إنهم يُغرقون الثورة فى بحر الظلمات
لكى لا ننسى: لولا المليونيات فى ميدان التحرير لما كان كل هذا الحشد من كبار الزوار نزلاء فى «بورتو طرة» الآن، ومن ثم يجب على كل من يعطينا دروسا سطحية فى ضرورة الكف عن الاحتشاد والاصطفاف لتجديد دماء الثورة ــ التى مازال أمامها طريق طويل ــ أن يرشد قليلا فى الثرثرة والسفسطة والكلام الأجوف عن الذهاب إلى البناء.
إن أحدا ليس ضد بناء مصر الخربة بفعل 30 عاما من الفساد، لكن البناء على التربة الهشة المصابة بالنشع، عملية محفوفة بمخاطر السقوط والانهيار.
وإذا كان من حق أى مصرى أن يفتى بعلم أو بغير علم فى مستقبل مصر، فإنه لا يستقيم خلقا أن يعتبر البعض الدعوة إلى مظاهرات مليونية سلمية فى يوم الجمعة تعطيلا لعملية البناء أو تعويقا لعجلة الانتاج، خصوصا أن الفضل فى كل ما تحقق حتى الآن يرجع بعد الله إلى وعى شعب مصر بما تقتضيه مسيرة الثورة، وهو ما أدى إلى تحول مليونيات الجمعة إلى جمعيات عمومية للوقوف على ما تم إنجازه، وما يجب أن ينجز مستقبلا.
وبهذا المنظور تبقى المليونيات عملا شعبيا نبيلا ومحترما، طالما هى فى سياق الدفاع عن الثورة ضد أخطار التفتيت والتذويب والسرقة أيضا.
غير أن هذه المظاهرات الحاشدة، ولكى تحتفظ بنقائها وبهائها، يجب أن تظل قابضة على حزمة الأهداف النبيلة والمبادئ الجامعة لكل أطياف الشعب المصرى حول مطالبه المشروعة، وهو ما تحقق فى المليونية الأخيرة فى ميدان التحرير والتى أسفرت عن تساقط الرءوس الكبيرة فى نظام مبارك.
أما أن تضل الحشود طريقها، وتبدل أهدافها، وتتجه خطأ إلى ميدان العباسية، مخلية ميدان التحرير.. وتعود إلى تضييق عدسة الرؤية بحيث تختزل قضية مصر مجددا فى اختفاء وفاء وكاميليا، ونعود إلى خناقة الامتحانات بالنقاب أو بدونه، فهذا معناه أن الثورة فى خطر محدق.
وأظن أن ألف باء العدل والإنصاف أن الذين أعلنوا رفضهم للمشاركة فى الثورة حين دعاهم الناس إلى المشاركة يوم 25 يناير، بل اعتبروا أنها مظاهرات تهدف إلى الفتنة، باعتبارها خروجا على طاعة ولى الأمر، أظن أنهم لا يحق لهم أن ينقضوا عليها، ويختصروا مطالب الشعب المصرى إلى السيطرة على مسجد هنا وهناك، أو النبش فى ملفات لم نأخذ من ورائها إلا الفرقة والانقسام، والانشغال عن قضايانا الكبرى والرئيسية.
وحتى لا يزايد أحد أو يفتح معسكرات التكفير ويستخرج حفنة من الاتهامات بخذلان الإسلام ومعاداته، فإن حرية أى مصرى فى حياته ومعتقده حق أصيل ومقدس، سواء كاميليا أو وفاء أو أى مواطن آخر..
لكن هذا لن يمنعنا من التحذير من أن العبث فى خريطة الثورة، ونقل التظاهر من ميدان التحرير إلى ميدان العباسية، والاحتشاد أمام مسجد النور، بدلا من عمر مكرم، يعنى أن هناك من يريد إغراق الثورة فى بحر الظلمات
إن أحدا ليس ضد بناء مصر الخربة بفعل 30 عاما من الفساد، لكن البناء على التربة الهشة المصابة بالنشع، عملية محفوفة بمخاطر السقوط والانهيار.
وإذا كان من حق أى مصرى أن يفتى بعلم أو بغير علم فى مستقبل مصر، فإنه لا يستقيم خلقا أن يعتبر البعض الدعوة إلى مظاهرات مليونية سلمية فى يوم الجمعة تعطيلا لعملية البناء أو تعويقا لعجلة الانتاج، خصوصا أن الفضل فى كل ما تحقق حتى الآن يرجع بعد الله إلى وعى شعب مصر بما تقتضيه مسيرة الثورة، وهو ما أدى إلى تحول مليونيات الجمعة إلى جمعيات عمومية للوقوف على ما تم إنجازه، وما يجب أن ينجز مستقبلا.
وبهذا المنظور تبقى المليونيات عملا شعبيا نبيلا ومحترما، طالما هى فى سياق الدفاع عن الثورة ضد أخطار التفتيت والتذويب والسرقة أيضا.
غير أن هذه المظاهرات الحاشدة، ولكى تحتفظ بنقائها وبهائها، يجب أن تظل قابضة على حزمة الأهداف النبيلة والمبادئ الجامعة لكل أطياف الشعب المصرى حول مطالبه المشروعة، وهو ما تحقق فى المليونية الأخيرة فى ميدان التحرير والتى أسفرت عن تساقط الرءوس الكبيرة فى نظام مبارك.
أما أن تضل الحشود طريقها، وتبدل أهدافها، وتتجه خطأ إلى ميدان العباسية، مخلية ميدان التحرير.. وتعود إلى تضييق عدسة الرؤية بحيث تختزل قضية مصر مجددا فى اختفاء وفاء وكاميليا، ونعود إلى خناقة الامتحانات بالنقاب أو بدونه، فهذا معناه أن الثورة فى خطر محدق.
وأظن أن ألف باء العدل والإنصاف أن الذين أعلنوا رفضهم للمشاركة فى الثورة حين دعاهم الناس إلى المشاركة يوم 25 يناير، بل اعتبروا أنها مظاهرات تهدف إلى الفتنة، باعتبارها خروجا على طاعة ولى الأمر، أظن أنهم لا يحق لهم أن ينقضوا عليها، ويختصروا مطالب الشعب المصرى إلى السيطرة على مسجد هنا وهناك، أو النبش فى ملفات لم نأخذ من ورائها إلا الفرقة والانقسام، والانشغال عن قضايانا الكبرى والرئيسية.
وحتى لا يزايد أحد أو يفتح معسكرات التكفير ويستخرج حفنة من الاتهامات بخذلان الإسلام ومعاداته، فإن حرية أى مصرى فى حياته ومعتقده حق أصيل ومقدس، سواء كاميليا أو وفاء أو أى مواطن آخر..
لكن هذا لن يمنعنا من التحذير من أن العبث فى خريطة الثورة، ونقل التظاهر من ميدان التحرير إلى ميدان العباسية، والاحتشاد أمام مسجد النور، بدلا من عمر مكرم، يعنى أن هناك من يريد إغراق الثورة فى بحر الظلمات
بقلم:وائل قنديل - الشروق
No comments:
Post a Comment