Sunday, April 17, 2011

الثورة المصرية بعيون بناتها.. بين الخوف من القادم والتفاؤل به


لم تنشأ الثورة المصرية من فراغ، بل كانت نتاج عمل مضن قام به لسنوات ناشطون من الرجال والنساء.

ومن هؤلاء اختار موقع البي بي سي العربية خمسة نماذج لسيدات وفتيات تتنوع مشاربهن السياسية والفكرية، ولكنهن تجمعن في التحرير.

داليا زيادة


وأول هذه النماذج كانت داليا زيادة الناشطة الشابة والتي تقول عن أحداث الثورة وذكرياتها، لم أدرك أني جزء من شيء أكبر إلا عندما نزلت إلى ميدان التحرير بالقاهرة ووقفت إلى جانب امرأة فقيرة وأمية وكلانا تطالبان بشيء واحد ألا وهو زوال النظام.

تقول داليا: "سألت تلك المرأة عن السبب الذي دفعها للمجيء إلى الميدان، فأجابت "من أجل التغيير"، عندها عرفت أن الثورة قد انطلقت."

ولكن، وفي دلالة على خيبة الأمل التي بدأت تعتمل في نفوس الكثيرين ممن شاركوا في الثورة، تضيف: "أثناء الثورة، لم يكن مهما إن كنت رجلا أم امرأة أو شابا أم كهلا، الأمر الوحيد الذي كان يهم أن تكون مصريا. أما الآن، فقد عدنا إلى ما كنا عليه، أنت رجل وأنا امرأة. يقولون لنا إنه لا ينبغي أن نختلط أو أن نناقش الأمور كما كنا نناقشها أيام الثورة."

وتختم بالقول: "إنه أمر مخيب للآمال فعلا ومثير للخوف."


زهراء الشاطر


كانت زهراء، وهي بنت القيادي الإخواني البارز خيرت الشاطر، وهي مديرة مدرسة وأم لثلاثة أطفال، قد شهدت لتوها اعتقال زوجها ووالدها - وكانا عضوين في تنظيم الإخوان المسلمين - في مداهمة نفذتها أثناء الليل قوات الأمن المصرية.

إلا أنها كانت مصممة على عمل كل ما في وسعها لإطلاق سراحهما بالطلب بإلحاح من الحكومة وعن طريق وسائل الإعلام.

والآن، وبعد أن أطلق سراح الرجلين، بدأت زهراء بتركيز جهودها على التعليم، إذ تقول: "إن أعظم ما في هذه الثورة أنها أعادت لأطفال مصر الأمل والحرية."

وتقول إنها "تشجع الأطفال على التفكير بطريقة مختلفة، والإيمان بقيم مختلفة. إن هذا أمر مهم."


منى مينا

منى مينا طبيبة قبطية تتزعم منظمة يطلق عليها اسم "أطباء بلا حقوق."

قضت منى سنوات من عمرها وهي تكافح من أجل تحسين أوضاع الأطباء المصريين المعاشية والوظيفية، ولكن القمع والفساد الذي اتسم بهما حكم الرئيس المخلوع مبارك جعل كفاحها عقيما.

أما الآن، فإن منى قررت الإمساك بالفرصة التي أتاحتها الثورة لتحقيق ما كانت تصبو إليه.

شاركت منى في التظاهرات والاعتصامات في ميدان التحرير، ولكنها تخشى الآن من أن تسرق الثورة، وأن النظام القديم قد يعود بثياب جديدة.

تقول منى: "بدأ الشعور بالتحرير، ولكنه لم يكتمل بعد. إنها الخطوة الأولى في طريق طويل، ومازال ينبغي تحقيق المزيد من الأمور قبل أن نتحرر بحق."

إلا أنها تؤكد أنها وزملاؤها من محتجي ميدان التحرير "سيضحون بدمائهم من أجل إدامة الثورة."


جميلة إسماعيل

كانت جميلة إسماعيل يوما ما مذيعة تلفزيونية محبوبة، إلى أن قررت هي وزوجها النائب أيمن نور تحدي الرئيس المخلوع مبارك.

فقد رشح أيمن نور نفسه في الانتخابات الرئاسية وخسر، وجرده النظام بعدها من حصانته البرلمانية وأودعه السجن.

كما جمد النظام حسابات الزوجين المصرفية، وطردت جميلة من وظيفتها وتعرضت لسنوات من الملاحقة أثناء محاولتها إقناع السلطات بإطلاق سراحه.

وتشعر جميلة بالفخر لما حققه المصريون، وتقارن الثورة المصرية بسقوط جدار برلين.

"صنعنا الثورة بأنفسنا، ولسنا مدينين لأحد. وللمرة الأولى هذه بلدنا وليست بلدهم ( في إشارة إلى مبارك وحاشيته)."

وتقول جميلة: "أشعر شعورا مختلفا وأنا أمشي في شوارع بلدي الآن، أشعر وللمرة الأولى أن الشارع شارعي وأن الحي حيي وأن البلد بلدي."

وقد قررت جميلة ترشيح نفسها في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من العام الجاري.

عائشة عبدالعزيز

عائشة مزارعة من منطقة الدلتا، وهي ايضا ناشطة نقابية.

في بيتها، تجلس عائشة غير المتزوجة على رأس المائدة، فهي تختلف في ذلك عن معظم النسوة الريفيات.

في عام 2008، قادت عائشة إضرابا للمطالبة بمساواة عاملات معامل التبغ بزملائهن من الرجال في المرتبات، وفازت في تلك المعركة.

إلا أنها خسرت في السنة الماضية محاولتها للفوز بمقعد في البرلمان في الانتخابات المزورة التي جرت في مصر.

ولكنها مصممة على الترشح ثانية في الانتخابات المقبلة، وإن فازت أو خسرت تقول إنها مصممة على مواصلة الكفاح من أجل تحسين المدارس والمستشفيات والطرق في منطقتها.

وتقول: "أنا امرأة، ولكن حمدا لله اعرف حقوقي."

إلا أنها لا تعتقد بأن مصر ستحكمها امرأة في يوم من الأيام، إذ تقول: "لا لا لا، هذه ليست قضية بالنسبة لي، فمصر صعبة وتحتاج إلى رجل ليدير شؤونها."


BBC

No comments: