Sunday, April 03, 2011

حضرات فلاسفة السياسات.. داروا عوراتكم

والفلاسفة الذين أقصدهم هنا هم فلاسفة لجنة السياسات من خدم الزعيم الواعد المتوعد السابق لعصره، صاحب الفكر المستقبلى الراديكالى الليبرالى العولمى جمال مبارك (مطلوب للعدالة)، وأذكر منهم: أحمد نظيف (مطلوب أيضا)، وأحمد عز (مسجون) وصفوت الشريف وسرور وعزمى ومفيد شهاب، وجرانة والمغربى وأنس الفقى (مسجونون) وأحمد شفيق وعلى الدين هلال ومصطفى علوى وواحد اسمه محمد كمال وصفى الدين خربوش وعبداللطيف المناوى ومجدى الدقاق ومحمد أبوالعينين وأسامة سرايا ومحمد على وممتاز القط وكرم جبر وعبدالله كمال، ونبيل لوقا بباوى وأمين أباظة وزكى بدر وعبدالسلام المحجوب وحمدى زقزوق وفاروق حسنى وأحمد درويش وعثمان محمد عثمان وثروت باسيلى ومحمد عبدالسلام، وعلى رأس هؤلاء جميعا السيد عمر سليمان (نائب الوقت الضائع) وغيرهم كثير٠

لقد أخذ هؤلاء النفر على عاتقهم مهمتين اثنتين لا ثالثة لهما، الأولى تمهيد الأرض أمام سى جمال مبارك الوريث اللص، والثانية ربط مصر بالعالم المتحضر (ربما يكونون قد فهموا الربط هنا خطأ) المهم راح البنك والصندوق الدوليان يفرضان أجندتيهما فى الخصخصة وتحرير الاقتصاد المصرى وتعويم الجنيه ورفع الدعم فراحوا يذرفون الدموع على الفقراء ويؤكدون أنهم سيدافعون عن مصالحهم بكل قوتهم طالما أن «بلدنا بتتأدم بينا وعلشان مستقبل ولادنا» ولكن ما باليد حيلة، هذه هى ضرورات العولمة والتحضر وتدفق المعونات، وفى الطريق إلى العولمة بيعت الأصول ومصانع الشعب وبيعت أراضى الأجيال القادمة وتكدست ثروات الوزراء والأصهار والألاضيش، القليل منها بالحق، أما الأكثرية الغالبة فبالسرقة والغش والتدليس وغياب الحساب والضمير، وتدهورت حياة الشعب وأصبحت رواتب العاملين مجرد بقاشيش وفُصل العمال من أعمالهم وألقى الفقراء على قارعة الطريق٠

كانت هذه ضرورات العولمة الاقتصادية، ولكن عندما دعت بعض الدول والمؤسسات إلى الإصلاح السياسى والديمقراطية راح هؤلاء جميعا يؤكدون أن الشعب المصرى من الشعوب قليلة الحظ من الثقافة والسلوك الديمقراطى، ويعللون ذلك بثقافتهم التاريخية المضروبة بالدولة المركزية والثقافة النهرية ونمط الإنتاج الشرقى وامتداد عهود الملك الإله، ومن هنا فقد كانوا يمدون الطوارئ عاما بعد عام، ويوافقون ويبررون التنكيل بالخصوم السياسيين والتضييق على الأحزاب الشرعية ومنع قيام الأحزاب الجديدة ويشرفون على خطط تزوير الانتخابات واستخدام البلطجية والأمن والرشوة وإغماض الأعين عن ممارسات رئيس العصابة السابق العادلى فى التنكيل بالمواطنين وتعذيبهم وقتلهم وإلقاء جثثهم فى الشوارع، كل هذا كان يتم وهم لا ينفكون يبررون ويدافعون عن كل تلك الممارسات المنحطة فى مقالاتهم وخطبهم وبرامج الفضائيات التى يرتبها أمن الدولة٠

أقول هذا كله بمناسبة يوم الاستفتاء المجيد، (١٩ مارس)، حيث خرج الناس بأعداد هائلة تساوى ثلاثة أضعاف أكبر انتخابات حشدوا لها بلطجيتهم، الناس تقف طوابير طويلة تمتد أكثر من كيلومتر هادئين مبتسمين متفائلين، تدور مناقشاتهم بود واحترام، وحساسية، وضباط الشرطة يحرسون الجميع بكل الاحترام الواجب، وقضاة فى غاية الروعة يتبادلون مع الناس عبارات الأمل والتفاؤل، لا بلطجة ولا رشاوى ولا كنتاكى ولا ورقة بخمسين أو مائة جنيه ولا بطاقة دوّارة ولا رجل أعمال يخرج عماله بعد أن يتوعدهم ولا تقفيل صناديق ولا تسويد بطاقات ولا إرهاب لناخب أو مراقب، ولا ضجيج ولا عجيج حول مراقبة الانتخابات فاللجان مفتوحة على مصاريعها لمن يرغب، عرس رائع للديمقراطية التى وقفتم بسفالتكم وأغراضكم الدنيئة فى مواجهتها حماية لعصابتكم وممارساتكم الحرام، تلك الديمقراطية التى عبر عنها شبابنا الرائع بقولهم بعد أن وضعوا الحبر الفسفورى على أصابعهم: «كان الختم على أقفيتنا والآن أصبح على أصابعنا»٠، يافلاسفة السياسات داروا عوراتكم فإنها لا تزال مكشوفة.

د. كمال مغيث - المصرى اليوم

Kmougheeth@yahoo.com


No comments: