Friday, April 22, 2011

شهود: القوات السورية تطلق النار على محتجين وأنباء عن مقتل 25


عمان (رويترز) - قال شهود ان قوات الامن السورية أطلقت النيران خلال احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في انحاء متفرقة من البلاد يوم الجمعة وذكر نشطاء أن 25 شخصا على الاقل لقوا حتفهم فيها.

ونزل عشرات الالاف من السوريين للشوارع في مستهل الاسبوع السادس من الاحتجاجات المطالبة بانهاء حكم الرئيس بشار الاسد المستمر منذ 11 عاما. وهتف المتظاهرون بشعارت تطالب بانهاء النظام مما يشير الى تصاعد مستمر في سقف المطالب التي تركزت في البداية على الاصلاحات وقدر اكبر من الحريات.

ومن بين الهتافات الاخرى التي ترددت في المسيرات التي انطلقت بعد صلاة الجمعة "الله.. حرية.. سوريا وبس ..الله اكبر".

واجتاحت الاحتجاجات البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 20 مليون نسمة من بلدة بانياس المطلة على البحر المتوسط في الغرب الى بلدتي دير الزور والقامشلي في الشرق. وفي دمشق أطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 2000 محتج في حي الميدان.

وتقول جماعات حقوقية ان اكثر من 220 شخصا قتلوا منذ انطلقت في جنوب سوريا الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في 18 من مارس اذار بينهم 21 محتجا قتلوا هذا الاسبوع في مدينة حمص بوسط البلاد.

وقال نشطاء في مجال حقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 25 شخصا على الاقل من المحتجين المؤيدين للديمقراطية يوم الجمعة.

وقالت منظمتان حقوقيتان سوريتان تحصران عدد القتلى المدنيين لرويترز ان القتلى سقطوا في ضواحي ومدن تحيط بدمشق وفي حمص بوسط البلاد وفي مدينة درعا الجنوبية.

وجاءت الاحتجاجات رغم توقيع الاسد أمس الخميس مرسوما يقضي برفع حالة الطوارئ التي فرضها حزب البعث عندما تولى السلطة قبل 48 عاما في خطوة يراها البعض رمزية اذ لاتزال هناك قوانين اخرى تمنح قوات الامن صلاحيات واسعة.

ومثلما حدث في ثورتي تونس ومصر اللتين أطاحتا برئيسيهما يحتج المتظاهرون السوريون على غياب الحريات وعلى حصانة قوات الامن والفساد الذي أثرى النخبة السورية في حين يعيش واحد من كل ثلاثة سوريين تحت خط الفقر.

وفي أول بيان مشترك منذ تفجر الاحتجاجات طالب يوم الجمعة نشطاء سوريون ينسقون الاحتجاجات الحاشدة بوقف احتكار حزب البعث للسلطة وارساء نظام سياسي ديمقراطي.

وطالب البيان المشترك الذي حصلت رويترز على نسخة منه بالافراج عن كل سجناء الضمير وبتفكيك الجهاز الامني الحالي واستبداله باخر ذي اختصاصات قانونية محددة ويعمل وفقا للقانون.

ويتمتع الاسد (45 عاما) الذي تدعمه عائلته وجهاز أمني مهيمن بسلطة مطلقة في سوريا.

وفي مدينة حماة التي سحق فيها الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد انتفاضة اسلامية مسلحة قبل قرابة 30 عاما قال شاهد ان قوات الامن فتحت النيران لمنع محتجين من الوصول الى مقر حزب البعث الحاكم.

وقال الشاهد "تمكنا من رؤية اثنين من القناصة على المبنى. لم يكن مع أحد منا أي سلاح .هناك ضحايا.. ربما قتيلان."

وقال شهود ان قوات الامن أطلقت النيران كذلك على متظاهرين في حي برزة وحي دوما في دمشق وفي حمص بوسط البلاد وعلى محتجين كانوا متجهين الى مدينة درعا التي انطلقت الانتفاضة السورية منها قبل خمسة اسابيع.

وقبل صلاة الجمعة التي تنطلق بعدها عادة مظاهرات ضخمة انتشرت قوات الجيش في حمص وأقامت الشرطة حواجز في أنحاء دمشق لمنع امتداد الاحتجاجات من الضواحي فيما يبدو.

وبعد انتهاء الصلاة في درعا أخذ الالاف يرددون هتافات مناهضة للاسد تطالب برحيله.

وقال جوشوا لانديس وهو خبير في الشؤون السورية في جامعة أوكلاهوما ان الحكومة السورية "رسمت خطا في الرمال" بعد أن قدمت تنازلات وان الاسد يعتقد أنه "لم يعد هناك سبب يدعو الى التظاهر."

ومضى يقول "تعهد منظمو الثورة بالخروج بأعداد أكبر من أي وقت مضى... وهم مصممون على الاطاحة بالنظام ويدركون أن هذه فرصتهم."

وأضاف "يوم الجمعة سيكون يوم حساب."

وقال جو ستورك نائب مدير المنظمة للشرق الاوسط "الاصلاحات لن يكون لها مغزى الا اذا كفت أجهزة الامن السورية عن اطلاق النار على المحتجين واحتجازهم وتعذيبهم."

وجاءت خطوة الغاء حالة الطوارئ بعد نمط صار معتادا منذ بدء الاضطرابات قبل شهر وهو التعهد باجراء اصلاحات قبل يوم الجمعة الذي تكون فيه المظاهرات في أقوى حالاتها والتي تعقبها حملة من الاجراءات الامنية الصارمة.

وأنحت السلطات السورية باللائمة على جماعات مسلحة ومتسللين ومنظمات سنية متشددة في اثارة العنف خلال المظاهرات باطلاق النار على مدنيين وعلى قوات أمن.

ولم تستخدم معظم الدول الغربية والعربية لهجة حادة في انتقاد الحملة الامنية التي سقط فيها قتلى في سوريا خوفا من زعزعة استقرار البلاد التي تلعب دورا استراتيجيا في كثير من الصراعات بالشرق الاوسط.

وسوريا في حالة حرب مع اسرائيل من الناحية النظرية لكنها ابقت على هدوء جبهة الجولان المحتلة منذ وقف لاطلاق النار في عام 1974 . كما أن لسوريا حدودا طويلة مع العراق وهي تساند حركة حماس الفلسطينية وجماعة حزب الله في لبنان والتي تؤيدها ايران أيضا.

(شارك في التغطية سليمان الخالدي من عمان)

من خالد يعقوب عويس


Photo


No comments: