Friday, December 07, 2007

خسر شافيز الاستفتاء.. وفاز الفنزويليون

بدا الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز مندهشا أكثر منه غضباناً عندما رفض الناخبون الفنزويليون التعديلات الدستورية التي طرحها للاستفتاء الأحد الماضي، ومن السهل أن نعرف لماذا شعر بذلك.
فالزعيم اليساري المشاغب كرس جهده في الـ٩ سنوات التي قضاها في الرئاسة لترسيخ فكرة تقديس «شافيز»، وفي سبيل ذلك، أساء استخدام مقدرات الدولة ومنح نفسه سلطات واسعة علي وسائل الإعلام وتوزيع ثروة البلاد النفطية وغيرها. لذا فمن الطبيعي أن ينزعج شافيز بعد أن قال شعبه «لا» عندما طلب منه تفويضاً شعبياً واسع النطاق لإحداث تغييرات قد تسهم في إتمام ثورته الاشتراكية.
فقد أعاق الشعب الفنزويلي خطط شافيز لتمديد فترة ولايته (بعدما تحدث عن البقاء في السلطة حتي عام ٢٠٥٠)، ومنح نفسه سلطة أكبر علي البنك المركزي وإصدار أوامر باعتقال أشخاص دون توجيه اتهام إليهم في حالات الطوارئ، ولم يخدع الفنزويليون بتدابير أخري تحظي بشعبية مثل خفض ساعات العمل إلي ٦ ساعات، وخفض سن الانتخاب من ١٨ إلي ١٦عاما.
ولم يكن الأمر مجرد اقتراحات رفضها الفنزويليون، بل كان رفضا للرجل ذاته. حيث حول شافيز الاستفتاء العام علي التعديلات الدستورية إلي استفتاء علي زعامته للبلاد، قائلا «من يقول نعم فإنه يصوت لشافيز، ومن يقول لا فإنه يصوت (للرئيس الأمريكي) جورج بوش»، وها قد فاز بوش.
ولا شك أن شافيز مازال يحتفظ بقبضة من حديد علي الجمعية الوطنية، ولديه سلطات واسعة في سن التشريعات، كما أنه لن يواجه انتخابات رئاسية حتي عام ٢٠١٣ ولكن وعلي الرغم من ذلك، فإن طعم الهزيمة كان مرا، فهذا القائد الذي يعتبر نفسه خليفة للرئيس الكوبي فيدل كاسترو والذي يتطلع نحو فرض زعامته علي أمريكا اللاتينية، قد تلقي صفعة قوية من شعبه الذي خذله.
العكس حدث في الانتخابات البرلمانية في روسيا، حيث انتزع قائد آخر ذو كاريزما قوية التأييد من الناخبين. ولا عجب في القول بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه ضربة لأحزاب المعارضة بإدخاله قواعد انتخابية جديدة صممت خصيصا لتهميشهم. واعتبر المراقبون الأوروبيون أن الانتخابات لم تكن نزيهة، مؤكدين أنها جرت في مناخ من غياب المنافسة السياسية.
وبذلك، نجد أن بوتين قد ورط نفسه في لعبة لم يكن في حاجة إليها لأنه يعد فعليا قائداً يحظي بشعبية ضخمة، حيث إنه أعاد النظام إلي روسيا بعد أن كانت تضج بالفوضي في عهد بوريس يلتسن، كما أنه أكسب بلاده مكانة دولية تدعو مواطنيه للفخر.
ومع ذلك، فإنه لا يمكن الخروج من ذلك الانتصار الساحق لحزب بوتين في الانتخابات البرلمانية بدلالات واضحة عما سيحدث في الربيع المقبل عندما تنتهي ولايته.
والقرار الوحيد الذي يواجهه بوتين الآن هو تحديد البند الذي سيعيد صياغته في الدستور لتأمين دوره «كأب للأمة». وعلي أية حال فإن العلاقة بين روسيا والديمقراطية مازالت هشة.
وفي المقابل، نجد أن عملية الانتخابات الأولية المطولة التي تجري في الولايات المتحدة تعد مؤشرا جيدا علي ما يجب أن تكون عليه الديمقراطية الحقيقية. وقد اكتسبت تلك العملية أهمية كبيرة هذه الأيام حيث يمكن قياس مواطن القوة والضعف لدي المرشحين في ميدان المعركة الانتخابية. كما أنها تعد مؤشرا جيدا علي المشاركة السياسية. وعلي قادتنا السياسيين أن يأخذوا العظة من تلك التجربة
كتب غادة حمدى ٧/١٢/٢٠٠٧
المصرى اليوم

No comments: