Sunday, June 03, 2007

خارج السياق ....... قليل من البؤس - هل هو مفتاح السعادة؟

يقول الخبراء إن مفتاح العلاقات السعيدة قد يكون في تقبل أنه لا مهرب من المرور ببعض الأوقات البائسة.
ويقول المعالجون النفسيون من جامعة ولاية كاليفورنيا، كلية نورث ريدج وفيرجينيا، إن تقبل أن تلك المشكلات سوف تحدث، أفضل من السعي المستمر نحو الكمال.
ويلقي الخبراء باللوم على القصص الخيالية الموجودة في كل مجتمع عن الحب والغرام وبعض قصص الحب الحديثة في استمرار أسطورة أنه بالإمكان البقاء في علاقة كاملة لا تشوبها شائبة ولا يعتريها فتور.
ونشر التقرير في دورية العلاج الزوجي والأسرة.
وتقول د. دايان جيهارت ود. إريك ماكولام، اللذان وضعا التقرير، "إنه من قبيل الخرافة الاعتقاد أنه بالإمكان تحقيق حالة ما خالية من أي معاناة ببذل الجهد الكافي".
ويضيفان أن المتخصصين في مجال الرعاية الصحية لا يساعدون في الخروج من هذا الموقف، إذ يقولان "حقل الصحة العقلية يساعد على استمرار هذه الخرافة بإصراره على مفهوم 'الصحة العقلية' ذاته، والذي يلمح إلى وجود حالة تخلو من المعاناة". قد يوقع ضررا
غير أن هذا الاعتقاد قد يودي بالبشر إلى أن يعتقدوا أنه ببذل الجهد الكافي يمكن القضاء على المعاناة قضاء مبرما.
ويقول الخبراء إن هذا هدف غير واقعي في العلاقات، والسعي الحثيث لتحقيقه قد يؤدي بالناس إلى الشعور بأنهم قد أخفقوا.
وتقول جان باركر من رابطة العلاج الأسري: "خبراء الدراسة على حق في إشارتهم إلى أن السعي نحو علاقة مثلى قد يوقع ضررا".
وقالت إنه من الهام التروي قليلا واختبار ما يقصده الشخص حينما يقول إنه سعيد أو يبحث عن السعادة وعن علاقة صحيحة، لأنه لا أحد يمكن أن يتمتع بحياة أو علاقة في حالة سعادة دائمة - إذ لا بد أن تعتريها أوقات صعبة.
وتضيف إنه بدلا من ذلك ربما يتعين على شركاء الحياة أن يركزوا على بناء مهارات قوية في التعامل مع العلاقة حتى يتمكنوا من التعامل مع الأوقات الصعبة حينما تأتي وحتى يقدِّروا الأوقات الحلوة أيضا.
وتقول نادين فيلد، وهي خبيرة استشارات نفسية، إنه من قبيل "الوهم" أنه بالإمكان الوصول إلى الكمال في العلاقات وإن السعي لتحقيق حالة مستحيلة يمكن أن يؤدي إلى خيبة أمل مرة.
وقالت إن خيبة الأمل بدورها قد تجعل المرء يركز على الجوانب السلبية في العلاقة، بما يقود بدوره إلى المزيد من الإحباط والاستياء.
وتضيف: "يجب أن يعمل المرء على فهم شريك حياته عبر التحاور والتواصل، بدلا من مطالبتهم بالكمال". التأمل
ويوصي خبراء الدراسة باستخدام أسلوب mindfulness البوذي للتأمل للمساعدة في التكيف مع المعاناة الأسرية.
ويتطلب هذا التكنيك أن يركز المرء على الأفكار والمشاعر والأحاسيس التي تطرأ داخله في اللحظة الراهنة، وليس القفز إلى المستقبل أو النظر إلى الماضي - ودون أن يوجه الإدانة إلى نفسه.
يلجأ بعض الأطباء النفسيين بالفعل إلى هذا الأسلوب في بريطانيا.
ويقول الخبراء إنه بخلاف كون البوذية ديانة رئيسية، إلا أنه يمكن الاستعانة بعلم النفس البوذي للمساعدة الحياتية بمعزل عن المعتقدات الروحية والممارسات البوذية.
ويقول الخبراء إن المعالجين الأسريين يمكن أن يدمجوا هذا الأسلوب ضمن جهودهم لمساعدة المرضى في تغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى أشكال المعاناة ويتعاملون معها، خاصة صور المعاناة التي تنجم عن العلاقات الحميمة، مثل الاعتداءات والطلاق والرفض والثكل
BBC - 3/6/2007

No comments: