Sunday, June 10, 2007

عجز الدولة في سيناء لايعالجه حكم أمن الدولة

حين تتحرك سيناء، فهي لا تتحرك في الفضاء، ولا يمكن فصل حركتها خارج سياقات الغضب المصري، الذي تمثل في إضرابات العمال والطلبة، وخروج حركة كفاية وأخواتها إلي الشارع، صحيح أن سيناء كانت هي السباقة في التحرك،
إذ صار معروفاً أن أمهات المعتقلين في أحداث طابا هن أول قطاع من المصريين يخرج إلي الشارع للتظاهر في عصر مبارك، وتمثل ذلك في مظاهرات متوالية كل يوم جمعة أمام مسجد الرفاعي بالعريش.
بداية التحرك في سيناء كانت مختلفة، باختلاف نوع القهر الذي تعرض له ذلك الجزء الحيوي والمهم من الوطن المصري.. فقد مر خمسة وعشرون عاماً عصيبة، يمكن تلخيصها في عبارة واحدة هي «حكم أمن الدولة»، وهو حكم صاحبه عدم اعتراف بمواطنية بدو سيناء، مثل هذا، لا يظل أمامه غير طريقين،
إما أن تتدخل الدولة وتفك الاحتقان أو يواصل طريقه نحو الانفجار، ولأن الحكومة نائمة بل فاسدة لم تتدخل، وحين تدخلت استخدمت آليات غاية في الإجرام، مثل الضغط الأمني الكثيف، الذي صاحبه إشعال ثارات القبائل، مستخدمه رجالها في الحزب الوطني والمحليات كأدوات طيعة لتأجيج جحيم الصراع بين القبائل.
ولكن المطب الذي وقعت فيه الحكومة، وهي تترجم هذه الأفكار إلي خطط عمل، أنه قد غاب عنها أن فعل الإجرام قد تطور، وأن مثل هذا النوع صار مكشوفاً في عصر المعلومات، الذي يتعامل معه البدو من مدخل الاستخدام الواسع لأجهزة التليفون المحمول. إذ استخدم البدو هذا الجهاز في بث رسائل لبعضهم، تحذر من الفتنة بين القبائل،
وكان من بين تلك الرسائل واحدة تقول: «انظر للرجال الذين يقودون الحرب بين القبائل تعرف من وراءهم» وبالفعل فقد كانت نظرة سريعة علي هؤلاء القادة، لاتترك مجالا للشك بأن من وراءهم هو جهات معينة في الدولة، فكل هؤلاء الذين يوقدون هذه الصراعات من قادة الحزب الوطني.
الصراع اليوم بين الحكومة وأهل سيناء دخل مرحلة الكمون، وهو ينتظر انتهاء المهلة، وإذا ظلت الحكومة تلعب في مكانها وعبر نفس الآليات فسينفجر من جديد.. لذلك أدعو عبر صفحاتكم، إلي تشكيل لجنة من أجهزة لم ينخرها سوس الفساد، ولها أن تستعين بمن تشاء من المثقفين والقضاة والعلماء لوضع خطة تنمية، تضع في حساباتها أخطاء الماضي،
أما الطريقة التي تتبعها الحكومة حتي الآن في معالجة هذه القضية، باستخدام الخطاب التقليدي الذي يرمي كل المشاكل علي عاتق أعداء خارجيين وداخليين، مثل وصف الذين اعتصموا علي أسفلت الحدود، بصفة خاصة، بأنهم شرذمة خارجة علي القانون، أو وصم رجال سيناء، بصفة عامة، بأنهم تجار مخدرات وإرهابيون وجواسيس لإسرائيل، فهي بمثابة وصفات مثلي للانفجار.

مسعد أبو فجر 10/6/2007
المصرى اليوم

No comments: