Saturday, December 08, 2007

إنها فعلا فوضي

بدءا لا أقصد نقد الفيلم ولكن أقصد الفوضي في مجالات الحرية والمعيشية والفكرية والسياسية وعلي رأسها المرورية التي نحياها وأنا أرحب بهذه الفوضي لان معناها ان المجتمع حي وهناك الرأي والرأي الآخر وأنه في النهاية لابد من أن تستنير وتتفاعل لتنفض عن ريشها ما علق به من نفايات ويتبلور جوهرها النقي،
ولما كان من الصعب تناول هذه الفوضي علي كل هذه المجالات فأكتفي بتناول حرية الرأي الآن لأننا للأسف أسري الرأي الواحد والحزب الواحد والاقتصاد الموجه والخطاب الديني الواحد، هذه الوحدانية الضاغطة انفجرت وتناثرت شظاياها، وهو أمر طبيعي، إلي الفوضي التي نحياها - حزب واحد ويدور حوله أشباه أحزاب، حرية في النشر بلغت السباب والنيل من حسن السيرة ونظافة اليد وعدم الثقة وقلة الشفافية وأصبحت لا تدري فعلا اين الحقيقة فالصحافة الصادقة أصبحت خبرا كاذبا وإن كنا نحاول ان نحمي المستهلك من الغلو في الأسعار ومن بضاعة تحت السلم ومن الاحتكارات، فمن باب أولي ان نحميه من الغلو في تناول الأحداث وتناول التفاهات وليّ الصادق منها ليتفق مع الأغراض، ومن الأخبار المغشوشة والمدسوسة ومن الصحف الصفراء بل وأكثر من الجماعات والأشخاص الذين نصبوا أنفسهم قضاة وحكام، وأنا ربكم الأعلي فمن كان معي ضمنت له الجنة ومن عاداني فله التكفير والقتل وبئس المصير. ولنأخذ مثالا لذلك بدءا من فرج فودة، عبدالمعطي حجازي، فاروق حسني، المستشار العشماوي، د. حسن حنفي ود. سيد قرني وآخرهم م. نجيب ساويرس والبقية تأتي، كل منهم كان له سبب ورأي ونصيب من الاقصاء وان اشتركوا جميعاً في صفة واحدة وهي الجراءة في إبداء الرأي ظنا منهم أنهم يسكنون في كوكب آخر وليس علي أرض الكنانة - هكذا وبكل بساطة أصبح الرأي الآخر جرما، وهكذا استوجبوا التهديد والاستباحة والاقصاء معنويا والتصفية جسديا،
نعم، نحن لم نتذوق بعد حرية الآخر، حرية الرأي، حرية النشر، حرية الاعتقاد.فلقد هالني اخيرا ما يتعرض له المواطن المصري م. نجيب ساويرس من انتقادات ظاهرها التطهر والحفاظ علي معايير اجتماعية تحتمل النقد والرأي الآخر وباطنها الخيانة والتصيد والاقتناص والاقصاء أو ربما ايضا تصفية حسابات أو ضمن خطة العبث بوحدة هذا البلد،
ان الهجمة شرسة وغير مبررة علي الإطلاق فتاريخ هذا المواطن لا تشوبه أية شائبة علاوة علي أنه قد أعطي المثل فعندما قبض علي بعض من موظفيه المصريين أثناء القيام بأعمالهم في العراق أدار القضية بقوة وحسم وعقلانية وأمكن الافراج عنهم وقام بدفع الدية، الأمر الذي كان يبدو مستحيلا، مشاركته العديدة والمعروفة في خدمة المجتمع ملموسة وأراؤه في التنوير لا يخفيها بل يدعو لها حتي يشفي هذا البلد من التشنجات والتمييز وإقصاء الآخر،
وأخيراً ما قال الرجل، قال: انه لا يجب ان يري الشادور في مصر لانه ليس حضاريا وهو لا يقصد نقد الشادور في حد ذاته بل يؤمن بالحرية الشخصية وحرية العبادة ولكن يقصد المعني الخفي وهو الدولة الدينية.
لقد زار العبد لله إيران في أوائل هذا العام وكانت لي ملاحظات قد تعجب لها ان هذا الشادور يخفي تحته سيدات في غاية التحضر والثقافة والحرية وان الكثير من أفراد الشعب لا يرحبون بهذه القيود، والأكثر من ذلك، وكان هذا خطأ في تصوري انهم لا يرحبون بالمسيحيين وحمدت الله ان جواز سفري لا يحمل الخانة »إياها« ولكن لا أدري كيف عرفوا اني قبطي وأريد هنا ان أسجل انه بعد معرفتهم بذلك كان الترحيب بي أكثر، وأود هنا ان أسجل اني شخصيا لا اعتراض عندي علي الحجاب بل أذكر ان جدتي وكانت صعيدية كانت محجبة، بل أري ان بعض السيدات المسلمات وقد غطين رؤوسهن وأبرزن وجوههن بدون مساحيق، يظهرن جمال وجوههن،
إذا فمن هذا المنطلق أراه صفة تحمل الرأي والرأي الآخر، ولكن يأتي النقد إذا ما كان هذا المظهر راية أو إشارة أو إعلاما عن تشدد التيار الديني وانه يعلن الاقصاء للآخرين اي بمعني آخر ان يكون الحجاب مستغلا ومستخدما للتفرقة والتمييز والإقصاء، هنا يكون أمراً غير محمود في بلد حساس نحو الشعائر الدينية، بل لعل في استعماله إهانة مستترة للموظفات المسلمات والقبطيات اللواتي لا يتحجبن، وهنا تحضر الحساسية واحترام الرأي الآخر،
وعودة الي م. نجيب أقول لقد أبدي الرجل رأيه كما أبدي الرأي الآخر رأيه أيضا، ويعتبر الموضوع منتهيا عند هذا الحد حفاظا علي سلامة وأمن مصر واستقرارها. أتركوا هذه التفاهات وانظروا الي الصعوبات التي تواجهنا
بقلم: رمزي زقلمة
الوفد 8 /12/2007

No comments: