعد الجيد يقدم معلومات واسعة عن الموضوعات المطروحة فى البرنامج، وبعض البرامج الشهيرة فى أمريكا يصل فريق العمل فيها إلى ١٥٠ فرداً، فكلما كانت المعلومات وفيرة وتغطى كل جوانب الموضوع، أتيحت الفرصة أمام المذيع الجيد ليتألق ويقدم الجديد فى الموضوع والمذيع عليه وضع الأسئلة لضيوفه طبقاً للمعلومات التى لديه، وفى نظرى المذيع الجيد هو الذى له شخصية ولا يقلد أحداً ويكون نفسه.
من يعجبك من مذيعينا؟
ـ أحمد المسلمانى، ومنى الشاذلى، ومنى الحسينى، فالثلاثة لهم شخصية.
هل تتابعين التليفزيون المصرى؟
ـ لا، وكذلك معظم الفضائيات، لكنى أتابع باهتمام نشرات الأخبار فى عدد من المحطات الأجنبية المعروفة بحيادها، وأتابع الأستاذ هيكل على الجزيرة.
■ لو عرض عليك الآن أن تشرفى على الإعلام أو تقدمى برنامجاً، فماذا تقدمين الآن؟
ـ أنت تحلمين، فلن يكلفنى أحد بهذه المهمة أبداً، وهذه مشكلة المثقف فى مصر، فلا هو يستطيع أن يحسن فى بلده بما أوتى من علم ومعرفة، إنه ممنوع المعرفة، ولا قادر على أن يهاجر للخارج لأنهم لن يقبلوه هناك، فماذا سيقدم غير الذى لديهم، ولهذا فقد أغلق عليه الباب والشباك واتخنق، ولذا أنا أحياناً أشعر بالاختناق فعلاً، ومثلى عدد كبير من المثقفين والعلماء والمبدعين.
ماذا تغير فى مصر؟
ـ الكثير.. أيامنا كانت مصر تسمح بالاختلاف وبالشخصية المتفردة والمميزة، وكان الجميع يسعى لاجتذاب أمثال هذه الشخصيات ويعطونها فرصة التألق والظهور والنجومية، أما الآن فهناك سعى لأن يكون الجميع شبه بعض، صور مكررة ومستنسخة، وعندما أقول مصر اتغيرت أقصد بذلك ناسها اتغيروا، فالناس هم الذين يصنعون المكان، وليس المكان هو الذى يصنعهم.
كيف وصلنا لذلك؟
ـ نظام تعليم سيئ، ونظام حكم أوصلنا لذلك، الإنسان خُلق حراً وهذا هو الفرق بينه وبين الحيوان، حتى هناك حيوانات تموت لو حبستها، الحرية أساس الحياة بالنسبة للإنسان، يكتشف ويحاول أن يجد إجابات على أسئلته، لا توجد فكرة كبيرة ورحبة توسع الآفاق أمامك وتعطيك أملاً وهدفاً للحياة، لماذا؟ لأن كل شىء ممنوع، الاجتهاد فى الفكر الدينى ممنوع، والدين يشكل وجدان أغلبية الشعب المصرى، فكل شىء ممنوع ونحن الآن كأمة تشغلنا الأشياء المادية الصغيرة: رغيف العيش، وأنبوبة الغاز.
أليس أحد أهداف الإعلام هو الحديث عن مشاكل ومتاعب الناس؟
ـ بالتأكيد.. المهم الحديث عن الهم اليومى، فأنا أيضاً تشغلنى القمامة فى الشارع ومشكلة أولاد الشوارع وكيف يتم استغلالهم وأخذ أعضائهم وبيعها، لكن ذلك لا يمنع أن الحرية فى التفكير والسعى وراء العلم واكتشاف المجهول ضرورى، فعندما أقرأ كيف اكتشف الإنجليز منابع النيل أسأل نفسى: لماذا لم يفكر أحد من المصريين فى العصر الحديث فى اكتشاف ذلك باعتبارنا من أبناء أفريقيا وأصحاب حضارة قديمة، هل وصل الفراعنة لذلك؟ لا أعرف ولكن ليس هناك نقش أو بردية تتحدث عن ذلك، لماذا نحن دائماً خائفون من الاكتشاف، بالتأكيد لو فكر شاب فى ذلك لوجد أمه تبعد ذلك عن تفكيره وتنصحه: يا بنى ناموسة تقرصك هناك وتموت ولا تأكلك الأسود..
فى أوروبا الولد يكون عنده ١٧ سنة يذهب لاكتشاف أستراليا على مركب خشب ربما يعود وربما لا وعندما يصل هناك لا يكتفى لما وصل إليه لكن يأخذه حب الاكتشاف للذهاب لجزر الباسيفيك واكتشاف جزر هاواى الرائعة، وعندما يجد شاب حضر من بلاد ضبابية بدأت فيها الصناعة كيف أن سكان هذه الجزر البدائيين سعداء بأكل ثمار الأشجار ويرقصون عرايا، يسأل نفسه: من أين تأتى السعادة؟ هذه التساولات ومحاولات الإجابة عنها بمزيد من المعرفة والاكتشاف هى التى تفتح الآفاق وهذه الآفاق أغلقناها، لذلك لم نكتشف شيئاً، ولا حتى اكتشافاً علمياً، الإنسان يحتاج الأفق الرحب، الإنسان طائر دون جناحين لكن عقله به مليون جناح فلا تكسروا هذه الأجنحة.
النظام أغلق أمامنا الأفق، وربطنا بمليون قيد لنصبح سجناء فى الوطن والأشياء المادية الصغيرة، رغيف العيش وأنبوبة الغاز، وهى صحيح مهمة وضرورية للحياة، لكن لا يمكن أن تكون محور حياتنا وأحاديثنا فى الإعلام والصحافة وإلا نزلنا بسقف الحياة، وإن فعلنا فسيظل هذا السقف يهبط ويهبط حتى يجبرنا على أن نسير على أربع كالحيوانات.
أنا لا أصغر من الهم اليومى للمواطن، فالإنسان له احتياجات يومية ضرورية لازم يأكل ويشرب ثم يتعلم ويكتشف، لابد أن نكون قد تخطينا
ذلك من زمان لأننا أمة ذات حضارة عريقة.
لماذا فشلت الحكومات المتعاقبة فى توفير أساسيات الحياة للمصرى ليستطيع بعد ذلك أن يبدع ويكتشف؟
ـ أنا ضد فكرة نقد الحكومة دائماً أو اتخاذها الشماعة التى نعلق عليها الفشل الذى نعيشه، فالحكومة منفذة لأوامر النظام الحاكم، فالنظام الحاكم هو الفاشل وليس الحكومات وهذا واقع، فالأنظمة الديمقراطية مختلفة فيمكن أن يكون نظاماً جمهورياً ديمقراطياً، ويمكن أن يكون ملكياً ديمقراطياً، وممكن أن يكون نظاماً عسكرياً ديمقراطياً أيضاً، ورأينا ذلك فى فترة فى أوروبا وأمريكا الجنوبية، وفيه نظام جمهورى قمعى ويمكن أن يكون فاشياً أو نازياً، الأنظمة هى التى تقرر وليس الحكومة،
فالنظام هو الذى يختار وزير داخلية ينفذ سياسته، ولابد أن يفهم الشعب أن الحكومة ليست المسؤولة عن نظام التعليم الفاشل، والدليل على ذلك فشل نظام التعليم رغم تغير الحكومات ووزراء التعليم، فالنظام هو السبب، ولا أفهم هذا النظام ولا أعرف أن أعطيه اسماً كما أنه ليس هناك تواصل بين الهيئات المختلفة فى الدولة بل أحياناً تحارب بعضها البعض وتعمل (زنب) فى بعض، وهناك شللية وليست هناك متابعة لأى قرار يتخذ لابد إذن أن يحدث فشل ولا أعرف ما هو العلاج. لابد فى البداية أن تكون هناك حرية الكلمة ومشاكلنا جاءت من ضعف الدولة وقصر رؤيتها، الدولة منذ ما يقرب من ستين عاماً متجمدة الفكر
.
هناك تراجع على مستوى المجتمع والأسرة فهل لهذا علاقة بالنظام السياسى؟
ـ بالفعل هناك تراجع للأسرة، التى هى قوام المجتمع، فالمجتمع أصبح استهلاكياً مادياً، والطبيعى أن يستهلك الإنسان لكن فى حالتنا نحن نستهلك ما لا ننتجه، الأسرة هدمت فى أوروبا بعد تغلغل الحضارة المادية الصناعية الاستهلاكية، وها هى الحضارة الاستهلاكية تنهار ومؤشرات انهيارها بادية للعيان والأزمة تعصف بالجميع، ونحن فى مصر فى مفصل حضارى مهم أن نكون واضحين مع أنفسنا وأكثر صدقاً،
والحل ليس بالكلام الممل الذى يقال فى الفضائيات، لكن معرفة الخطأ من أين وكيف نصلحه. المجتمع المصرى لم يعد له هدف واضح، صحيح أن هناك علاقة بين ما يحدث فى مصر وسيادة الحضارة المادية الاستهلاكية لكن عندنا أسباب تجعل الأمور أسوأ. وأنا ألاحظ فى برامج الحوارات أو ما يطلق عليه (التوك شو) أن المتحدثين خايفين يقولوا الحقيقة، نحن دائماً نعيش وراء ستارة نرفعها برهة قصيرة ثم ننزلها من جديد، لا نريد أن نرى الحقيقة، فالحقيقة لا تروقنا وستطولنا.. تنقصنا الشجاعة ومواجهة الذات.
ماذا عن وضع المرأة؟
ـ هناك نظرة جديدة تمتد لحوالى ٣٠ سنة مضت تدعى أنها دينية، لكن هذا غير حقيقى، هذه النظرة وراء تراجع دور المرأة فى المجتمع وعدم احترامها، صحيح أن الأديان كلها وضعت المرأة خلف الرجل بخطوتين، لكن لا يوجد دين يلزم أتباعه باضطهاد المرأة وعدم احترامها، لكننى أرى ذلك الآن وأواجهه فعندما أسير فى الشارع الآن وأنا سيدة غير شابة، أجد بعض الرجال تخبطنى فى كتفى وأكاد أنكفئ على وجهى وأتعجب من رد الفعل، فمن فعل ذلك لا يعتذر ولا يتأسف، هناك تجريح مستمر وعدم احترام للمرأة، فهناك فهم خاطئ للقيم الدينية، خاصة قيم الإسلام الحنيف.
وأنا هنا أتحدث عن دور الأزهر، والشيخ طنطاوى رجل عظيم ورقيق وإنسان، لابد أن يبحث الأزهر فى موضوع احتقار المرأة، وارتقاء المجتمع لن يحدث إلا بارتقاء الرجل والمرأة، فالمرأة نصف المجتمع. ولكن ربما أنه لا يهمنا كثيراً ارتقاء المجتمع، والشرق بصفة عامة ينظر للمرأة بدونية والغرب تخطى ذلك، ولذلك دائماً ما نردد مقولة الشرق شرق والغرب غرب ويستحيل أن يلتقيا
.
هل تعتبرين نفسك محظوظة بالزمن الذى عشت فيه وشكَّل فكرك وقيمك؟
ـ بالفعل أنا كنت محظوظة بأسرتى، أنا تربيت فى أسرة متينة والمفهوم الدينى كان راسخاً وكان يتعلق بالجوهر وليس المظهر، وأيضاً أسرتى كفلت لى تعليماً جيداً، وأبى رحمه الله صاحب فضل علىَّ فهو الذى زرع الثقة فى نفسى، وكان دائماً يقول لى: «أنت لست كغيرك من البنات»، وبفضل احترامه لى احترمنى الآخرون، منذ صغرى،
والحقيقة أننى لم أخيب أمله أبداً، تعلمت فى مدرسة فرنسية رائعة فى الإسكندرية لكن والدى عبدالحميد بك رستم كان يحضر لى فى المنزل شيخاً ليعلمنى اللغة العربية والقرآن، وعندما أردت دخول الجامعة الأمريكية دخلت مدرسة إنجليزية للبنات فى الإسكندرية أيضاً لأتقن اللغة، وبعد انتهائى من الجامعة قسم صحافة سافرت للولايات المتحدة الأمريكية، للحصول على الماجستير، وكان زوجى الأول زميلى فى الجامعة الأمريكية يسبقنى بعامين، وقد انتظرنى عامين حتى رجعت من أمريكا لإتمام الزواج. زماننا كان ما يهم الأهل هو تحصيل العلم وليس مجرد المجموع كما يحدث الآن، فالتعليم الآن سيئ وظالم فمن معه يشترى شهادات ومن ليس معه لا يصل لشىء.
ماذا يستوقفك فى الآخرين؟
ـ الثقافة.. فهى الشىء الوحيد الذى يجعلنى أجلس كالطفلة الصغيرة أمام محدثى لأستفيد منه وأستمع له، ولذلك كان كل أصدقائى وأنا صغيرة أكبر منى بعشرين سنة، فالشباب من سنى لم يكونوا يلفتون انتباهى.
ماذا يعجبك فى الرجل؟
ـ أنا أحترم جداً الرجل الطموح والذى يعمل كثيراً، أنا لا أحب الرجل الخمول الذى يجلس على مقعده ويقول «يا ناس هتولى حبيبى»، وأقدر الرجل الذى يمكن الاعتماد عليه ويعز زوجته، وكانت نصيحتى الوحيدة لابنتىّ عند الارتباط أن تختارا من تعتمدان عليه.
هل تؤمنين بالحب كاختيار للزواج؟
ـ لا أقتنع كثيراً بدوام الحب وعندى قناعة أن الرجال غير صادقين، وأن الرومانسية شىء غير واقعى، وأنا دائماً أحب أن أكون واقعية حتى لا أصدم، وهذا نوع من الدفاع عن النفس، ومما أراه من حولى أدرك أن الحب لا يستمر، لكن ما يستمر هو الاحترام المتبادل بين الزوجين والإعجاب، وأستطيع أن أقول إن زوجىّ رحمهما الله كانا يحترماننى كثيراً ربما أكثر من حبهما لى، وزوجى الثانى كان صديقاً لى، واحترامه لى كان كبيراً وربما سبق حبه لى، كان لديه أشياء أحترمها جداً وأقدرها وهو كذلك وكانت بيننا أشياء كثيرة مشتركة.
هل تحكمين على الناس بسرعة؟
ـ لا، لابد أن أعرف الشخص جيداً حتى أتمكن من الحكم عليه.
غادرت بيروت إبان الحرب الأهلية وسافرت إلى باريس.. فلماذا لم تفكرى فى العمل فى التليفزيون من جديد؟
ـ عندما سافرت إلى باريس كنت أفكر فى الاستقرار والعمل مع زوجى وابنتى وبالفعل اشترينا شقة هناك، لكن جاءت وفاته المفاجئة لتغير كل خططى، فلم يكن من الممكن أن أبقى فى باريس وحدى وابنتى طفلة عمرها خمس سنوات ففضلت العودة إلى مصر لأكون أنا وابنتى بجوار الأسرة.
■ عملت على مدى ٢٠ عاماً فى جريدة «الهيرالد تريبيون» فلماذا لم تفكرى فى الكتابة لصحيفة مصرية أو عربية تصدر فى الخارج؟
ـ لأنه لا يوجد مناخ حرية، دائماً حجر على الفكر فى الجرائد المصرية والعربية ولو كتبت الحقيقة لن يوافق عليها أحد، والجرائد العربية فى الخارج تمويلها من البترول، وأى كاتب يضحك على نفسه لو قال إنه سيقول الحقيقة مائة فى المائة ولن يصاب بأذى، يمكن أن أشتغل مجاناً لو سمح لى أن أقول ما أريده بصراحة، لكن الآن هناك قمع فظيع من التيار الدينى ضد المرأة بصفة خاصة، وكأنهم يبحثون دائماً عن عيب أو مشكلة يضعونها فيها، وأنا أرى أن ديننا الحنيف برىء من ذلك، فنحن نتراجع والمرأة بصفة خاصة فى هذه الفترة ليست حرة على الإطلاق بل أصبحت خايفة والخوف دائماً يرعاها والأزمة الاقتصادية تزيد الوضع سوءاً، وما يحدث ليس لمصلحة الرجل ولا المجتمع أن تقمع المرأة بهذا الشكل.
■ هل يمكن أن نتخيل عودة ليلى رستم للتليفزيون؟ وإن حدث من سيكونون ضيوفها؟
ـ لو كان النظام يحترم حرية الكلمة ويثق فى المسؤولين عن الإعلام، وأن الإعلامى يعمل للصالح العام وصالح الناس، لفعلت وهذا طبعاً لن يحدث، فأنا ليس هدفى التخريب لكن الإصلاح، بعد ستين سنة من الضوء الأحمر فى التليفزيون المصرى والفضائيات يفقد الإنسان الأمل وإبداعه ينضب وعقله يتوقف، ويقرر أن يترك كل شىء.
لنعد لسؤالك الخيالى عمن سيكونون ضيوفى وأقول: لن أستضيف أحداً سأنزل الشارع وأصور ما يحدث فعلاً وسأترك الناس تتكلم، لكنهم لا يريدون ذلك.. لا يريدون أن يروا الحقيقة فنحن نضحك على أنفسنا، ولو حدث واستضفت أحداً فلن يكون بهذه الطريقة المتبعة فى عشرات بل مئات القنوات الفضائية العربية، بل يجب أن يكون هناك تحليل، الاستضافة الآن عبارة عن مهرجان ليس له معنى وبعضه كذب، وبعضه الآخر رياء، والباقى خوف، كنت أتمنى أن أستمر أعمل فى التليفزيون لكن أحكامه لا تشجع إنسانة مثلى أن تدخل فيه لأننى أحترم نفسى وأحترم قدراتى، أنا لا أدعى أننى عبقرية لكننى مؤمنة بأن الإعلام يمكن أن يقدم الكثير للناس، ولا أستطيع أن أستمر فى هذا المجال الذى دخله كثير من المرتزقة الذين يريدون أن يجنوا ثروات، ولا يهمهم أن يقدموا شيئاً للناس ولم يحدث يوماً أن اشترانى أحد.
لمن تقرئين فى الصحافة المصرية؟
ـ
لكثيرين لن أذكر أسماءهم لأننى أرى أنهم الآن «يتفادون» قول الحقيقة فهناك تراجع فى الفكر.
هل الحقيقة مطلقة أم نسبية؟
ـ الحقيقة دائماً مطلقة.. لكن هناك أناساً لا يريدون أن يروا الحقيقة.
عن سوء قصد أم جهل؟
ـ عن سوء قصد لكن أحياناً عن جهل، عن سوء قصد فى معظم الأحيان لوجود مصالح.
حوار مى عزام ١/ ٣/ ٢٠٠٩

No comments: