البرادعي: نزولي للشارع سيأتي بعد معرفة نظام الانتخابات
قال الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ''بداية تفكيري في الاتجاه للعمل السياسي جاءت بعد خروجي من الوكالة الذرية، ومطالبات الشباب والقوى السياسية لي بالمشاركة في الحياة السياسية''.
وأضاف البرادعي – خلال لقاء له على إذاعة نجوم إف إم اليوم الأربعاء – أنه بدأ يفكر في إنهاء عمله العام بأداء واجبه نحو بلده، خاصة بعد أن شاهد حجم التراجع الذي كانت عليه مصر بالمقارنة بباقي الدول.
وتابع البرادعي ''في البداية لم اتوقع أن محاولاتي نحو التغير لن تزعج احد، خاصة وأني اتحدث عن بعض المبادئ العامة كالعدالة الاجتماعية والنهوض بالتعليم والرغبة في التغير وحق التظاهر السلمي''، ملفتاً إلى أنه اكتشف أنه يتعامل مع نظام قمعي أرب إلى العصابة، على حد وصفه.
وزاد '' وجدت نفسي في السنة الماضية وقد تحولت إلى عنصر مشع يتضرر كل من يقترب مني''، ضارباً مثالاً بالمخرج أحمد ماهر الذي تم تهديده بعدم إذاعة أي أفلام له بعد الزيارة التي قام بها له (البرادعي)، وكذلك الفنان محمد منير الذي مُنع من الغناء على تليفزيون الدولة ومنعت أغانيه من أن تذاع لمجرد أنه (البرادعي) ابدى اعجابه بأغانيه، فضلاً عن تعرض بعض الشباب لحملات من الاعتقالات بسبب ارتباطهم به، مثل شادي الغزالي حرب.
وقال الدكتور محمد البرادعي، المرشح لمحتمل لرئاسة الجمهورية، أنه كان من الواضح ''أن أجهزة ألمن تتعقبني لأني قلت كلمة السر (التغيير)''.
وحول مطالبات الشباب للبرادعي للنزول للشارع للاحتكاك بالمواطنين، أشار المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لثلاث دورات متتالية إلى أنه بالطبع سينزل، لكنه لايريد النزول لمجرد ترديد الشعارات، إنما النزول للوقوف على آليات تنفيذ وسبل حل لمشكلات المواطن البسيط، من خلال مجموعة من الأرقام والحلول.
وأوضح البرادعي أنه يعكف هو ومجموعة من الخبراء لوضع برنامجه الانتخابي والوقوف على أغلب المشاكل العامة، وتبادل الافكار فإيجاد الحلول والوصول لبرنامج ''ينهض بمصر وليس بمحمد البرادعي''.
وأشار البرادعي إلى أن قرار النزول للشارع يجب أن يسبقه معرفة النظام الذي ستجرى وفقه الانتخابات الرئاسية (رئاسي أم برلماني)، ووضع المعالم الأولية للدستور الجديد، مشدداً على أن مايشغل باله الآن ليس البرنامج الانتخابي بل الوضع الأمني في مصر، ومستقبل المؤسسات المصرية، فضلاً عن الضبابية التي تتسم بها الحياة السياسية في مصر.
وقال الدكتور محمد البرادعي - الحاصل على جائزة نوبل للسلام في 2005 مناصفة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية – إن '' الفساد الفكري الذي أحدثه النظام السابق أسوء بكثير من الفساد الاقتصادي والسياسي''.
وفي رده على ما يقال أنه قضى جل عمره بالخارج وأنه ليس على دراية كافية بالمشاكل المصرية، قال البرادعي ''أنا ماجتشي ببارشوت على مصر''، موضحاً أنه ولد بأم الدنيا وقضى سنوات تعليمه بها، إضافة إلى تقلده بعض المناصب السياسية، حيث عمل كمساعد لوزير الخارجية.
وأوضح البرادعي أنه لا توجد خصوصية للفقر والعشوائيات، ملفتاً إلى أنه اكتسب خبرات من النهضة الأوربية بجانب خبرته المحلية الأمر الذي سيؤهله على النهوض بالبلد (مصر)، وقال ''إدارة الثورة أصعب من تفجيرها''.
وانكر البرادعي بشدة مايقال أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقدمت بتقارير بشأن وجود أسلحة نووية بالعراق، وقال ''إنه تقدم بتقرير لمجلس الأمن يفيد بعدم وجود أسلحة نووية بالعراق''، موضحاً انه وفقاً لهذا التقرير فإن قرار الولايات المتحدة وبريطانيا يعد مخالف للقانون الدولي''.
وأكد البرادعي، ما يشاع عن هذا الموضوع كلها ادعاءات ساقها النظام السابق ''نزلاء بورتو طرة''، وبعض الصحفيين المطرودين الآن من الجرائد''، على حد قوله.
وعن قداس عيد القيامة الأخير الاستقبال الذي حظي به من جانب الكنيسة، وجلوسه في الصف الأمامي، على عكس ماجرى معه العام الماضي، أكد الدكتور محمد البرادعي – حامل قلادة النيل - أنه ''تقدم بطلب العام الماضي إلى الكنيسة لحضور القداس، واستقبلته الكنيسة وقتها بفزع''، مشيراً إلى أن الكنيسة لايمكنها رفض طلبه لأنه حامل لقلادة النيل، إلا أنه تم تخصيص مقعداً له على أطراف الصف الأول.
وذكر البرادعي أنه تم استغلال حديثه (البرادعي) مع السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي خلال قداس العام الماضي حتى يتم تصوير الأمر على أني عميلاً أمريكياً. وقال البرادعي ''هذا العام ذهبت للكنيسة في عصر النور أما العام الماضي فكان عصر الظلمات''.
وبشأن علاقة مصر بإسرائيل، أكد الدكتور محمد البرادعي أن موقفه معروف وواضح منذ أن امتنع عن التعامل مع شبكة ''سي إن إن'' بعد أن رفضت الإعلان عن طلب المساعدات لغزة، مشيراً على أنه يجب عمل منطقة حرة في رفح لمساعدة أهالي غزة وتوفير احتياجاتهم الأساسية من غذاء وملبس ومشرب، ولتكفير الدور الذي مارسه النظام السابق في منع الطعام عن أهل غزة.
وشخص الدكتور محمد البرادعي مشكلة فلسطين بعدم وجود توازن في القوة بين إسرائيل والعرب من أجل الحوار، وقال إن ''العالم العربي كله منبطح''.
وأكد على أنه لابد من إعادة النظر في اتفاقية تصدر الغاز المصري لإسرائيل، على اعتبار أنها نموذجاً لإهدار موارد الطاقة المصرية، مشيراً على أن هذه الاتفاقية تمثل انعكاساً قوياً للتشوه الذي اتسم به النظام السابق في إدارة شؤون البلاد.
وقال البرادعي إنه ''لايوجد في اتفاقية كامب ديفيد للسلام مايلزم مصر على تصدير الغاز لإسرائيل''، ملفتاً إلى أن كامب ديفيد تشترط سلاماً غير ذلك النوع الذي نحن فيه الآن''.
وأشار البرادعي إلى أنه يجب تفعيل دور جامعة الدول العربية، لضمان حل المشاكل العربية في إطار دول الجوار بعيداً عن التدخل الدولي ''الفاقد للمصداقية''، مشيراً إلى أنه لابد من مد جسور التعاون هذه الدول من بينها تركيا وماليزيا وإيران التي انقطعت العلاقة معها منذ 40 عاماً. وانتقد البرادعي الموقف المصري تجاه ماجرى ويجري في السودان.
وحول ملف مياه النيل، قال البرادعي ''إننا نحصد إهمالنا لأفريقيا''، مشيراً إلى أنه برغم فوز الرئيس السابق حسني مبارك بجائزة نهرو الهندية، إلا أنه ظل طيلة 19 عاماً لا يزورها، وتكرر ذلك أثناء فوز مانديلا حيث لم يذهب لتهنئته، وأضاف أنه ''يمكن حل كل هذه المشاكل في حالة استعادة العلاقات الطيبة معها، وفتح معابر التعاون المشترك مع هذه الدول، وتفعيل عدد من الحلول السياسية والاقتصادية معها''.
وستنكر الدكتور محمد البرادعي غياب العنصر الحكومي عن الوفد الشعبي الي سافر إلى أوغندا.
وأكد البرادعي ان المرحلة الحالية التي تمر بها مصر هي أخطر مراحل التحول الديمقراطي كونها فترة انتقالية، سيتحدد عليها مستقبل مصر خلال 50 عاماً قادمة. وانتقد قانون الأحزاب الجديد والعبء المالي الذي وضع لإنشاء الأحزاب، والذي يعطي فرصة لفلول النظام السابق والجماعات المنظمة من بينها جماعة الإخوان المسلمين الفرصة منفردة لتكوين الأحزاب، على حد قوله.
ودعا البرادعي المجلس العسكري إلى عدم التسرع في عبور الفترة الانتقالية، لتوفير المناخ الصحي لتحول من النظام القمعي إلى الديمقراطي، وذلك عن طريق انشاء مجلس رئاسي مدني لمدة 6 أشهر، ثم العمل على وضع دستور جديد للبلاد وبالتالي البدء في خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وحول رأيه في ترشيح دكتور مصطفي الفقي لمنصب الامين العام لجامعة الدول العربية، قال البرادعي أنه شخص يملك مقومات التعامل مع العرب بالوضع الحالي، وبعض النظر عن خلفيته السياسية فلا يجب اقصاء أي طرف من الحياة السياسية، وفقاً لقوله.
وفيما يتعلق بالحرص الزائد من جانب وسائل الاعلام علي إرضاء ائتلافات الثورة، انتقد البرادعي خوف وسائل الإعلام من خوض صرعات مع هؤلاء الشباب، وقال '' الشعب غير قادر حتى الآن على إدارة الحرية بعيداً عن الفوضى، ويجب على الشباب التأكد في النهاية أنه يجب أن تكون لهم مرجعية نحو الأكثر خبرة''، مشيراً على أن المجلس العسكري يجب عليه التعامل باستمرار مع الشباب بعيداً عن الكبار.
وعن الطريق الذي سيسلكه في حال عدم فوزه في انتخابات الرئاسة المقبلة، قال الدكتور محمد البرادعي في ختام حديثه مع إذاعة ''نجوم إف إم'' إن سيتفرغ لحياته الشخصية بجانب الاستمرار في استكمال طريقه نحو ''التغيير''.
No comments:
Post a Comment