Wednesday, December 12, 2007

مُغتصَبةٌ جانيةٌ .. وإعلامٌ خائبٌ

إعتدي ستٌ من حيوانات الإنسِ علي فتاةٍ سعوديةٍ في التاسعةِ عشرةِ من عمرِها،
حُكِمَ عليهم بالسجن وعليها بالسجنِ والجلدِ. الحكمُ وجدَ في وجودِها مع غريبٍ في سيارةٍ تحريضٌ منها علي اغتصابِها وكأن الجناةَ كانوا علي علمٍ بأنه غريبٌ وكأن جريمتَهم ما كانت لتقع لو كانت مع محرمٍ!!
نظرةٌ للمرأةِ باعتبارِها سببُ كلِ بلاءٍ، وكأن الرجلَ حيوانٌ بلا عقلٍ يستثارٌ لمجردِ رؤياها.
انتفضَ العالمُ عندما شاعَت عقوبةُ المُغتصبةِ، سابقةٌ في دنيا القانونِ في أراضٍ لا تعترفُ به، العقوباتُ بالمشيئةِ، بوجهةِ نظرٍ فرديةٍ، بهيلمانِ السلطانِ، كلُها مغلفةٌ باسمِ الشريعةِ حتي تنكتم الألسنةِ وتخرسُ العقولُ
.الصحوةُ الإعلاميةُ المزعومةُ انقطعَ لسانُها، التغطيةُ التي تتطالُ الكرةَ الأرضيةَ والكواكبَ غابَت، تفرَعت كالعادةِ للمقالاتِ الفارغةِ والغزواتِ الإعلاميةِ في عالمِ الفنانين.
أخبارُ المغتصبةِ وعقوبتِها الفريدةِ لم تظهر في الصحفِ الورقيةِ وصحافةِ الإنترنت وفضائياتِ أموالِ النفطِ. إعلامٌ براقٌ لامعٌ لا يري إلا ما يروقُه لا الحقيقةَ، الكذبُ شعارُه، تماماً كعقوبةِ المغتصبةِ.
إعلامٌ لا مكانَ فيه إلا للتطاولَِ علي مصر، التباكي علي العراق، التهجمُ علي الديمقراطيةِ الغربيةِ، التندرِ بسقطاتِ لسانِ بوش؛ كُتابُه يُغويهم قراءةُ أسمائهم علي ما يُنشرُ لهم، الصحفُ والفضائياتُ لا حيلةَ لها وإلا ستكون والمغتصبةُ سواءً أمامَ من يحكمُ، ليست إلا مظهراً، سببوبةٌ استثماريةٌ
.الإعلامُ هو واقعُ بيئتِه، بما يبثُه، بقدرِ مجافاتِه للحقيقةِ وتعاميه عن مخازي مجتمعِه تكون خيبتُه،
الأموالُ مهما تراكمت لا تشتري الثقةَ ولا المصداقيةَ، الألوانُ البراقةُ يستحيلُ أن تخفي بؤس المقهورين في وجودِ إعلامٍ مهني حرٍ، في عالمٍ بعيدٍ نالَ مانالَ من تهمِ الفسقِ والفسادِ، ولو احترمَ الإنسانَ. المغتصبةُ السعوديةُ هي مجتمعُها، كلُه، بما فيه إعلامُه وكلُ إعلامٍ يدورُ بأموالِه،،
بقلم : حسام محمود فهمي
نقلا عن موقع الحوار المتمدن

No comments: