علي خلفية الجدل الثقافي والمجتمعي والسياسي، الذي جري عقب عرض مسلسل «الملك فاروق» بث برنامج «القاهرة اليوم» علي قناة «أوربت» حواراً مثيراً مع الأميرة «فريال» ابنة الملك فاروق، أجراه الإعلامي البارز عمرو أديب في سويسرا، وتحدثت الأميرة بتلقائية شديدة حول عدد من الأمور الخلافية، مثل صناديق المجوهرات، التي قيل إن العائلة المالكة هربت بها علي مركب «المحروسة»، إضافة إلي صورة والدها ووالدتها التي عرضها المسلسل، وما تضمنته كتب التاريخ عن فساد أو ظلم الملك.
* هل مازلت تشعرين بأنك أميرة؟
ـ أنا اتولدت أميرة.. وعشت حياتي كلها كأميرة.
* وهل يظهر هذا الإحساس في تعاملاتك مع المحيطين بك في سويسرا من أصدقاء وخدم وحشم؟
ـ أنا زي كل الناس.. وأساساً ليس عندي خدم أو حشم حتي إنني أقوم بجميع الأعمال المنزلية بنفسي، لأنني تعلمت منذ صغري في قصر والدي قاعدة أساسية هي «قبل أن تأمر الناس بشيء لابد أن تتعلمه»، لذلك أقوم بأعمال الطهي والتنظيف بنفسي، فأنا لا أمتلك المال الكافي للاستعانة بشغالة.
* من يعيش معك في منزلك؟
ـ كلب و٣ قطط وأرنب و«جولفيك».
* وأين بقية أفراد العائلة المالكة؟
ـ الملك فؤاد وابن اختي يقيمان في سويسرا، أما ابنتي ياسمين زوجة علي شعراوي وحفيد هدي شعراوي فإنهما يقيمان في مصر.
* متي كانت أولي زياراتك إلي مصر بعد قيام الثورة؟
ـ في السبعينيات.. قضينا إجازة في العجمي لمدة شهر ولا أذكر شيئاً من انطباعاتي عن تلك الزيارة سوي أنني كنت أعاني كثيراً قيادة السيارة بسبب الزحام الشديد.
* ما طبيعة علاقتك بالملك أحمد فؤاد حالياً؟
ـ أتصل به ٣ مرات يومياً، وأعتبره مثل ابني بالرغم من أنه من أم ثانية.
* مسلسل «الملك فاروق» الذي عرض أخيراً خلال شهر رمضان تضمن مشهداً يوضح غضب والدك عند ولادتك؟
ـ لا أظن هذا صحيحاً.. وما أعلمه أن العائلة كانت سعيدة بولادتي.
* بماذا كنت تنادين الملك فاروق: أبي أم جلالتك؟
ـ كنت أقول له «يا بابا» ولم يخطر ببالي أبداً أن أناديه «جلالتك».
* كيف كانت تصرفات الملك معكم؟
ـ كان عاطفياً جداً إلي حد أنه كان يهتم بدروسنا بنفسه.
* كلامك يتناقض مع ما جاء في المسلسل فقد بدا عصبياً وعالي الصوت داخل القصر دائماً؟
ـ صوت الملك لم يكن يعلو أبداً.. لكنه كان قوي الشخصية.
* والدتك أيضاً ظهرت في المسلسل وهي «تزعق» كثيراً؟
ـ محدش في القصر كان يقدر يزعق.. لأن دي قلة أدب، وإذا حدث واختلف الملك والملكة وتشاجرا، فإن ذلك يتم في حجرتهما وليس أمام الناس.
* كيف تلقيت خبر طلاقهما؟
ـ كان صعباً للغاية.. لكن شخصيتي قوية وباستحمل كتير.
* ما الذي قالته الملكة فريدة عن الملك بعد الطلاق؟
ـ لم يصدر عنها أي سوء ضده.
* هل صحيح أن الملكة كتبت مذكراتها حسبما أكد أنيس منصور؟
ـ لست متأكدة من هذا الأمر، رغم أنني سمعت به، ومن الوارد أن تكون كتبت مذكراتها وضاعت، فهناك أشياء كثيرة احترقت.
* هناك اتهام موجه إلي العائلة المالكة بأنها أخذت خير البلد.. ما تعليقك؟
ـ هذا اتهام باطل.
* ألم تأخذوا معكم صناديق مجوهرات علي مركب المحروسة أثناء ترحيلكم؟
ـ انت لما بتروح مصيف بتاخد معاك إيه؟
* يعني.. مايوه وتي شيرت.. حاجات بسيطة يعني.
ـ إحنا كمان كنا موجودين في رأس التين للتصييف وكل ما أخذناه معنا من سراي عابدين كان شوية لبس.. وبعد صدور قرار ترحيلنا لم يكن هناك أي وقت يسمح بإحضار مقتنياتنا من القاهرة فغادرنا رأس التين بحقائب ليس فيها سوي ملابس قليلة.
* ألم ينقل الملك أمواله إلي سويسرا؟
ـ الملك لم يكن يخطر بباله أبداً أنه سيبتعد عن مصر أبداً فقد كان يحبها جداً.
* هل يمكن أن تصفي لنا ما حدث يوم خروج العائلة المالكة من مصر؟
ـ استيقظنا في السابعة والنصف صباحاً.. وأذكر أن كل من في القصر كان يبكي.. ولم نكن نفهم أي شيء مما يحدث حولنا، لأن الملك لم يخبرنا بحقيقة ما يجري.
* قيل إن الخدم سارعوا وقتها بالهروب حاملين معهم أشياء ثمينة؟
ـ معرفش وما شوفتش.
* وما الذي قاله لكم الملك عندما قابلتموه في رأس التين؟
ـ قال «أنا هاسيب مصر.. وقدامكم ساعة.. هتيجوا معايا ولا تستنوا مع الملكة فريدة في مصر»، فاخترت أن أذهب معه، ولم يكن معي سوي حقيبة بها ملابسي وكتبي المدرسية.
* لماذا لم تختاري البقاء مع والدتك؟
ـ كان الملك يحتاج إلينا أكثر.. وتأثرت كثيراً عندما رأيت عينيه ممتلئتين بالدموع.
* هل تحدث معك والدك عن قيام الثورة؟
ـ لم نسأله عن هذا الأمر، فقد كانت لدينا قناعة أنه انقلاب وليس ثورة.. وما دمنا فاهمين الحقيقة يبقي مفيش داعي لسؤاله.
* وكيف تلقيتم خبر وفاة الملكة فريدة؟
ـ كنا مبسوطين إن ربنا رحمها من المرض.
* هل صحيح إنه لم يكن هناك اختلاط بين الأميرات والصبيان؟
ـ الأميرات ماكنش لازم يشوفوا صبيان.. كان فيه شخص اسمه «الأرناؤوطي» بيحرسنا ويراقبنا حسب أوامر الملك.. حتي في إيطاليا كان ورايا.
* هل يمكن أن تحدثينا عن الرجل في حياتك؟
ـ هذا أمر شخصي لا أحب التحدث فيه.
* ما الوظائف التي عملت بها؟
ـ اشتغلت في مدرسة ابتدائي ودرست الأدب الفرنسي والآلة الكاتبة.. وكان التلاميذ ينادونني بـ «مدموازيل فريال» وبعدها عرفوا أنني أميرة.
* ماذا كان إحساسك يوم نقل جثمان الملك؟
ـ أنا كنت باحترم السادات وباحبه.. ويوم نقل الجثمان حضرت إلي مصر بصحبة الأميرة فوزية.
* في رأيك الحياة في مصر ستكون أفضل لو استمر الحكم ملكياً؟
ـ لم أفكر في هذا الأمر إطلاقاً.
* هل لديك أشياء من مقتنيات الملك؟
ـ مجرد مجموعة من الصور إضافة إلي خاتم كان خاصاً بالأميرات.
* بعد المسلسل الأخير.. حدث جدل كبير في مصر وتغيرت مشاعر الناس تجاهكم بعد عشرات الكتب التي قالت إن الملك كان ظالماً؟
ـ كل الزبالة اللي اتكتبت عننا مش حقيقية.. فالملك فاروق لم يكن يقترب من الخمر بل إنه كان يكره رائحتها، وكان يعتمد علي العصائر طيلة النهار.
* في رأيك.. ما أخطاء الملك فاروق؟
ـ الخطأ الكبير أنه صدق الحاشية.. فقد كانوا لا ينقلون إليه الأمور والأحداث بشكل صحيح.. والضباط كانوا تقريباً عازلينه عن الشعب.
* كيف كان إحساسك يومي ٥ يونيو ٦٧ و٦ أكتوبر ٧٣؟
ـ زي كل المصريين زعلنا من الهزيمة وفرحنا بالنصر.
* هل دخلت مرة غرفة نوم الملك؟
ـ إطلاقاً.. والدي هو الذي كان يحضر إلينا في جناح البنات.
* وهل كان الملك معتاداً علي ارتداء جلاليب مثلما عرض المسلسل؟
ـ لا كان يرتدي «عباية» بيضاء.
* في سويسرا.. هل عانيت من ظروف مالية سيئة؟
ـ مررت بضائقات مالية كثيرة.. لكنني متعودة أعيش من غير فلوس، وأحياناً لما الفلوس تبقي زيادة كنت بساعد بيها الناس لأني من النوع اللي ما يحبش يصرف علي نفسه.
* هل تتحدثين مع الملك فؤاد في السياسة؟
ـ أبداً.
* هل يمكن أن يعود من تبقي من العائلة المالكة إلي مصر؟
ـ مش عايزة أرد.
* ماذا كسبتِ وماذا خسرتِ في حياتك؟
ـ أنا محظوظة.. وكل المشاكل باطلع منها.
* ماذا تقولين للمصريين؟
ـ أتمني أن يعرفوا الحقيقة.. فالعائلة المالكة بريئة من كل الحاجات الغلط اللي اتقالت عنها.. وقبل ما أنسي فيه حاجة عايزة أفصح بها للمصريين: ياريت ما يرموش الأكل لأني لاحظت إن فيه كميات أطعمة كثيرة بتروح الزبالة رغم أنهم ممكن يستخدموها ويدوها للغلابة.
* كيف تقضين رمضان في سويسرا؟
ـ أحاول معايشة الأجواء الرمضانية المصرية من خلال الراديو
أعد الحوار للنشر إبراهيم الخضري ٧/١٢/٢٠٠٧
المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment