Friday, May 09, 2008

مسامير جاسم المطير 1467
قالت أنباء بيروت يوم أمس أنه في الدقائق التالية لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قام "مسلحون ملثمون " من حركة الأمل الشيعية بإطلاق النار على مكاتب ومؤسسات تابعة للحكومة اللبنانية في وقت لم يكن فيه الجيش اللبناني منتشرا بشكل كاف في شوارع المدينة خلال ساعات الليلة الماضية لكن آلياته المدرعة كانت تسير بين المناطق التي تقطنها الطائفتين السنية والشيعية وتتلقى النيران من الجانبين بينما الفاشيون الملثمون وضعوا خططهم لاجتياح بيروت صباح التاسع من أيار 2008 ..!
كانت هذه الخطوة مثيرة لقلق الرأي العام الحر في كل مكان من العالم الحريص على إبقاء لبنان مشعلا من مشاعل الديمقراطية في الشرق الأوسط لقد كان خطاب نصر الله خطابا فاشيا تحريضيا لممارسة القتل والعدوان و " قطع الأيادي " مما أثار قلق الشعب اللبناني والشعوب العربية وجميع محبي الحرية والديمقراطية والمدافعين عنها .. إن ما جرى في بيروت فجر اليوم جاء تأكيدا واضحا لمن يقول أن حزب الله ليس سوى مجموعة فاشية من العصابات المسلحة تدفعها أموال وأسحله الفاشية الإيرانية ــ السورية لتنفيذ أبشع الاعتداءات على المواطنين اللبنانيين وسلامتهم وعلى مقرات الصحف الوطنية والقنوات التلفزيونية الحرة وحرقها بحجة " مقاومة " السياسة الأمريكية والإسرائيلية في محاولة للبدء بوأد الحياة الديمقراطية ليس في لبنان حسب بل في منطقة الشرق الأوسط كلها خصوصا بعد أن حققت حكومة العراق انتصارات متتابعة في مدن البصرة وبغداد والكوت والموصل للقضاء على العصابات الفاشية الحليفة لحزب الله اللبناني والمتدربة في معسكراته و المسنودة من حكومتي إيران وسوريا . يا للمصادفة الغريبة .. ما جرى في لبنان هذا اليوم يذكر أحرار العالم بما جرى في شوارع برلين قبل 75 عاما ، أي في صباح التاسع من أيار عام 1933 حين نزل المسلحون الملثمون النازيون إلى شوارع المدينة واستولوا على ساحاتها ومناطقها الرئيسية وراحوا يعبثون بممتلكات الدولة والعدوان على مقرات الأحزاب الديمقراطية وعلى منجزاتها الفكرية والأدبية حيث احرقوا 20 ألف كتاب من مؤلفات عباقرة الفكر الإنساني كارل ماركس وكافكا وبريشت وتوخولسكي وفريدريك انجلز وجميع كتب رواد الثقافة الإنسانية الحرة وحولوا الساحة المركزية المقابلة لمبنى الأوبرا إلى حريق فاشستي أنذر العالم كله بصعود الفاشية عدوة الحرية والإنسانية في كل مكان .ما يفعله الفاشيون في لبنان هو إنذار جديد للديمقراطيين العرب جميعا ولجميع دعاة ومناصري الديمقراطية في العراق خصوصا ، إذ سوف يصعـّد الفاشيون في العراق ، بدعم مباشر من إيران ، فعالياتهم الإجرامية خلال الأيام القادمة بقصد توسيع الحرائق الفاشية في المنطقة كلها .أيها الديمقراطيون في كل مكان تحركوا لنصرة الشعب اللبناني الحر ..ويا حكومة العراق تيقظي
جاسم المطير
j.almutair@kpnplanet.nl
الحوار المتمدن - العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10

No comments: