عشنا شهورًا صعبة.. ونتجاوز الأزمة المالية بسلام
نواجه الإعصار المالي بثبات.. وكان همي الأول أسر آلاف العاملين خسائرنا ورقية.. وأسهمنا تعاود الصعود.. ونتوقع انفراج الأزمة مع نهاية 2009
الحكومة تعاملت مع الأزمة بأفكار جيدة وحلول مقبولة.. لكن المهم هو سرعة التنفيذ
إسرائيل ستندم علي اقتحام غزة .. وأتمني أن "تمني" بهزيمة تردعها عن ارتكاب الجرائم الوحشية
منذ وقوع الزلزال المالي الذي فاجأ العالم كله خلال الربع الأخير من 2008 ونزل كالعاصفة المدمرة التي أكلت الأخضر واليابس.. والمهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال الشهير ورئيس شركة أوراسكوم تليكوم العالمية في حالة صمت وسكون.. اختفي ساويرس عن الأنظار علي غير العادة وندرت أو انعدمت تصريحاته الصحفية وحواراته التليفزيونية المتلاحقة.. حتي قناته الفضائية الخاصة
"OTV" لم يعد يظهر علي شاشتها بعد تألقه في شهر رمضان وحواراته الساخنة مع أبرز المذيعين ومقدمي البرامج الحوارية الشهيرة. ومع اختفاء ساويرس.. كثرت الشائعات.. وتوالت التنبؤات والتكهنات والتفسيرات التي تبرر غيابه الإعلامي.. البعض قال إنه يفكر في بيع أوراسكوم.. وآخرون راهنوا علي أنه اتخذ فعلا قرارا ببيع "موبينيل" علي خلفية خلافه مع "فرانس تليكوم".. وأنه مني بخسائر فادحة ستجعل من المستحيل أن تقوم له قائمة بعدها!! وذهب البعض إلي أبعد من ذلك وقالوا إن نجيب ساويرس مشغول حاليا في تأسيس حزب سياسي ليبرالي مع مجموعة من كبار رجال الأعمال..
والغريب أن ساويرس لم يحاول الرد علي كل هذه الشائعات فلم ينفها.. ولم يؤكدها مما خلق مناخا خصبا لإطلاق مزيد من الشائعات وأغلبها تسير في الاتجاه المعاكس لرجل الأعمال المصري الذي ملأت شهرته الآفاق بنجاحاته في عالم الاتصالات المحمولة ومنافسته لكبريات الشركات العالمية.. بل وحبه لنجاحات الآخرين وتشجيعه لكل من يرفع علم مصر في سماء العالم ليس فقط في أفريقيا أو آسيا.. ولكن في أوروبا أيضا وهي المعقل الرئيسي للكيانات العالمية الأكثر شهرة في دنيا الاتصالات الثابتة والمحمولة. ومن هنا جاءت فكرة إجراء هذا الحوار..
حاولنا أن نخرج نجيب ساويرس عن صمته ويكشف الحقائق أمام الرأي العام الذي يحبه ويحترمه حتي وإن اختلف البعض مع آرائه وتوجهاته.. لكن لا أحد يختلف علي صراحته وكشفه للحقيقة وجرأته في طرح أفكاره.
تحدث ساويرس في حوارنا الشامل معه عن كل شيء.. بدأ بالأزمة المالية العالمية ووصفها بالإعصار المدمر الذي لا يقل خطورة عن "تسونامي".. واعترف بأنه عاش "شهورا حالكة السواد" وهو يواجه توابع الأزمة العالمية وتأثيراتها علي شركته وفروعها المنتشرة في أنحاء العالم.. وأكد أنه اجتاز المحنة الصعبة بنجاح .
ورغم كل هذه الظروف تمسك ساويرس بتفاؤله وقال إنه يتوقع انفراجة الأزمة خلال 2009 مشيرا إلي أن قطاع الاتصالات يختلف عن سائر القطاعات الأخري.. فلا أحد يستطيع الاستغناء عن التليفون أو يقلل من استخدامه لخدمات الاتصالات. ويشير ساويرس إلي أنه يعشق الاستثمار في المناطق الخطرة لأنها أعلي ربحية وعائد بدليل ما حققته استثماراته في العراق وباكستان والجزائر.. مشددا علي أنه سيركز في العام القادم علي زيادة معدلات السيولة والفوائض المالية وتوقع زيادة الفائض المالي لأوراسكوم بنحو مليار دولار رغم الاتجاه نحو خفض الاستثمارات في بعض الدول مثل باكستان وبنجلاديش وتوقع أن يصل عدد المشتركين في شبكات أوراسكوم بنهاية العام الحالي إلي أكثر من 90 مليون مشترك ونفي تماما وجود أي نية لبيع أوراسكوم أو موبينيل.
نصح ساويرس الحكومة بتقديم حزمة تيسيرات لمساعدة القطاع الخاص في الخروج سريعا من الأزمة المالية.
وفي النهاية.. يعلق ساويرس علي الأحداث الجارية في غزة مؤكدا أن حصار إسرائيل للشعب الفلسطيني في غزة عمل غير إنساني ولا تقبله أي مواثيق دولية.. وأضاف أن إسرائيل ستندم علي اقتحامها لغزة واستغلالها للقوة في مواجهة أبسط مباديء الإنسان وهو حقه في الحياة.
والذي لا يعرفه البعض عن نجيب ساويرس إنه يحاسب نفسه أولا بأول علي أي خطأ يرتكبه في حق نفسه أو في حق الله.. ويعترف بخطئه ويجلد ذاته بسببه بينما كثيرون لا يعترفون بأخطائهم ولا يحاسبون أنفسهم عليها.. ويدعون النبل والفضيلة والظهور بأخلاقيات الفرسان.
أين ساويرس؟
* قلت للمهندس نجيب ساويرس في بداية حواري معه..
الناس تسأل: أين نجيب ساويرس.. وما سر اختفائه المفاجيء عن الساحة الإعلامية؟
** قال ساويرس: غيابي كان بسبب الأزمة العالمية وقد كانت الأشهر القليلة الماضية من أسوأ وأصعب فترات حياتي العملية الطويلة.. فالأزمة الاقتصادية فاجأتنا كموجة عاتية أقرب إلي إعصار "تسونامي".. عاصفة مدمرة عصفت بأشياء كثيرة جدا وكنت أتعامل معها تماما مثل قبطان يقود سفينة في بحر عاصف وهائج.
* وكيف تصرفت في مواجهة هذا الإعصار المالي المدمر؟
** قال: أتذكر أن أحد المواطنين المحبين لساويرس بعث لي ذات مرة بقصيدة شعر تؤكد علي معني مهم وهو أن القبطان الماهر لا يمكن الحكم عليه أو تقييمه وهو يقود سفينة في بحر هاديء وديع.. ولكن يحكم عليه وسط العواصف والأجواء الصعبة.. الحمد لله استطيع أن أقول الآن إننا واجهنا كل هذه المشاكل والأزمات الصعبة والمفاجئة التي جاءتني من كل الاتجاهات في وقت واحد وتغلبنا عليها بقوة إيماننا وتوفيق الله.
آثار مباشرة
* ولكن الأزمة تركت آثارها المدمرة علي الشركات المحلية والعالمية.. فما نصيب أوراسكوم وشركاتها من هذا التأثير؟
** فعلا كان تأثيرها مباشرا وظهر ذلك واضحا في تراجع سعر سهم الشركة بشكل كبير ولكن مع بداية العام الجديد بدأ السهم يسترد عافيته حيث كسر حاليا حاجز ال32. 33 جنيها وبدأ يعاود ارتفاعه خصوصا بعد أن تخطينا أزمة رفع رأس المال بنحو نصف مليار دولار وهو ما يعتبر إنجازا كبيرا في ظل احتدام الأزمة المالية.. فليس سهلا أبدا أن تحصل في هذه الظروف الصعبة علي نصف مليار دولار.. واستطعنا أيضا الحصول علي قروض من بعض البنوك الأجنبية وهذا إنجاز أيضا في ظل أزمة السيولة.. ونحمد الله أننا لسنا مطالبين بأية التزامات أو مدفوعات حتي عام 2013 ولذلك استطيع أن أقول إننا تجاوزنا الأزمة العاتية بسلام.
* وما حجم الخسائر التي لحقت بأوراسكوم من جراء الأزمة.. وهل تأمل تعويضها قريبا؟
** رد ساويرس: خسائر ورقية مثل خسائرنا من تراجع الأسهم وعندما يتحسن الوضع الاقتصادي وتسترد البورصة عافيتها اعتقد أننا سنعوض هذه الخسائر وأنا متفائل بالمستقبل وأتوقع أن تنتهي الأزمة خلال .2009
من يستغني عن تليفونه؟!
* ولكن البعض يري استمرار توابع الأزمة لعام أو عامين خصوصا في قطاع الاتصالات؟
** قال: قطاع الاتصالات يختلف عن سائر القطاعات الأخري.. فمن يستطيع أن يزعم بقدرته علي عدم استخدام التليفون أو حتي التقليل من معدل استخدامه.. فأنت تستطيع الاستغناء عن شراء سيارة جديدة.. أو منزل جديد أو فيلا في مارينا أو بدلة جديدة. ولكنك لا تستطيع أن تستغني عن التليفون..
* أريد أن أسألك.. كيف كانت أولوياتك أثناء المرحلة الصعبة وأنت تواجه عواصف الأزمة.. وما أهم شيء كنت تخشي عليه وتعمل من أجل استمراره؟
** رد ساويرس سريعا: الأولوية كانت لأوراسكوم.. شركتي التي بنيتها طوبة طوبة بعرقي وجهدي خلال العشر سنوات الماضية وحرصي علي مستقبل العاملين فيها وعدم تأثر 24 ألف أسرة مرتبطة بأوراسكوم.. وأيضا الحفاظ علي وضعنا في الأسواق التي نعمل فيها وكذلك مصداقيتنا والوفاء بالتزاماتنا رغم كل ما أحاطنا من ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد.. والحمد لله أننا نجحنا في تحقيق كل هذه الأهداف بأقل خسائر ممكنة.
شهور سوداء
* قلت انك عشت شهورا سوداء..
** قاطعني ساويرس قائلا: كانت شديدة السواد.. بل تحت السواد.
* أريد أن أعرف.. كيف كنت تفكر خلال الأزمة.. وهل صحيح أنك فكرت في بيع أوراسكوم أو موبينيل لتعويض الخسائر التي قالوا إنها "فادحة"؟
** قال: هناك سمة غريبة تلازمني دائما خصوصا في الأزمات والمحن وأيضا عندما توجه إليّ سهام النقد والهجوم وهي أن نسبة جودة الأداء الشخصي لي وللعاملين معي تتزايد وكذلك معدلات التنفيذ تتزايد.. فأنا إنسان مؤمن.. ويقيني بأن الله لن يتخلي عني وتنتابني قوة روحانية هائلة قد لا تجدها عند كل الناس.. وبهذه القوة الرهيبة أواجه أزماتي وأعبرها بنجاح.
* هل نفهم من ذلك أن أرباح وعلاوات العاملين في أوراسكوم وشركاتها لن تتأثر هذا العام؟
** قال: لقد أوقفنا العلاوات الخاصة بالكوادر العليا خلال ..2009 أما بالنسبة للكوادر المتوسطة والأقل فهي سارية بدون تأثر.. فقط أردنا أن يشعر أصحاب الكادر الأعلي بالأزمة التي تعيشها الشركة فهم مسئولون معنا عن تجاوز وتخطي الأزمة.
الاستثمار والمخاطرة
* أنت متهم دائما بالاستثمار في الأماكن الخطرة مثل العراق وباكستان والجزائر.. وأخيرا كوريا الشمالية؟
** قال ساويرس: هناك أمران يجب توضيحهما في هذه المسألة.. أولهما أنه ليس لدينا خيار فالمناطق والدول التي لم تدخل فيها خدمات المحمول أصبحت اليوم قليلة جدا ونادرة.. وبعد كوريا الشمالية لا يتبقي إلا كوبا وبورما.. أما الأمر الآخر فهو كلما زادت نسبة المخاطرة في الاستثمار كلما زادت الأرباح والعوائد بدليل أننا حققنا في سوق العراق وحده أكثر من مليار دولار ربح رأسمالي بخلاف الأرباح الأخري التي صرفناها من قبل.
* وماذا تتوقع لاستثمارات أوراسكوم في 2009؟
** أتوقع زيادة نسبة الأرباح بصورة كبيرة جدا خلال العام الجديد وهذا يزيد من القيمة المضافة لأوراسكوم.. ولو أنك ذهبت واستثمرت في منطقة نسبة المخاطرة فيها قليلة أو معدومة فإن الربح يكون أقل.. وأتوقع أيضا أن تركز أوراسكوم في 2009 علي زيادة معدلات السيولة والفوائض المالية.. وربما يزيد الفائض المالي للشركة بنحو مليار دولار نتيجة انخفاض الاستثمارات في باكستان وبنجلاديش لأننا قررنا تخفيض استثماراتنا في المناطق ذات الخطورة المالية بسبب تراجع قيمة العملة المحلية.. ولذلك قررنا خفض الاستثمارات هناك لحين تحسن العملة المحلية وزيادة السيولة وهذا يؤدي إلي زيادة الربح النهائي رغم قلة نسبة النمو.
* وكم تتوقع أن يصل عدد المشتركين في شبكات أوراسكوم حول العالم خلال العام الحالي؟
** اعتقد أننا سنتخطي بنهاية 2009 حاجز ال90 مليون مشترك. لا بيع لأوراسكوم أو موبينيل
* وهل فكرت فعلا في بيع أوراسكوم؟
** رد ساويرس: لا.. طبعا.
* وموبينيل؟
** إطلاقا وهذا غير وارد تماما ولكن البعض أطلق شائعة بيع موبينيل نتيجة خلافنا مع فرانس تليكوم خصوصا مع تطور الخلاف ووصوله إلي ساحات القضاء وسارع البعض وتنبأ بأن يخسر ساويرس القضية ويبيع موبينيل وهذا ليس صحيحا.. وفي أسوأ الحالات لو تم البت قضائيا في خلافنا مع فرانس تليكوم فسوف نشتري حصتهم في موبينيل وليس العكس كما يتصور البعض. ولكن تحت أي وضع أو ظرف لن أبيع أوراسكوم أو موبينيل إطلاقا.. والحالة الوحيدة التي قد أفكر فيها في مثل هذه الخطوة إذا حدث ذات يوم ونجحت في تبديل حصتي لشراء كيان أكبر والسيطرة عليه والاستحواذ علي أسهمه بالكامل وطبعا في مجال الاتصالات وليس غيره. بمعني إذا حدث وكانت هناك شركة أوروبية ليس لديها عدد المشتركين الذي تملكه أوراسكوم فمن الممكن أن استحوذ عليها مقابل إعطائها حصتي من الأسهم.. ولكن أن أبيع أوراسكوم أو موبينيل مقابل أموال فهذا مستحيل حدوثه علي الأقل طوال حياتي.
يوم الحكومة.. بسنة!!
* وكيف تقيم طريقة الحكومة في مواجهة توابع الأزمة المالية.. وبماذا تنصحها في المستقبل؟
** الأفكار والحلول التي طرحتها الحكومة كانت جيدة ولكن الفيصل والعبرة هنا بسرعة التنفيذ لأنه معروف أن "يوم الحكومة بسنة" وأنصحها بأن تقلل من المدفوعات علي الشركات حتي تستطيع ضخ مزيد من الاستثمارات وتخطي الأزمة في 2009 وهو عام مليء بالصعوبات والتحديات.. ولا مفر من زيادة معدل الاستثمار في مصر حتي نواجه فترة الكساد وهذا لن يحدث في ظل كل هذه المدفوعات الحكومية المتلاحقة والمتزايدة من ضرائب وخلافه.. أطالب الحكومة بطرح حزمة من التيسيرات للقطاع الخاص لأنني أري أن الخطط الحكومية في مواجهة الأزمة تركز فقط علي الحلول الحكومية ودعم القطاع العام بعيدا عن مساعدة القطاع الخاص.
لا حزب سياسي
* إذا تركنا الاقتصاد وأزماته جانبا واقتربنا من الجانب السياسي في شخصية ساويرس وسألناك: هل صحيح أنك تفكر أو في طريقك إلي إنشاء حزب سياسي؟
** قال ساويرس مبتسما وهو يهز برأسه: هذا الكلام ليس له أساس من الصحة علي الإطلاق وإذا حدث وقررت تأسيس حزب فلن يكون في السر وسأعلنه علي الرأي العام فأنت تتحدث عن حزب سياسي وليس سريا.
* وكيف تري ما يحدث في غزة حاليا من مجازر وحشية تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل؟.. وما رأيك .. ؟
** قاطعني ساويرس قائلا: رأيي لن يعجبك!.
* ولكن أريد أن اسمعه
** أريد أن أقول إن الصياح والصويت والشتائم التي نوجهها لإسرائيل ليل نهار ونعتها بالقسوة والظلم والافتراء والوحشية وكلها صفات تستحقها إسرائيل وأكثر.. لكن.. هل هذه الشتائم والشعارات ستقيم دولة فلسطين المستقلة علي أرضها المحتلة..؟ ألم يكن من الأجدي والأجدر بتنظيم ديني مسلح مثل حركة حماس أن تهتدي بالرسول صلي الله عليه وسلم وما فعله مع اليهود في صلح الحديبية عندما آثر سلامة الدعوة وسلامة من معه من المسلمين من أجل الفكرة الأعظم وهي نشر الدعوة.. وفي حالة حماس الآن لابد أن يكون الهدف الأعظم لها ولكل فصائل المقاومة هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وأن تحافظ علي الشعب الفلسطيني من الدمار والهلاك.. ولماذا تعطي حماس إسرائيل مبررًا لإيقاعنا في هذا الفخ المؤلم إذا كان لدينا علم مسبق بذلك وهو عهدنا مع إسرائيل دائما والقيام بهذه الأفعال الوحشية غير الإنسانية نتيجة إطلاق صواريخ عبثية لا تليق حتي بالمقاومة وحماس وتسقط علي رءوس المدنيين الأبرياء في إسرائيل.. بل وعلي رءوس الفلسطينيين أحيانًا ومهما ارتكبت إسرائيل من جرائم فإن المواطن الإسرائيلي إنسان وله حقوق مثل أي إنسان آخر حتي لو انتهك الجيش الإسرائيلي هذه الحقوق مع الفلسطينيين فهذا لا يعني أننا كأمة متحضرة أن ننساق وراءهم. الحصار.. والتهدئة
* ولكنهم فعلوا ذلك بعد أن ضاق بهم الحصار الاقتصادي وكان الشعب الفلسطيني علي مشارف مجاعة إنسانية شاملة.
** قال ساويرس: الحصار كان يمكن التعامل معه في ظل التهدئة التي كانت ستعطي الفرصة وتمهد الطريق أمام الحل النهائي.. والحصار عمل غير إنساني ولا تقبله أية مواثيق دولية ولا يقبله أي إنسان علي وجه الأرض.. ولكن كان يمكن في ظل التهدئة الوصول إلي حل مرض.. لكن للأسف الأجندة الحمساوية أجندة إيرانية سورية وليست أجندة فلسطينية.. وأنا شخصيا سأظل إلي يوم القيامة احتسب دم الشهيد ياسر في رقبة حماس ولو كان قريبي ما كفاني أمامه عشرة من رجالهم.. والذين يتظاهرون من أجل غزة اسألهم.. أين مظاهراتكم احتجاجا علي دم الشهيد ياسر؟ أين مظاهراتكم ضد اقتحام الحدود المصرية؟ هذا إذا كنا مازلنا نعتبرها مقدسة وهل إطلاق الرصاص الفلسطيني نحو الجانب المصري هو الحل؟
آن الأوان لأن نرفع شعار "مصر أولا".. وما دمنا نتلقي الشتائم والسباب.. وتوجه إلينا أفظع الصفات والسمات والاتهامات.. أري أن نتنازل للأبطال في دمشق وإيران ونصر الله عن هذه القضية ويتولونها أنفسهم بحماسهم وحناجرهم وأبواقهم ولننظر ولو مرة واحدة في تاريخنا المعاصر إلي أنفسنا وبلدنا ونقوي اقتصادنا ونحسن معيشة أهلنا ونتعامل مع من يطلق النار علينا بالمثل.
الهزيمة لإسرائيل
* وماذا تقول لإسرائيل في النهاية؟ وكيف تتوقع سيناريو الأحداث في الأيام المقبلة؟
** اعتقد أن إسرائيل ستندم علي هذا الاقتحام اللاإنساني لغزة ولا اعتقد أن تجازف حماس دون أن تعد العدة لمواجهة الإسرائيليين.. وأنا شخصيا أتمني من كل قلبي أن يلحقوا باليهود هزيمة قاسية تردعهم مستقبلا عن إتيان مثل هذه الأفعال اللاإنسانية واستغلالها لعنفوانها وغطرسة القوة في مواجهة أبسط مباديء وحقوق الإنسان الفلسطيني وهو حقه في الحياة.
جريدة الجمهورية
No comments:
Post a Comment