Sunday, December 16, 2007

لبنان إمارة فارسية فهل تصبح دول الخليج ولايات أمريكية؟

نشرت جريدة الشرق الأوسط الدولية بعددها الصادر في لندن بتاريخ 13-12-2007 نبأ ً مفادُه أن مكتب الحرس الثوري الإيراني للتنسيق والتعبئة قد أكد صحة ما تداولته وسائط الإعلام العالمية من صدور قرار مرشد الثورة الإسلامية آية الله على خامئني بتنحية الشيخ حسن نصر الله عن قيادة الجناح العسكري لحزب الله (اللبناني؟!) وتعيين الشيخ نعيم قاسم بدلاً منه.

والعجيب أن هذا النبأ لم يقع نشره وقوع الصاعقة على رؤوس العرب؛ صحيح أن مضمونه ليس جديدًا، لكن إذاعته هكذا، تصريحاً لا تلميحاً، كان حرياً بأن يعد كابوس يقظة لا كابوس نوم..

وهو ما يعني أن لحظة الحقيقة صارت هي المرآة الوحيدة في غرفة العرب. وها هي ذي تعكس حقائق الوضع الفاجع: هاهو ذا الآن على أرض لبنان العربية، يقبع جيش تابع لدولة أجنبية ، مملوك بكامله لتلك الدولة تمويلاً وتسليحاً، وبالطبع فهو خاضع لقراراتها تعيينا لقياداته أو عزلاً لها, منفذ لاستراتيجيتها في الحرب والسلام.المؤلم هنا، أن العقل العربي لن يتمكن بعد الآن من ممارسة هوايته المفضلة في الإشاحة عن معطيات الواقع، ولن يستطيع أن يسير على رصيف خداع النفس قائلاً: ربما اليوم ما زال هو البارحة! الآن, وبعد إذاعة هذا النبأ لا غرو أن يحرم العقل العربي من مواصلة دق دفوف الأفراح احتفالاً بانتصار الشيخ نصر الله في حرب تموز 2006، حيث لا مندوحة من الالتفات الى النتائج السياسية لتلك الحرب، على قاعدة أن النصر لا يقاس بعدد قتلى العدو ولا بعدد دباباته المحطمة أو طائراته المسقطة، بل بتحقيق المطالب الاستراتيجية التي تستهدفها هذه الدولة أو تلك بإعلانها الحرب على عدو.إرادة حزب الله وإرادة اسرائيل سعى حزب الله إلى تحرير مزارع شبعا ، فاختطف جنديين إسرائيليين ليساوم بهما على مطلبه (المعلن) بينما، استهدفت اسرائيل بهجومها على الجنوب اللبناني إبعاد نصر الله بجيشه إلى ما وراء الليطانى، تأمينًا لحدودها الشمالية، والحاصل أن مزارع شبعا ما زالت محتلة, بينما تم ترحيل الشيخ بجنوده إلى شمال لبنان بعد أن احتلت القوات الدولية والجيش اللبناني مناطق الجنوب، لتنتهي الحرب بين الطرفين على هذا النحو المحقق للإرادة الاسرائيلية بقيمة مضافة هي تكريس جيش حزب الله عنصرًا مقاوماً للإرادة اللبنانية التي ترفض أن تكون هي الجبهة العربية الوحيدة المحاربة لإسرائيل.وها هي نذر الحرب الأهلية تترى على أرض البنان، متمثلة في عجز القوى السياسية عن تحقيق التوافق المطلوب لسلامة الوطن، وما أزمة الرئاسة ثمة وما سبقها وما سيتلوها من قطيعة بين الأكثرية والأقلية إلا بعض تجليات الأزمة الكبرى، والتي تدور حول الهوية، واستحقاقات التوجه الاستراتيجي: الغرب أم العرب أم إيران؟! فضلاً عن مطاردة شيطان الاغتيالات المتكررة، ونشاطه شبه الثابت في قلب الحياة الديمقراطية، خاصة مع وجود حزب مدجج بالسلاح حتى أسنانه، يستدعى بدوره ميليشيات طائفية نائمة و قادمة، علاوة على تنظيم القاعدة وفلول فتح الإسلام..... الخ .......................فهل كانت اسرائيل تحلم نتائج حرب افضل من هذه؟!العرب من امريكا إلى ايران وبالعكس ..........السذج حسب, من يتصورون صدور تقرير الاستخبارات الامريكية الشهير (أوقفت ايران برنامجها النووي منذ عام 2003) في مواجهة الرئيس بوش, الأحرى أن نرى صدوره تعزيزاً لسياسة الرئيس الرامية إلى ترحيل ملف الحرب ضد ايران إلى ما بعد ولايته العام القادم, اكتفاء بما تم من تخويف لايران- أو ربما بموجب حسابات موضوعية - حتى تستتب الأوضاع في العراق. وفي ظل هذا التأجيل يتم احتواء الخط الراديكالي الإسلامي بانتزاع سوريا من محور ايران- حزب الله- حماس، وإتاحة الفرصة لاسرائيل كي تعصف بالسلطة الحمساوية في غزة دون اعتراض عربي جدي، بعد أن صادق العرب على استحقاقات خطة الطريق في مؤتمر أنا بوليس,، وعلى رأسها تصفية المقاومة تحت شعار محاربة الارهاب. والنتيجة أن تجد إيران نفسها في عزلة تامة، بدء من المجتمع الدولي وانتهاء بالديموجرافية الإقليمية.وبالمقابل فلا شك أن إيران قد رحبت بانحسار شبح الحرب عنها مؤقتاً ولو بهذا الثمن الباهظ، أملاً في أن تتفرغ هي لمواصلة برنامجها النووي في سرية تامة، ودون استسلام نهائى منها لطوق الحصار السياسي الذي وضع في رقبتها إقليميًا. وفي هذا السياق قام الرئيس الإيراني أحمد نجاد بدعوة نفسه إلى مؤتمر دول الخليج، ليتحدث عن "التعاون" الضروري لدول المنطقة في مواجهة التهديدات الخارجية، ولكن دون أي تلميح إلى مشكلة جزائر طنب وأبى موسى المحتلة، ودون أي تنازل عن تسمية الخليج بالفارسي.هذه العجرفة لا يفسرها إلا إعلان الخامئني الصريح بأن لإيران جيشًا رسميًا في لبنان ، قد يتكرر نموذجه في البحرين، فضلاً عن العراق[ المنشأ الأول لحزب الله] فهو إذن إعلان له مغزاه ، ورسالة أراد كاتبها أن يقرأها متلقوها جيدا ً ، قبل أن يتخذوا قرارهم الأخيرباستمرار تبعيتهم لأمريكا على المستوى الإستراتيجى !هكذا تقدم إيران نفسها لعرب الخليج كبديل إقليمي قوي مواجه للسيطرة الامريكية والغربية عمومًا, تحت شعار أننا نحن وأنتم مسلمون، وأن لنا عدواً واحداً هو اليهود الذين احتلوا أرض فلسطين ذات التاريخ الاسلامي العريق، وفي القلب منها مدينة القدس التي تخص مسلمي العالم قاطبة، وليس أهل العروبة حسبُ.. فإذا كانت أمريكا تساند اسرائيل فلماذا لا نساند نحن بعضنا البعض؟!يقينًا فإن العرب لا يخالجهم شك في أن مثل هذا الكلام ليس أكثر من غطاء أيديولوجي للأطماع الإيرانية البازغة، والراغبة حتى النخاع في استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية القديمة على حساب العرب.. ولو تحت مسمى إسلامي.فبماذا سترد دول الخليج وهي المهددة بالدمار حال قيام حرب نووية بين ايران وأمريكا ، مادامت أراضيها مكتظة بالمصالح ( والقواعد ) الأمريكية ؟العرب بين المطرقة والسندان يخطئ من يتصور أن العرب يحبون أمريكا, أو يمقتون الفُـرْس، ففي عالم السياسة لا يوجد ما يسمى بالحب أو الكراهية, إنما المصالح هي مؤشر البوصلة في توجهات السياسة الدولية. وما من شك في أن الأشقاء العرب ليحلمون باليوم الذي ترفع فيه أمريكا يدها عن التدخل في شئونهم، وكذلك إيران، بيد أن الأحلام لا تصنع واقعاً.والحاصل أن مشكلة المشاكل لدى العقل العربي ليست في عجز نخبه عن الإدراك، وإنما العجز هنا هيكلي تاريخي.تعلم النخب العربية – يقينا ً - أن الحل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم هو في إبعاد المطرقة الأمريكية والسندان الإيراني معًا،ويعلمون أن هذا الحل رهين بترسيخ مبدأ القومية المبدأ الذي تقوم على أساسه سلطة سياسية موحدة، تعكس التجانس الثقافي حول مفهوم الأمة الذي أكده التاريخ, وجعل منه مفهوماً عضوياً- حسب تعبير فيلسوف التاريخ هردر- وهو مفهوم يفصل بين القومية وبين المنظومة السياسية الدينية بعناصر أولها: حق تقرير المصير, وثانيها الاعتراف بالتنوع البشري ديانات وعقائد ومصالح اقتصادية، وثالثها: سيادة الدولة المدنية. ومعلوم أنه بمقتضى هذه العناصر نشأت الدول القومية الحديثة في أوربا- معاهدة وستفاليا 1648- أما هنا فلا تزال المنظومة الدينية السياسية تضع العتلة في صندوق التروس، معطلة بذلك سير القاطرة.كل هذا تعرفه النخب العربية جيدا ً جداً ، غير أن المعرفة النظرية وحدها لا تكفي ، إذ لابد من تقطير هذه المعرفة النظرية في عيون العمل السياسي ثلاث مرات يوميا ً على الأقل ، جنبا ً إلى جنب تدريب هذه العيون على التحديق في ضوء الشمس من دون وجل بليد.

في هذا السياق تشتد حاجة المجتمعات العربية إلى دور إيجابي للمثقفين, الذين يحثون الدولة على استكمال بنيتها القومية، بتحديث أدوات الانتاج القومي مادياً وعقلياً : صناعةً وتعليماً، وابداعاً علمياً وفكرياً متحرراً ، ويستحثون- في الوقت نفسه- التشكيلات المجتمعية على المشاركة الفاعلة في الشأن العام

.يومها فحسب لن تبقى لبنان إمارة فارسية، ولن تصبح دول الخليج ولايات أمريكية

مهدى بندق

tahadyat_thakafya@yahoo.com

الحوار المتمدن - العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16

1 comment:

Anonymous said...

Liban et Golf

"Combien de nains sont montés sur les dos de géants et ont vu plus loin qu'eux."

Autre que le niveau des politiques et des intellectuels, il existe un niveau d’observateurs moins zélés qui voient des choses positives et optimistes. C’est que les intellectuels et les politiques, généralement ayant acquis une grande expérience, ont souvent jugé selon les guerres et leurs incidences. Aujourd’hui les pays arabes, à l’exception du Liban grâce au Hizbollah »(permettez-moi, seigneurs à l’ombre cette ultime et unique digression !), ne peuvent plus choisir les guerres comme option pour affirmer leurs orientations. Mais, ce qui est plus que certain, c’est qu’ils peuvent se surpasser et réaliser des miracles, chaque pays ayant ses spécificités et ses tendances propres. Ils peuvent engager des marchés, entretenir des relations spéciales avec des régions du monde et parvenir à la réalisation de projets sérieux, pourvu qu’ils prennent en sympathie leurs peuples qui n’aspirent qu’à s’en sortir, bien sur chaque pays est un cas particulier.

Le Liban est un pays qui reflète beaucoup de choses en même temps, surtout qu’il y existe différents courants religieux et politiques. La guerre civile qui a déchiré le pays il y a longtemps était selon certains spécialistes d’origine économique plutôt que religieuse. Il y’avait dans le Liban d’avant la guerre, des régions ou des communautés étaient pauvres démunies et généralement méprisées compte tenu de leur appartenance religieuse, alors que d’autres régions vivaient dans le faste et les fêtes. Ce fut une époque douloureuse, et les guerres sont généralement un exutoire. Ne fut-il pas déjà un pays aux signes précurseurs ? Il ne saurait être question que des communautés ayant vécu des situations pareilles puissent accepter d’être une vitrine d’un pays donné, soit-il puissant et valeureux. Il y’a certes des alliances pour contrer les puissantes tendances ennemies, mais c’est en restant fidèle à son image qu’on se surpasse réellement. Puis, on choisit ses amis pour négocier avec ses ennemis.

Aujourd’hui cette situation, on veut l’inventer, de Gaza à Naplouse. Des apprentis sorciers veulent répandre ce modèle. 2008 sera ou ne sera pas une année de justice. Tout dépend de nos pays, de nos gouvernements. Leur résistance face à un Ouest, certes très puissant, sera un modèle pour le monde et même l’humanité.

Si pour les bloggers acculés, la démocratie, il faut l’arracher en hurlant, et qu’il ne faut pas compter sur les polices secrètes pour vous faire des cadeaux de fin d’années, l’effort de la Ligue Arabe et pour ceux du golfe est important mais différent. Il ne doit pas être hâtif dans le sens des aspirations des « Moutabiûnes » mais pour une fois rappeler et porter haut les attentes tues de nos peuples. C’est l’unique garantie pour que le riche Liban ne soit pas Perse, et que les Pays du Golfe ne se consacrent pas en entités US.