منذ أيام قلائل تم افتتاح المعرض السنوي للكتاب وهو يعد من أكبر وأهم المعارض بالعالم العربي، وكالعادة أعددت وقتي وبعض المال لأتمكن من الذهاب للمعرض وشراء البعض من الكتب وكنت أخشى من الزحام المعتاد بمثل هذا المعرض ككل عام، ولكن حين داست قدماي أول المعرض وجدته شبه خالي فاندهشت وألقيت ببصري لمدى بعيد وكانت الطرقات خالية تؤكد أنه لا زوار ولا شراء. وحين أخذت أتجول بين طرقات المعرض كانت الكتب الدينية تتصدر المعروضات بل قل تحديداً الكتب التي تحمل أفكاراً معادية للآخر وتزدري به وبمعتقداته، فكانت مثل تلك الكتب لها مركز الصدارة في العرض وأيضاً في جذب الزوار وشرائها!!
وهذا ليس كل ما في الأمر، فإن أمر تلك الكتب هيّن إذ أن هذه الكتب المعروضة لا يتم فرضها على الزائر بل متروكة لاختياره فكان الأغرب والأعجب هو وجود شبه حملات تبشيرية (بالعافية) لهداية البنات السافرات الوجه وإرشادهن لكيفية دخول الجنة والتمتع بنعيمها بل وإهدائهن كتب للشيخ محمد بن عبد الوهاب وبالطبع فهو غني عن التعريف. هذا إلى جانب تخصيص الساحات الواسعة لممارسة الشعائر الدينية، وكذا إعلانات لكتب ومطبوعات للشيخ محمد حسان فاكهة الدعاء كما يسمونه وزغلول النجار صاحب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وأمثالهم من أشباه المفكرين كاملي الدسم والفيتامين لشحن طاقات الشباب بالعنف وتكفير كل آخر مختلف عنهم في الفكر!!!
على الجانب الآخر من المعرض تجد تزاحم الزائرين على محلات بيع الأطعمة والمشروبات بشكل مثير للدهشة والتساؤل، هل هذا معرض للكتاب يأتونه الناس جوعى للتثقف واكتساب ثقافات جديدة من خلال شراء الكتب أم يأتونه جوعى ويشترون الأطعمة والمشروبات كمن يخرج في رحلة للتنزه؟!!
من خلال زيارتي تلك للمعرض انتابتني حالة من الدهشة والأسى لِما آل إليه المصري من أحوال حقاً مؤسفة والأنكى من ذلك هو عدم إحساسه بأنه في مشكلة ليبدأ الحل والعلاج بل تمتعه بتلك الأحوال بالانجراف لطريق الهاوية الدينية حيث اللا عودة واللا مخرج وأيضاً تمتعه بحالة من الجهل الثقافي والسياسي التي يحياها والمتمثلة بوضوح في إحجام المواطنين عن زيارة المعرض إما زيارته لشراء الأطعمة والكتب الدينية الطائفية!!!
ولذا اقترح تغيير اسمه من معرض الكتاب إلى معرض الإرهاب والكباب ليتناسب مع الواقع المتواجد بالفعل
بقلم / أماني موسى
No comments:
Post a Comment