يقول خبرنا الذي نشرته هذه الصحيفة قبل يومين، إن السيد حسن نصر الله أعاد البيت الذي يستأجره إلى صاحبه، وانتقل إلى مكان آخر غير معلوم، استعدادا لمشروع إعادة إعمار الضاحية التي دمرت إثر الهجوم الإسرائيلي على لبنان في حرب الستة والثلاثين يوما في العام الماضي.
والضاحية، أو المربع الأمني، قصتها أكبر من أنها مساكن مؤجرة، وأعقد من أن يقال عنها إنها حي سكني، فهي كلها منطقة أمنية منزوعة لمصلحة حزب الله، وهذه قصة أخرى يعرفها اللبنانيون جيدا
والضاحية، أو المربع الأمني، قصتها أكبر من أنها مساكن مؤجرة، وأعقد من أن يقال عنها إنها حي سكني، فهي كلها منطقة أمنية منزوعة لمصلحة حزب الله، وهذه قصة أخرى يعرفها اللبنانيون جيدا
(وهنا ينصح بقراءة كتاب «بلاد الله الضيقة.. الضاحية أهلا وحزبا» تأليف فادي توفيق)
، لكن قبل الاحتفاء بتفاصيل مشروع إعادة البناء نقول ليت السيد حسن نصر الله يفعلها ويعيد لبنان كله إلى أهله.
والمقصود هنا، هو أن يخضع لبنان الوطن، لأجندة لبنان المواطن، لا أجندة الإيرانيين والسوريين. وإعادة لبنان تكمن في أن يؤثر السيد نصر الله وحدة لبنان، ويراعي تركيبته التي لا تقوم ولا تستوي إلا على التعددية، وفسح مساحة للآخر. لبنان متشابك، وأفضل حل لعقدته، عدم اللعب بها.
المواطنون اللبنانيون اليوم في هجرة متزايدة للخارج، لا هروبا من الاحتلال الإسرائيلي، بل من العبث الداخلي، الذي يعبث في حياة المواطن اللبناني، وهو، أي اللبناني، أكبر ضحاياه.
راهن حزب الله كثيرا على رصيد المقاومة، وتحرير لبنان، لكن الحزب استنزف رصيده وبات اليوم وجها لوجه مع المواطن اللبناني، كيف لا وعدد ضحايا الحرب الأخيرة قارب الألف ومائتي مواطن لبناني، ناهيك عن الخسائر في الممتلكات.
حزب الله اليوم يريد طي لبنان كله تحت عباءته، قافزا على فسيفساء لبنان. ففي الوقت الذي يريد فيه لبنان خروج السوريين من لبنان، والعودة إليه بسفير وعلاقات دبلوماسية، مثلهم مثل الدول الأخرى، ويريد أن تخضع إيران إلى الجغرافيا حيث تبقى عند حدودها الطبيعية، بدلا من أن تحول بيروت إلى ورقة في يدها توظفها لصراعاتها السياسية، وطموحها في نشر الثورة الإسلامية، تبدو تصرفات حزب الله كمارد الفانوس السحري الذي دائما ما يقول لسياسات سورية وإيران «شبيك لبيك»!
الحديث عن إعادة إعمار الضاحية يجب أن لا يغطي على خبر بناء حزب الله لشبكة هاتف موازية لشبكة الهاتف الحكومية اللبنانية في الضاحية. وبناء شبكات الهاتف أمر جديد على واقع الحركات أو الجماعات التي باتت تأكل الدول في العالم العربي، فبعد أن تم التعايش مع واقع أن لكل جماعة علما، وميليشيا، أو جيشا، وقناة تلفزيونية، تطور الأمر الآن لبناء شبكات هاتف خاصة!
فليت السيد حسن نصر الله يعيد لبنان كله إلى أهله، ومصالحه، وينأى به عن التبعية لأي كان، ليصبح لبنان منطقة صحية تتنفس الديموقراطية الصحيحة، لا ديموقراطية الإقصاء، وتعطيل المؤسسات الدستورية. إعادة لبنان إلى أهله تعني فتح أبواب البرلمان المغلق، ومحاكمة القتلة، واحترام الدستور، وإبعاد بيروت عن المطامع الخارجية
والمقصود هنا، هو أن يخضع لبنان الوطن، لأجندة لبنان المواطن، لا أجندة الإيرانيين والسوريين. وإعادة لبنان تكمن في أن يؤثر السيد نصر الله وحدة لبنان، ويراعي تركيبته التي لا تقوم ولا تستوي إلا على التعددية، وفسح مساحة للآخر. لبنان متشابك، وأفضل حل لعقدته، عدم اللعب بها.
المواطنون اللبنانيون اليوم في هجرة متزايدة للخارج، لا هروبا من الاحتلال الإسرائيلي، بل من العبث الداخلي، الذي يعبث في حياة المواطن اللبناني، وهو، أي اللبناني، أكبر ضحاياه.
راهن حزب الله كثيرا على رصيد المقاومة، وتحرير لبنان، لكن الحزب استنزف رصيده وبات اليوم وجها لوجه مع المواطن اللبناني، كيف لا وعدد ضحايا الحرب الأخيرة قارب الألف ومائتي مواطن لبناني، ناهيك عن الخسائر في الممتلكات.
حزب الله اليوم يريد طي لبنان كله تحت عباءته، قافزا على فسيفساء لبنان. ففي الوقت الذي يريد فيه لبنان خروج السوريين من لبنان، والعودة إليه بسفير وعلاقات دبلوماسية، مثلهم مثل الدول الأخرى، ويريد أن تخضع إيران إلى الجغرافيا حيث تبقى عند حدودها الطبيعية، بدلا من أن تحول بيروت إلى ورقة في يدها توظفها لصراعاتها السياسية، وطموحها في نشر الثورة الإسلامية، تبدو تصرفات حزب الله كمارد الفانوس السحري الذي دائما ما يقول لسياسات سورية وإيران «شبيك لبيك»!
الحديث عن إعادة إعمار الضاحية يجب أن لا يغطي على خبر بناء حزب الله لشبكة هاتف موازية لشبكة الهاتف الحكومية اللبنانية في الضاحية. وبناء شبكات الهاتف أمر جديد على واقع الحركات أو الجماعات التي باتت تأكل الدول في العالم العربي، فبعد أن تم التعايش مع واقع أن لكل جماعة علما، وميليشيا، أو جيشا، وقناة تلفزيونية، تطور الأمر الآن لبناء شبكات هاتف خاصة!
فليت السيد حسن نصر الله يعيد لبنان كله إلى أهله، ومصالحه، وينأى به عن التبعية لأي كان، ليصبح لبنان منطقة صحية تتنفس الديموقراطية الصحيحة، لا ديموقراطية الإقصاء، وتعطيل المؤسسات الدستورية. إعادة لبنان إلى أهله تعني فتح أبواب البرلمان المغلق، ومحاكمة القتلة، واحترام الدستور، وإبعاد بيروت عن المطامع الخارجية
طارق الحميد - 26/8/2007
الشرق الأوسط
No comments:
Post a Comment