قال الروائى بهاء طاهر إن «الثقافة لم تعد لها قيمة فى المجتمع المصرى، وسط غياب دور المثقفين سواء فى مصر أو الدول العربية»،
مشيراً إلى أن الحديث عن الثقافة فى الوقت الراهن هو على سبيل «العزاء» وليس الحقيقة الموجودة على أرض الواقع. وأضاف أن «رجال الأمن» وحدهم، هم الذين يديرون كل شىء بما فيه الثقافة فى مصر وجميع الأقطار العربية.
وأكد بهاء، الحاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية، أن المثقف لم يعد له أى دور، سوى الصمت و«السير جانب الحيط»، فضلاً عن التظاهر بأنه ينتظر أن تواتيه الفرصة لينهض بالمجتمع من جديد.
وخلال فعاليات سلسلة الشهادات التى ينظمها معرض القاهرة الدولى للكتاب أمس، لفت طاهر الأنظار إلى أن النظام التعليمى «الفاسد» فى مصر، و«تدنى دور أجهزة الإعلام والصحافة التى أصبح يديرها الأمن»، هى من أسباب تدهور أهمية الثقافة فى المجتمع مشيراً إلى أنه لم يعد هناك اهتمام بتنمية عقول الشباب والأجيال الجديدة.
وأرجع طاهر اختفاء المثقف من المجتمع إلى التزاوج والاستقطاب بين السلطة الحاكمة، والوعاظ الدينيين من التيارات السلفية الذين استطاعوا أن يحاسبوا المثقفين وكأنهم يملكون «صكوك غفران» - على حد تعبيره - مما أحدث تفريغاً للمجتمع من قادة الفكر، وسط تكريس لرأى الحاكم، وعدم تطوير للمفاهيم الدينية.
وتعجب كاتب رواية «الحب فى المنفى» من جهل الدول العربية بالكتاب المصريين، فى حين أن جميع المثقفين العرب معروفون فى مصر، أكثر من الروائيين المصريين أنفسهم، داعياً شباب المبدعين إلى عدم اليأس من حالة الإحباط التى يعيشها المجتمع المصرى، وأن يواصلوا الكتابة والمقاومة.
وقال إنه على الكاتب أن يقوم بدوره كقائد لمجتمعه، ويقدم خلاصة تجاربه التى تجاوزت السبعين، بدلاً من أن «يتم التعدى عليه فى المظاهرات، وإن لم يعد هناك ملاذ للمثقف فى مصر سوى المظاهرات والاحتجاجات ليعبر عن رأيه».
فى السياق ذاته، اعتبر بهاء طاهر أن فلسطين هم مصرى، وأن المشروع الصهيونى القديم، مازال قائماً ويتم تنفيذه دائماً لتطبيق مقولة من النيل إلى الفترات، مشيراً إلى أنه حرص دائماً على تناول القضية الفلسطينية فى رواياته.
ووصف ما حدث فى قطاع غزة بأنه «انهيار للوضع العربى» الذى اتضح أنه «عاجز» تماماً عن تحقيق «الوحدة العربية» ولا ينجح إلا فى الانقسام، وكأن لسان حاله يقول: «لا تعايرينى ولا أعايره.. الهم طايلنى وطايله».
المصري اليوم - كتب -علا عبدالله
No comments:
Post a Comment