Friday, May 04, 2007

تعبئة أمنية في شرم الشيخ بين حدثين كبيرين

تجمع وفود من أكثر من 60 دولة بينها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الثماني الصناعية الكبرى وممثلون لـ12 منظمة إقليمية ودولية، إلى جانب ما يقرب من 1500 صحفي في شرم الشيخ على مدار يومين دارت خلالهما فعاليات المؤتمر الدولي الموسع حول العراق.
وتحولت المدينة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، فالشوارع الرئيسية تقطعها على مسافات متقاربة نقاط تفتيش مزودة بأجهزة للكشف عن المتفجرات وبالكلاب المدربة على كشف المفرقعات والأسلحة
.
كل ذلك بالطبع بالإضافة لانتشار أعداد كبيرة من عناصر الأمن بالملابس الرسمية وغير الرسمية.
أما مكان المؤتمر فقد أحيط بالكامل بعناصر الأمن والبوابات الإليكترونية التي ضبطت على رصد أقل كمية من المعدن، لدرجة أن حشو أسناني البلاتيني تسبب في صفارة تحذير طويلة من البوابة.
ولا يقتصر ذلك على بوابات الدخول إلى مركز المؤتمرات فقط، وإنما يتكرر ذلك بين كل قاعة وأخرى داخل المؤتمر.
ويبدو أن أجهزة الأمن المصرية تعلمت الدرس جيدا من التفجير الأخير الذي وقع في مبنى البرلمان العراقي، والذي تم باستخدام عجائن المتفجرات عالية القدرة التي زرعت في أجهزة حواسب محمولة، فحتى الحواسب كانت تخضع لتفتيش دقيق يشمل تشغيلها وغلقها أكثر من مرة، وأحيانا لنزع بطارياتها للتأكد من خلوها من المتفجرات.
ما زاد الأمور صعوبة هو أن اليوم الأخير للمؤتمر سيشهد زفاف جمال مبارك، نجل الرئيس المصري والرجل القوي في الحزب الحاكم، على خطيبته خديجة الجمال، وهو الحدث الثاني الذي أدى إلى مضاعفة الانتشار الأمني في المدينة.
الفندق الذي سيستضيف جمال مبارك تحول قبل عشرة أيام إلى منطقة أمنية مشددة الحراسة، بينما أخلي ذلك القطاع من الفندق الذي سيقام فيه الحفل تماما حتى من العاملين بالفندق.
ولا يتعدى عدد المدعووين 300 شخص جرى انتقاؤهم بعناية فائقة من بين كبار المسؤولين في الدولة وصفوة رجال الأعمال. بعض هؤلاء حجزوا غرفا بالفندق الفاخر قبل أسبوع من الليلة الموعودة.
ومع تزامن الحدثين ووجود هذا العدد الهائل من الصحفيين الذين يقتلهم الفضول لمشاهدة استعدادات حفل الزفاف، تحولت مهمة الأمن حول الفندق وداخله إلى مهمة لإبعاد المتطفلين أكثر من كونها مهمة لإبعاد أي مخرب قد يسعى لإفساد الحدث

وكان جمال مبارك قد أعلن مؤخرا وبشكل صريح أنه لا ينوي الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية خلفا لوالده الذي يحتفل في نفس يوم الزفاف بعيد ميلاده التاسع والسبعين وسط تساؤلات تدور على نطاق واسع في مصر حول مسألة خلافته بعد فترة حكم فاقت الربع قرن.
وكانت الشائعات قد رجحت أن يكون صعود جمال مبارك السريع داخل الحزب الوطني الحاكم تمهيدا لتوليه الحكم في مصر فيما أسمته قوى المعارضة "خطة التوريث" والتي ولدت حركات معارضة لفكرة التوريث، على رأسها حركة كفاية.
البوابات الإليكترونية ضبطت على رصد أقل كمية من المعدن، لدرجة أن حشو أسناني البلاتيني تسبب في صفارة تحذير طويلة
ودائما ما بدا الأمر بين التيارين كشائعة تصنع حدثا وتفرضه على الرأي العام، ويحدث ذلك عندما تظهر شائعة بين الناس وتصل إلى درجة من القوة والانتشار حتى تصبح حقيقة لا تقبل الشك، وربما ينتهي بها الأمر إلى أن تتحقق.
وبغض النظر عن ذلك الجدل الذي كثيرا ما لا يخرج عن نطاق العاصمة، يعيش المصريون في شرم الشيخ بعيدا عن المضامين السياسية للحدثين، المؤتمر والزفاف.
ويرجح ذلك أولا لأن المصريين في شرم الشيخ أقلية بين مئات الآلاف من السائحين الذين يفدون على المدينة التي صنفت واحدة بين أجمل خمس مدن في العالم
.
وثانيا لأن الحدثين على الرغم من التشديد الأمني أديا نشاط ملحوظ في حركة السياحة في المدينة التي تعتمد بشكل كامل على زوارها باختلاف انتماءاتهم


إبراهيم الجارحي - BBC- شرم الشيخ

No comments: