على كم مقعد ينافس الإخوان؟
بما أن أكبر رأس فى النظام السابق وأولاده وأركان نظامه قد صاروا محبوسين، فقد وجب علينا أن نركز أكثر على المستقبل.
فى الانتخابات البرلمانية عام 2005 شاركت جماعة الإخوان المسلمين بأقل من 30٪ وحصلت على 88 مقعدا «حوالى 20٪».
وفى انتخابات 2010 شاركت الجماعة بحوالى 130 مقعدا أى أقل من 30٪ ولم تحصل على أى مقعد بسبب التزوير وانسحبت فى جولة الإعادة.
ثورة 25 يناير أسقطت حسنى مبارك وتواصل إسقاط بقية نظامه، وبعدها أعلنت الجماعة على لسان د. عصام العريان فى 12 مارس أنها لن تنافس على أكثر من 30٪ من المقاعد وستترك البقية للأحزاب الأخرى. وفى 7 أبريل الماضى أعلن النائب الإخوانى السابق محسن راضى أن الجماعة تدرس المنافسة على 49٪ من المقاعد بهدف الفوز بنسبة تتراوح بين 35 إلى 40٪. ويوم الأربعاء الماضى أعلن مرشد الجماعة محمد بديع أنه «إذا قررنا ان نحصل على 75٪ من مقاعد مجلس الشعب فسوف نحصل عليها».
قبل الثورة كان مفهوما أن الجماعة مضطرة لعدم المنافسة على أكثر من خمس أو ربع المقاعد، لأن النسبة كانت تفرض فرضا من الأمن، وتتم أحيانا عبر صفقات غير مكتوبة، وتجاوزها كان يعنى تعرض الجماعة لعمليات تنكيل كبيرة.
بعد الثورة فإن الجماعة وحينما بادرت بأنها لن تنافس على أقل من ثلث المقاعد، فإن ذوى النوايا الطيبة فهموا الإعلان باعتباره رسالة إلى بقية المصريين والعالم مفادها أن الإخوان لا يريدون السيطرة أو احتكار الحكم.
لكن هذه الرسالة بدأت تتعرض للتآكل، فى كل مرة يرفع فيها قيادى بالجماعة نسبة المشاركة فى المنافسة، وبدأ كثيرون يفكرون أن كل هذه الرسائل «فشنك» وتبعث برسالة مغايرة تقول «نحن الأقوى ولا أحد غيرنا فى الساحة».
أرجو ألا يعتبر الإخوان هذه السطور هجوما عليهم، بل دعوة مخلصة الى أن تكون رسائلهم واضحة. فعندما تقول الجماعة انها ستنافس على 30٪ ثم ترفعها إلى 49٪ وتلمح إلى رفعها إلى 75٪ فى أقل من شهر فالنتيجة هى زيادة قلق بقية المجتمع.
الأصل فى الانتخابات هو المنافسة، والطبيعى أن يترشح الإخوان فى كل الدوائر للحصول على الأغلبية، وغير ذلك يشبه بالضبط تعمد فريق لكرة القدم الهزيمة أمام منافسه بحجة أن هذا المنافس ضعيف ويحتاج لنقاط المباراة حتى لا يهبط للدرجة الثانية.
نريد من الإخوان نزول الملعب فى مباراة شريفة ومفتوحة ومرحبا بهم إذا حصلوا على الأغلبية بطريقة ديمقراطية، سنرحب بهم. فى الحكم باعتبارهم حزبا سياسيا يصيب ويخطئ وليست جماعة دينية تتلقى تعاليمها من السماء.
ما ينطبق على الانتخابات البرلمانية قد ينطبق على الانتخابات الرئاسية، خصوصا أن الجماعة أعلنت بوضوح أكثر من مرة أنها لن تقدم مرشحا للرئاسة، لكن مراقبين لا يستبعدون تقدم مرشح ــ حتى ولو بشكل غير رسمى ــ بهدف قياس رد فعل الشعب تمهيدا للتقدم بمرشح رسمى فى الانتخابات التالية.
تُحسن الجماعة صنعا إذا حرصت على أن يكون ظاهرها مثل باطنها، وأن يكون شعارها فعلا هو «مشاركة لا مغالبة» وأن يتوقف بعض رموزها عن «اللغة الفوقية» التى بدأت تظهر مؤخرا.
نتمنى أن يكون هناك تنسيق بين قوى الثورة، أو يكون التنافس شريفا ومفتوحا ومن دون نسب أو «منٍّ أو أذى».
فى الانتخابات البرلمانية عام 2005 شاركت جماعة الإخوان المسلمين بأقل من 30٪ وحصلت على 88 مقعدا «حوالى 20٪».
وفى انتخابات 2010 شاركت الجماعة بحوالى 130 مقعدا أى أقل من 30٪ ولم تحصل على أى مقعد بسبب التزوير وانسحبت فى جولة الإعادة.
ثورة 25 يناير أسقطت حسنى مبارك وتواصل إسقاط بقية نظامه، وبعدها أعلنت الجماعة على لسان د. عصام العريان فى 12 مارس أنها لن تنافس على أكثر من 30٪ من المقاعد وستترك البقية للأحزاب الأخرى. وفى 7 أبريل الماضى أعلن النائب الإخوانى السابق محسن راضى أن الجماعة تدرس المنافسة على 49٪ من المقاعد بهدف الفوز بنسبة تتراوح بين 35 إلى 40٪. ويوم الأربعاء الماضى أعلن مرشد الجماعة محمد بديع أنه «إذا قررنا ان نحصل على 75٪ من مقاعد مجلس الشعب فسوف نحصل عليها».
قبل الثورة كان مفهوما أن الجماعة مضطرة لعدم المنافسة على أكثر من خمس أو ربع المقاعد، لأن النسبة كانت تفرض فرضا من الأمن، وتتم أحيانا عبر صفقات غير مكتوبة، وتجاوزها كان يعنى تعرض الجماعة لعمليات تنكيل كبيرة.
بعد الثورة فإن الجماعة وحينما بادرت بأنها لن تنافس على أقل من ثلث المقاعد، فإن ذوى النوايا الطيبة فهموا الإعلان باعتباره رسالة إلى بقية المصريين والعالم مفادها أن الإخوان لا يريدون السيطرة أو احتكار الحكم.
لكن هذه الرسالة بدأت تتعرض للتآكل، فى كل مرة يرفع فيها قيادى بالجماعة نسبة المشاركة فى المنافسة، وبدأ كثيرون يفكرون أن كل هذه الرسائل «فشنك» وتبعث برسالة مغايرة تقول «نحن الأقوى ولا أحد غيرنا فى الساحة».
أرجو ألا يعتبر الإخوان هذه السطور هجوما عليهم، بل دعوة مخلصة الى أن تكون رسائلهم واضحة. فعندما تقول الجماعة انها ستنافس على 30٪ ثم ترفعها إلى 49٪ وتلمح إلى رفعها إلى 75٪ فى أقل من شهر فالنتيجة هى زيادة قلق بقية المجتمع.
الأصل فى الانتخابات هو المنافسة، والطبيعى أن يترشح الإخوان فى كل الدوائر للحصول على الأغلبية، وغير ذلك يشبه بالضبط تعمد فريق لكرة القدم الهزيمة أمام منافسه بحجة أن هذا المنافس ضعيف ويحتاج لنقاط المباراة حتى لا يهبط للدرجة الثانية.
نريد من الإخوان نزول الملعب فى مباراة شريفة ومفتوحة ومرحبا بهم إذا حصلوا على الأغلبية بطريقة ديمقراطية، سنرحب بهم. فى الحكم باعتبارهم حزبا سياسيا يصيب ويخطئ وليست جماعة دينية تتلقى تعاليمها من السماء.
ما ينطبق على الانتخابات البرلمانية قد ينطبق على الانتخابات الرئاسية، خصوصا أن الجماعة أعلنت بوضوح أكثر من مرة أنها لن تقدم مرشحا للرئاسة، لكن مراقبين لا يستبعدون تقدم مرشح ــ حتى ولو بشكل غير رسمى ــ بهدف قياس رد فعل الشعب تمهيدا للتقدم بمرشح رسمى فى الانتخابات التالية.
تُحسن الجماعة صنعا إذا حرصت على أن يكون ظاهرها مثل باطنها، وأن يكون شعارها فعلا هو «مشاركة لا مغالبة» وأن يتوقف بعض رموزها عن «اللغة الفوقية» التى بدأت تظهر مؤخرا.
نتمنى أن يكون هناك تنسيق بين قوى الثورة، أو يكون التنافس شريفا ومفتوحا ومن دون نسب أو «منٍّ أو أذى».
بقلم:
عماد الدين حسين - الشروق
No comments:
Post a Comment