Tuesday, September 04, 2007

التبرع بالأعضاء فعل يعبر عن الطيبة البشرية

حين أصيبت زوجة الأدميرال كينيث موريتسوغو وابنته بجراح قاتلة في حادثتي طريق سمح هو بأخذ أعضاء جسديهما مع الانسجة.
وقال الدكتور مورتيسوغو، رئيس الجراحين بالوكالة، في الولايات المتحدة إن التبرع بالأعضاء هو «آخر فعل عن الطيبة البشرية»
. لكن عددا من الأعضاء المتبرع بها أقل بكثير عما هو مطلوب. ففي يونيو الماضي انتظر 97 ألف شخص لزرع أعضاء لهم وكل يوم يزداد عدد الموضوعين في قوائم الانتظار بشكل يزيد عن سرعة التبرع.
وعادة ينتظر الناس ما بين 3 إلى 5 سنوات للحصول على عضو متبرع به وفي كل يوم يموت 17 شخصا بينهم.
لكن الدكتور موريتسوغو كتب في مجلة «جمعية الأميركية الغذائية»: «النقص في الأعضاء المتبرع بها هو مشكلة طبية بحاجة إلى علاج».
وحينما يتخذ القرار بالتبرع فإن تلك العوائل «هي غالبا ما تكون في حال من الأسى والجزع بسبب المأساة وهذا الوضع يمنع الشخص من الانتباه إلى مساعدة الآخرين الذين هم بحاجة إلى زرع أعضاء تنقذ حياتهم».
من جانبها اختارت أسرة لوري ماكلينون، 42 سنة، التبرع بأعضاء ابنتهم حينما عانت من سكتة قلبية في مستشفى نيويورك بريسبايترين. وحصلت امرأتان على كليتيها وشخص محروق على جلدها وذهبت قرنيتا عينيها إلى بنك العيون وكبدها زرع للدكتور مايكل هاريس، 61 سنة، من انجلوود بنيوجرسي، وهذا الطبيب اصيب بمرض التهاب الكبد «سي» في سنوات أبكر حينما كان يعالج مريضا مصابا بهذا المرض.
خلال الأيام المبكرة لزراعة الأعضاء كانت تلك الأعضاء والأنسجة تأتي من ضحايا السكتة القلبية وهم أولئك الأشخاص الذين يكفون عن التنفس ويتوقف النبض في أجسادهم، والذين لا يمكن إحياء قلوبهم. وغالبا ما تكون تلك الأعضاء خالية من الدم لفترة طويلة قبل اقتلاعها وهذا ما يؤدي إلى فقدان الفائدة من استخدامها.
لكن في عام 1968 تمت إعادة تعريف الموت بحيث أصبح محددا بتوقف الدماغ عن العمل على الرغم من ان القلب قد يستمر بالنبض بدعم من الأدوية. ومع هذا التعريف للموت أصبحت الأعضاء عند نقلها في حال أفضل غالبا لزرعها للمرضى.
لكن لم يكن هناك سوى 1 إلى 2% من المرضى يموتون في المستشفيات ويعلن عن موت أدمغتهم. ولأن التدوير المستمر ضروري لإبقاء أعضاء الجسم سليمة والموت خارج المستشفى لا يكون في الغالب مصدرا لأعضاء قابلة على الاستخدام، لذلك فإن التبرع بعد سكتة قلبية مفاجئة هو نادر جدا.
وهناك عدة طرق لزيادة توفير الأعضاء وهذه تشمل إقناع أناس أكثر للقبول بالتبرع حينما يموتون وتوفير كل الأوراق الضرورية للمستشفيات كي تحصل على أعضاء متبرع بها أكثر من السابق من ضحايا موت الدماغ أو السكتة القلبية خصوصا بين اولئك الأقارب للمرضى. ويعتمد النجاح في برنامج زراعة الأعضاء على عدد الأشخاص الذين يشيرون مقدما استعدادهم للتبرع بأعضائهم مبكرا.
وإذا كان معظم الأميركيين يقولون إنهم يؤيدون سياسة التبرع فإن هناك واحدا من بين 4 وافقوا على التبرع كتابيا
. وفي أوروبا حيث أنك تعتبر متبرعا بشكل طبيعي إلا إذا عبرت بوضوح عن أنك لا تريد أن تقوم بذلك فإن هناك 90% يعتبرون من المستعدين للتبرع بأعضائهم.
هناك مقاربة أخرى لأخذ الأعضاء من الأفراد الذين يعانون من الموت بسبب السكتة القلبية من خلال اعتبار توقف القلب بشكل نهائي بدلا من الانتظار حتى موت الدماغ وتوقف نشاطه. وعلى الرغم من استخراج الأعضاء بعد الموت بسبب توقف القلب تشكل 8% من التبرعات من أشخاص موتى فإن هناك زيادة في مصدر التبرعات.
فحسب الدكتور روبرت ستاينبك مستشار مجلة «نيو انجلاند جورنال أوف مديسين» الطبية فإن امكانية زيادة التبرعات من قبل الضحايا الذين يصابون بسكتة قلبية قد انعكس من خلال بنك الأعضاء في ويسكونسن. حيث يشكل هذا النوع من التبرعات 20% من المتبرعين الموتى.
وقال ستاينبك إن المتبرعين المحتملين بمن فيهم المرضى الموضوعون على أجهزة الإنعاش بعد إصابات مدمرة للدماغ بسبب وقوع نزيف دموي فيه نتيجة إصابته بجلطة، إضافة إلى المرضى المصابين في الحبل الشوكي بشكل قاتل أو اصابتهم بأمراض مثل موت الأعصاب «أيه أل أس» فإن علاج المصابين به غير مجد
نيويورك: جين برودي
نيويورك تايمز

No comments: