Saturday, June 02, 2007

من أجل لبنان الحبيب : الـــعـــــدالــــــــة

في 14 فبراير2005 قتلوه في قلب مدينته. وفي 30 مايو2007 لاحت اشعة الحق في الافق.في 14 فبراير 2005 أحرقوه وكان في ظنهم انهم بشطبه جسدياً سينتهون من هذا العبء الاستقلالي اللبناني. ظنوا ان الناس ستبكيه اسبوعا ثم لا تلبث ان تعود الى اعمالها، ليكمل القتلة مشوارهم في بلاد الارز من دون ان يقلقهم احد.في 30 مايو 2007 أفاق القتلة على نقرة الحبل فوق الطاولة ليكتشفوا ان شعب الحرية والسيادة والاستقلال، شعب لبنان الذي صارع التنين لم يستكن في سبيل الحق والعدالة.أفاقوا على اطياف الشهداء، من باسل فليحان الى سمير قصير، فجورج حاوي، وجبران تويني، وبيار الجميل في السماء تنادي اللبنانيين كي يقوى ايمانهم بأن ما من حق يموت ووراءه مطالب. وكي يعي أبناء ثورة الارز ان المعركة التي خاضوها طوال 27 شهرا على التوالي لم تكن من اجل الانتقام، انما من اجل ان يكون لبنان مكاناً أفضل، يعيش في كنفه ابناؤه من غير خوف ولا وجل. ومن اجل أن يشعر الانسان العربي ان عصرا يشرف على الانتهاء، هو عصر القتل والاغتيال السياسي من غير حسيب او رقيب، ليحل مكانه عصر المحاسبة والعدل. عصر تصبح فيه انظمة القتل انظمة منبوذة في عالم يضيق يوما بعد يوم بتلك الممارسات التي ترجع الى عصر آخر.منذ اليوم الاول، انتفض اللبنانيون بقيادة رفيق الحريري والبطريرك نصرالله صفير ووليد جنبلاط ليواجهوا قرار التمديد المهين الذي اتخذه بشار الاسد. عرفوا ان الثمن الذي سيفرضه عليهم القتلة يمكن ان يكون باهظا جدا: بدأوا بمروان حماده، فثار الناس، ثم احرقوا رفيق الحريري فانفجر غضب نزع عنهم البقية الباقية من مشاعر الخوف لينزلوا الى الشوارع ويُخرجوا الوصاية في اقل من شهرين.14 جريمة متتالية وصمد اللبنانيون من اجل مستقبل بلدهم، واكملوا مشوارهم في اتجاه العدالة.14 جريمة متتالية، وحرب سياسية داخلية لم يشهد لبنان مثيلا لها، ولم تضعف العزائم يوما في امكان بلوغ مرحلة تشع فيها أنوار الحق في لبنان.واليوم، ماذا نقول؟ إن المحكمة التي ابصرت النور ربما لن تأتيهم بالامن الفوري. وقد يندفع المتضررون في التهديد، والتهويل، والتخريب، ولكن ما من شيء سيوقف قطار قيامة لبنان.سيشتمون، وسيفجرون، وسيعطلون وسيقتلون، لكن ايمان الذين صبروا في معركة الاستقلال، وكل مرة قدموا فيها شهيداً، سيبقى اقوى.انها العدالة من اجل حماية لبنان تطل اليوم. انه الحبل يضيق على رقاب القتلة.في هذا اليوم نستذكر الشهداء، كل الشهداء. ونفكر بالشهداء الاحياء الذين افلتوا من الموت، وبالشهداء الاحياء الذين يمضون في وضع ضريبة الحرية في سجون القتلة والشموليين
علي حماده 2/6/2007
جريدة النهار اللبنانية

No comments: