لا... مهما كان الثمن
بقلم: مجدى الجلاد
كان الشاب صادقاً حين أبدى «خوفه» على مصر.. والتقى خوفه مع قلق كثيرين من المستقبل.. وبالنسبة لى فإن نشرى لكلمات هذا الشاب هنا منذ أيام، كان لأننى أشعر بـ«البرد» فى عز الصيف.. فحين قامت الثورة وضعت كل البيض فى «التحرير».. وظننت وقتها أن هذا الميدان سوف يصنع مجداً مصرياً جديداً.. ومفهوم المجد عندى هو الإنسان.. فليس إنجازاً أن نطيح بـ«مبارك» وأعوانه دون أن نقتلع كل المثالب والسوءات التى تملأ المجتمع..!
لن أتوقف عن نقد الذات.. ولن أملَّ البحث عن ثمار حقيقية للثورة العظيمة.. ولن أهتز من غضب البعض.. ولن يرهبنى هجوم بعض «فلول الإخوان»، ممن يرون فيما حدث منتهى الأمل والمنى.. الأمل فى امتداد سطوتهم على المشهد السياسى.. والمنى فى المزايدة على كل صاحب رأى مخالف.. فإذا كانوا قد دفعوا ثمناً باهظاً لسنوات القمع والاستبداد.. فالكل دفع ثمناً.. والكل دافع عن المضطهدين من جميع الأطياف بمن فيهم «الإخوان».. ولكننا لم ننتفض على استبداد حاكم لتستبد بنا جماعة.. ولم نصرخ ضد «الكبت» لنبلع رأينا وندفن أحلامنا، لأن صوت «الإخوان» هو الأعلى.. ومن عارض النظام السابق بسطوته وجبروته لن يخشى «الإخوان» حتى لو اغتالوه معنوياً..!
أقول هذا لأننى أحد من يتعرضون لهجمة شرسة من «كتائب الإخوان المنظمة».. أقول هذا متحدياً ومتمسكاً بأن ثورة 25 يناير لها أب شرعى واحد هو الشعب المصرى.. أقول هذا لأننا - أنا وأنت - ثائران أكثر من أى إخوانى.. غير أننا - أنا وأنت - نحلم بأن نقطف الثمار سوياً دون استحواذ فئة واحدة أو «جماعة» بعينها.. نحلم بدولة مدنية متقدمة تعلى شأن العلم والمعرفة، وينخرط فيها الجميع بمن فيهم الإخوان المسلمون.. أليس من حقنا أن نعيش فى وطن ينافس البرازيل وماليزيا وكوريا الجنوبية فى الحياة الكريمة.. أم سنكتب على أنفسنا بأيدينا أن نظل فى قاع «الحياة»؟!
لا تشغلوا بالكم بمحاولات اغتيالنا على مواقع «الإخوان» والتيار الدينى.. فقد قال حكيم «ضع دفاتر الهجوم تحت قدميك.. ستجد نفسك تزداد طولاً».. ومن أراد التقدم عليه ألا ينظر إلى الوراء.. أنا مثلك تماماً، أرنو إلى مجتمع أفضل ينفتح على العالم المتحضر.. وأنا مثلك تماماً سأواجه أى تيار أو إرادة تطفئ نور الفكر والمعرفة، وتعود بنا إلى الظلام..
لذا فلابد أن ننظر دائماً إلى المرآة.. فالنظام السابق سقط لأنه هشم المرآة منذ سنوات طويلة.. ومن يريدون الآن «خطف» الثورة لا يؤمنون بنظرية «المرايا».. لا تفعل مثلهم.. واجه نفسك بأخطائك وسلبياتك.. قل لنفسك كل صباح «لابد أن أتغير للأفضل.. فى البيت.. والعمل.. والشارع».. واسأل نفسك كل مساء: «هل بات حلمى قريباً.. هل تصرفت كمواطن صالح ومتحضر.. هل تركت الثورة بصمة فى ذهنى وقلبى؟».. صدقونى لن تنجح الثورة إلا إذا تغيرنا إلى الأفضل..!
شخصياً.. لست ضد الإخوان.. ولكننى ضد «الإرهاب الفكرى المنظم».. ضد المصادرة على الأحلام.. وضد إملاءات الأقلية على الأغلبية لمجرد أن صوت الأقلية منظم وصارخ.. وشخصياً لست من هواة ارتداء «عباءة الضحية».. فبداخلى قوة قادرة على خوض أى معركة.. إنها قوة مصر التى أعرفها جيداً.. مصر التى غرست بذور الحضارة فى العالم، وعلمتنا كيف نقول «لا» مهما كان الثمن..!
مصراوى
No comments:
Post a Comment