Monday, September 08, 2008


حذر الدكتور ميلاد حنا الرئيس الأسبق للجنة الإسكان بمجلس الشعب من تكرار حوادث الانهيارات في منطقة المقطم وغيرها من المناطق العشوائية،
وقال لـ«المصري اليوم»: سيكون انهيار العقارات والمباني، في منطقة المقطم وغيرها من المناطق العشوائية، ظاهرة متصاعدة في الأشهر والسنوات القليلة المقبلة، ولأن المضطر يركب الصعب، يلجأ الفقراء للبناء دون رسومات أو دراسات إنشائية، والاعتماد علي مبدأ«ربنا يستر»، ولكن غالبا ما تنهار العقارات المقامة دون أسس سليمة علي ساكنيها.
وأضاف: سبق التحذير من الانهيارات في منطقة المقطم علي مدار السنوات الماضية، وكان المواطنون يخشون البناء علي الصخور لأنها علي الطاير، لكن مع ازدياد مشكلة الإسكان، أصبح هناك مغامرون يبنون دون علم أو دراية، مع أن الجبل به فوالق كثيرة لا تتحمل الإنشاءات فوقه.
وتابع الأمر يحتاج دراسة متأنية قبل البناء، وهو شيء نادر الحدوث بين الطبقات الفقيرة، والمشكلة هنا اجتماعية سياسية ، وليست فنية، فهناك مئات المهندسين علي استعداد لتقديم المشورة الفنية قبل البناء، ودون مقابل مادي، وكان من المفترض علاج المنظومة في إطار اجتماعي سياسي هندسي، وهو مالم يتم

و حمّل الدكتور ممدوح حمزة، الاستشاري الهندسي، الحكومة مسؤولية كارثة «الدويقة»، لتجاهلها أبحاثاً ودراسات هندسية عديدة منذ سنوات حذرت من ذلك الانهيار.
وقال حمزة في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «توجد دراسات جيولوجية منذ عام ١٩٩٣م وكذلك عام ٢٠٠٢م أعدها فريق المساحة الجيولوجية، إضافة إلي دراسة المعهد القومي للدراسات الجيوفيزيقية ومعهد الاستشعار عن بعد ودراسة معهد أبحاث البناء والمركز القومي للبحوث، جميعها توقعت حدوث الكارثة التي شاهدنا أمس الأول».
وتابع: «كل الأبحاث والدراسات التي قدمت في السابق أكدت أن الجبال التي تحيط بالدويقة تتكون من تربة طفيلية تفقد قوتها تدريجياً، لذلك كان مؤكداً انهيار تلك الجبال في أي لحظة».
وقال حمزة: «تقدمت أنا شخصياً بدراسة للدكتور عبدالرحيم شحاتة، محافظ القاهرة السابق، أكدت له فيها أن كارثة يمكن أن تقع في أي لحظة، بسبب الجبال المحيطة بالدويقة وقدمت في الدراسة حلولاً لتهذيب الجبال التي يخشي وقوعها، ولكن شحاتة لم يفعل شيئاً وقابل الموضوع بإهمال شديد،
وجميع العلماء والباحثين المهتمين بمنطقة الدويقة يعرفون أن بها خمس مناطق معرضة للانهيار في أي لحظة، وجميع الأبحاث التي قدمت للدولة تؤكد ذلك وتصف المنطقة وصفاً دقيقاً.
ويضيف حمزة: منطقة الدويقة بأنها منطقة انتحارية، رافضاً وصفها بـ«عشوائية»، وقال: «الكل يعلم أن الجبال غير مستقرة وأن الانهيار قادم في أي لحظة، لكن السكان لا يملكون إلا تلك المناطق الانتحارية والدولة تعلم ولا تهتم».
ووصف حمزة عمليات الإنقاذ بأنها «إنقاذ عنتري بدائي»، قائلاً: الإنقاذ له أصول وعلم وليس فهلوة وقد شاهدت بنفسي في المنطقة رجالا وأطفالاً يحاولون رفع الصخور.
موضحاً: كان يجب أن يتم دخول «المناشير» لتقطيع الصخور الكبيرة، حتي يمكن رفعها بالأوناش ولكن ما حدث أنهم تعاملوا بالشواكيش وهذا طبعاً غير مفيد ومضيعة للوقت.
وقال حمزة: إن مصر تعيش دون مسؤولين وأن المسؤول الوحيد فيها هو الرئيس حسني مبارك، وأن مَنْ يقال عنهم مسؤولون هم أشخاص أعمتهم مصالحهم الشخصية عن عملهم الحقيقي.

No comments: