أتاحت لي الظروف الأسبوع الماضي القيام بزيارة خاصة إلي مدينة عمان عاصمة المملكة الأردنية ، قضيت فيها حوالي أربعة أيام.. وفي الحقيقة منذ اللحظة الأولي لوصولي عمان حتي مغادرتي لها، وأنا لا أستطيع أن أمنع عقلي ونفسي من المقارنة بين ما رأيته في عمان بعيني وما أعيشه في القاهرة أو بالأحري ما نعانيه جميعًا نحن ساكني القاهرة المنكوبة. لقد خرجت من هذه الزيارة بانطباعات- بعضها كان للحق مفاجئًا لي- أحب أن أضعها أمام القراء الأعزاء:
١- يسهل علي المرء أن يدرك أن مستوي المعيشة العام أعلي من مثيله في مصر ويبدو ذلك واضحًا من قدرة الطبقة المتوسطة الشرائية مع ارتفاع الأسعار ومن المستوي العام للشكل والزي للغالبية في الشارع الأردني، والذي يبدو علي درجة عالية من الحداثة والرقي والبعد عن مظاهر التدين الزائف.
٢- لفت نظري وجود العديد من المشروعات الهندسية الرائعة بالمدينة والتي تبدو حديثة، وهو ما أكده لي من يعيشون هناك، حيث إنني عرفت أن معظم ما أشاهده من طرق وأنفاق وكبار علي مستوي عال قد تم في غضون السنوات الخمس الأخيرة، مما يدل علي تدفق استثمارات ضخمة علي هذه البلاد بدون ضجة وجعجعة، وهو ما أكده لي البعض،
وكيف أن مليارات الدولارات قد تدفقت علي هذه البلاد من العراقيين النازحين إلي الأردن ومن أمراء من دول الخليج وبالذات دولة الإمارات العربية.. ويتابع الشعب الأردني الآن ظهور أبراج ضخمة في كثير من مناطق الأردن، يتولي إنشاءها أحد هؤلاء الأمراء.
٣- مدينة عمان مقامة علي عدة تلال، وذات طبيعة جميلة، ولكن أجمل منها تلك النظافة الواضحة في كل شارع وحارة بالمدينة ، ولم ألحظ بالطبع شركات إيطالية أو إسبانية تقوم بأعمال النظافة!! وأماكن جمع القمامة متوافرة في كل مكان.. والغالبية العظمي من مباني هذه العاصمة الجميلة مبنية من الطوب الحجري أو من الأحجار.. وكلها تقريبًا ذات لون واحد وارتفاع واحد لا يتجاوز الأربعة أدوار.. والغريب أنني مررت في شوارع كاملة لم أجد واحدًا مخالفًا سواء في ارتفاع البناء أو اللون.
٤- المرور منضبط إلي درجة عالية ، بدون وجود ملحوظ لأفراد الشرطة في التقاطعات، فالإشارات يحترمها الجميع، ومن يخالف يجد وراءه علي الفور سيارة الشرطة توقفه وتوقع عليه الجزاء الرادع.. وليست هناك فوضي في أنواع المركبات العامة.. وسيارات الأجرة منتشرة بشكل كبير بحيث لا يمثل الانتقال من مكان إلي آخر أي مشكلة.. ومعظمها حديث النوع ومكيف الهواء وجميعها بالطبع تعمل بعداد واضح المعالم، وأجرته بالنسبة لمستوي معيشة الناس متوسطة الدخل مناسبة، وليست هناك مساومات أو مشاجرات بين الزبائن والسائقين الذين يتبعون شركات مختلفة يظهر اسمها بوضوح علي باب السيارة.
٥- الضوضاء قليلة إلي حد كبير في الشارع الأردني.. فعربات توزيع أنابيب البوتاجاز مزودة بجهاز تسجيل تصدر عنه موسيقي جميلة بصوت خافت (أعتقد أنها لبتهوفن) يعرف منها ساكنو المباني أن عربة الأنابيب تمر بالشارع.. فليس هناك صياح ولا قرع علي الأنابيب في أي وقت من النهار كما يحدث في شوارع المحروسة.
٦- يرتبط بموضوع الضوضاء ما لاحظته من أن الأذان للصلوات الخمس موحد وينبعث من المساجد الكبيرة في المنطقة فقط بصوت هادئ مسجل أعتقد أنه للمرحوم الشيخ محمد رفعت.. وهي القضية التي نتحاور بشأنها منذ سنوات والتي قرأنا عنها مؤخرًا أن اللجنة الدينية لمجلس الشعب برئاسة الداعية الجهبذ والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، قطب الحزب الوطني وحامل لواء الفكر الوهابي بأرض المحروسة قد اعترضت بكل أعضائها علي هذه الفكرة لصالح أن يقوم كل من يقدر علي تثبيت ميكروفون في كل شارع وحارة بأن يصيح بأعلي صوته داعيا الناس إلي الصلاة!!
وبالمناسبة حضرت هناك صلاة الجمعة في «جامع الحسين» وهو أكبر جوامع العاصمة وكان صوت الخطيب لا يخرج عن نطاق المستمعين الجالسين وبأسلوب هادئ مقنع جميل لا تشنج فيه ولا انفعالات تمثيلية، ولم تستغرق الخطبة أكثر من عشرين دقيقة!
٧- سمعت من الناس هناك أن جلالة الملك وأهله وكبار المسؤولين بالمملكة يشاهدون كثيرًا وهم يتجولون بشوارع المدينة، يصافحون الناس ويكلمونهم ويسألونهم عن أحوالهم.. في ظل حراسة بسيطة للغاية لا يكاد المرء يلحظها.
.. أخيرًا.. هذه كانت بعض انطباعاتي عن عمان.. أما حسراتي علي «قاهرة المعز» فأظنك عزيزي القارئ قد عرفتها وفهمتها.. وليرحمنا الله
١- يسهل علي المرء أن يدرك أن مستوي المعيشة العام أعلي من مثيله في مصر ويبدو ذلك واضحًا من قدرة الطبقة المتوسطة الشرائية مع ارتفاع الأسعار ومن المستوي العام للشكل والزي للغالبية في الشارع الأردني، والذي يبدو علي درجة عالية من الحداثة والرقي والبعد عن مظاهر التدين الزائف.
٢- لفت نظري وجود العديد من المشروعات الهندسية الرائعة بالمدينة والتي تبدو حديثة، وهو ما أكده لي من يعيشون هناك، حيث إنني عرفت أن معظم ما أشاهده من طرق وأنفاق وكبار علي مستوي عال قد تم في غضون السنوات الخمس الأخيرة، مما يدل علي تدفق استثمارات ضخمة علي هذه البلاد بدون ضجة وجعجعة، وهو ما أكده لي البعض،
وكيف أن مليارات الدولارات قد تدفقت علي هذه البلاد من العراقيين النازحين إلي الأردن ومن أمراء من دول الخليج وبالذات دولة الإمارات العربية.. ويتابع الشعب الأردني الآن ظهور أبراج ضخمة في كثير من مناطق الأردن، يتولي إنشاءها أحد هؤلاء الأمراء.
٣- مدينة عمان مقامة علي عدة تلال، وذات طبيعة جميلة، ولكن أجمل منها تلك النظافة الواضحة في كل شارع وحارة بالمدينة ، ولم ألحظ بالطبع شركات إيطالية أو إسبانية تقوم بأعمال النظافة!! وأماكن جمع القمامة متوافرة في كل مكان.. والغالبية العظمي من مباني هذه العاصمة الجميلة مبنية من الطوب الحجري أو من الأحجار.. وكلها تقريبًا ذات لون واحد وارتفاع واحد لا يتجاوز الأربعة أدوار.. والغريب أنني مررت في شوارع كاملة لم أجد واحدًا مخالفًا سواء في ارتفاع البناء أو اللون.
٤- المرور منضبط إلي درجة عالية ، بدون وجود ملحوظ لأفراد الشرطة في التقاطعات، فالإشارات يحترمها الجميع، ومن يخالف يجد وراءه علي الفور سيارة الشرطة توقفه وتوقع عليه الجزاء الرادع.. وليست هناك فوضي في أنواع المركبات العامة.. وسيارات الأجرة منتشرة بشكل كبير بحيث لا يمثل الانتقال من مكان إلي آخر أي مشكلة.. ومعظمها حديث النوع ومكيف الهواء وجميعها بالطبع تعمل بعداد واضح المعالم، وأجرته بالنسبة لمستوي معيشة الناس متوسطة الدخل مناسبة، وليست هناك مساومات أو مشاجرات بين الزبائن والسائقين الذين يتبعون شركات مختلفة يظهر اسمها بوضوح علي باب السيارة.
٥- الضوضاء قليلة إلي حد كبير في الشارع الأردني.. فعربات توزيع أنابيب البوتاجاز مزودة بجهاز تسجيل تصدر عنه موسيقي جميلة بصوت خافت (أعتقد أنها لبتهوفن) يعرف منها ساكنو المباني أن عربة الأنابيب تمر بالشارع.. فليس هناك صياح ولا قرع علي الأنابيب في أي وقت من النهار كما يحدث في شوارع المحروسة.
٦- يرتبط بموضوع الضوضاء ما لاحظته من أن الأذان للصلوات الخمس موحد وينبعث من المساجد الكبيرة في المنطقة فقط بصوت هادئ مسجل أعتقد أنه للمرحوم الشيخ محمد رفعت.. وهي القضية التي نتحاور بشأنها منذ سنوات والتي قرأنا عنها مؤخرًا أن اللجنة الدينية لمجلس الشعب برئاسة الداعية الجهبذ والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، قطب الحزب الوطني وحامل لواء الفكر الوهابي بأرض المحروسة قد اعترضت بكل أعضائها علي هذه الفكرة لصالح أن يقوم كل من يقدر علي تثبيت ميكروفون في كل شارع وحارة بأن يصيح بأعلي صوته داعيا الناس إلي الصلاة!!
وبالمناسبة حضرت هناك صلاة الجمعة في «جامع الحسين» وهو أكبر جوامع العاصمة وكان صوت الخطيب لا يخرج عن نطاق المستمعين الجالسين وبأسلوب هادئ مقنع جميل لا تشنج فيه ولا انفعالات تمثيلية، ولم تستغرق الخطبة أكثر من عشرين دقيقة!
٧- سمعت من الناس هناك أن جلالة الملك وأهله وكبار المسؤولين بالمملكة يشاهدون كثيرًا وهم يتجولون بشوارع المدينة، يصافحون الناس ويكلمونهم ويسألونهم عن أحوالهم.. في ظل حراسة بسيطة للغاية لا يكاد المرء يلحظها.
.. أخيرًا.. هذه كانت بعض انطباعاتي عن عمان.. أما حسراتي علي «قاهرة المعز» فأظنك عزيزي القارئ قد عرفتها وفهمتها.. وليرحمنا الله
د.طارق الغزالى حرب ٢٣/٦/٢٠٠٧
المصرى اليوم
No comments:
Post a Comment