الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية تجتاح سوريا ومقتل 22
عمان (رويترز) - تفجرت احتجاجات في أنحاء سوريا ضد حكم الرئيس السوري بشار
الاسد يوم الجمعة وقالت مصادر ان 22 شخصا قتلوا في مدينة درعا الجنوبية مهد
الاضطرابات التي تهدد حكمه المستمر منذ 11 عاما.
وقال ناشطون ان الاف الاكراد تظاهروا في شرق سوريا مطالبين بالاصلاح على الرغم من
عرض الرئيس هذا الاسبوع تخفيف القواعد التي تحرم العديد من الاكراد من الجنسية
السورية.
واجتاحت الاحتجاجات سوريا التي يبلغ عدد سكانها 20 مليونا حيث دخلت الاحتجاجات
اسبوعها الرابع في تحد للحملة الصارمة التي تشنها قوات الامن السورية والقائمة المتزايدة
للتعهدات بالاصلاح.
وردد المحتجون في العديد من المدن السورية هتافات مطالبة بالحرية كما هتف بعضهم
بهتاف "بالروح بالدم نفديك يا درعا".
وقال سكان في حماه ان قوات الامن استخدمت مدافع المياه وقنابل الدخان لتفريق نحو ألفي
متظاهر. وكانت حماه قد شهدت في عام 1982 مقتل الالاف عندما سحقت قوات الرئيس
السابق حافظ الاسد انتفاضة قامت بها جماعة الاخوان المسلمين.
وقال سكان ان قوات الامن فتحت النار على الاف المحتجين في درعا حيث بدأت الاحتجاجات
للمرة الاولى في مارس اذار. وقالوا ان المحتجين أشعلوا النار في بناية لحزب البعث الحاكم
وحطموا تمثالا لباسل الاسد الشقيق الراحل للرئيس.
وقال متطوع في مستشفى درعا وناشط ان 22 شخصا قتلوا واصيب 120 اخرون. ويرفع
ذلك العدد الاجمالي للقتلى منذ بدء الاحتجاجات الى أكثر من 90 قتيلا.
وقال التلفزيون الحكومي ان جماعات مسلحة قتلت 19 شرطيا واصابت 75 اخرين في
درعا.
وألقت السلطات باللائمة في أعمال العنف على جماعات مسلحة وأذاع التلفزيون الحكومي
صورا لمسلحين يرتدون الملابس المدنية وقال انهم اطلقوا النار على قوات الامن والمدنيين.
وحظرت سوريا تغطية وسائل اعلام اخرى للاحداث في درعا.
وقال أحد سكان درعا لرويترز عبر الهاتف "رأيت بركا من الدماء وثلاث جثث يحملها
ذويها."
واضاف "كان هناك قناصة على الاسطح. اطلاق النار كان كثيفا. ونقل المصابون الى
منازلهم. لا أحد يثق بوضع قريب له في مستشفى في هذه الظروف."
ويخشى الكثير من المحتجين القبض عليهم اذا ذهبوا الى المستشفيات.
وقال مقيم اخر عرف نفسه باسم ابو سالم ان عدة جثث ما زالت ممددة في شوارع درعا
"لكن احدا لا يستطيع الاقتراب منها لان المنطقة محاصرة". مشيرا الى ان عدد القتلى قد
يكون اكثر مما كان معتقدا.
وقال سكان ان المسجد العمري حول ثانية الى مستشفى مؤقت وبثت مكبرات الصوت فيه
نداءات طلب المساعدة الطبية.
وهزت المظاهرات الشعبية المطالبة بقدر اكبر من الحريات سوريا التي تخضع لقانون
الطوارئ منذ تولي حزب البعث الحكم في انقلاب عسكري عام 1963.
ورد الاسد بمزيج من القوة ضد المحتجين والمبادرات تجاه الاصلاح السياسي الى جانب
ترضيات للمسلمين المحافظين مثل اغلاق صالة القمار الوحيدة في سوريا.
وأحد المطالبات الرئيسية للمحتجين في سوريا هي الغاء قانون الطوارئ. وامر الرئيس
السوري بتشكيل لجنة لدراسة استبداله بتشريع لمكافحة الارهاب لكن المنتقدين يقولون ان
مثل هذا التشريع سيحتفظ للدولة بأغلب السلطات المكفولة لها في قانون الطوارئ.
وظلت سوريا التي يحكمها بشار الاسد منذ عام 2000 خلفا لوالده أقرب حلفاء ايران في
الوطن العربي.
وخرج الاف الاكراد ومعظمهم من الشباب في مسيرة في مدينة القامشلي في شمال شرق
البلاد يوم الجمعة ورددوا هتافات "لا كردي ولا عربي ... الشعب السوري واحد."
ورددوا ايضا هتافات "نحيي شهداء درعا".
واندلعت هذه الاحتجاجات على الرغم من تعهد الاسد يوم الخميس بمنح الجنسية للاكراد
الذين لا يحملون جنسية اي دولة.
ولم يتضح بعد عدد الاكراد الذين سيحصلون على الجنسية السورية لكن هناك 150 ألف
كردي على الاقل مسجلون كأجانب كما يشير الاحصاء العام الذي أجري عام 1962 في
اقليم الحسكة.
وقال حسن كمال العضو البارز في الحزب الديمقراطي الكردي لرويترز "لفتة المواطنة لم
تؤد الا لاشعال الشارع. القضية الكردية قضية ديمقراطية وحرية وهوية ثقافية."
كما اندلعت الاحتجاجات في مدينة حمص في الغرب وسمع صوت اطلاق نار في ضاحية
حرستا بدمشق .
وقال غربي يعيش في حي كفر سوسة في دمشق ان الشرطة وموالين للاسد هاجموا
المحتجين بعد مغادرتهم لمسجد. وقال الشاهد "لم ار في حياتي هذا العدد من البلطجية. لقد
ضربوهم بالعصي الكهربائية والهراوات التي بها مسامير بارزة."
وتحدث مقيمون وناشطون عن مظاهرات في بلدة بنياس الساحلية وطرطوس وعدة بلدات
ومدن هتف المتظاهرون فيها بهتافات تطالب بالحرية للجميع.
وفي درعا ردد المتظاهرون الهتاف الذي أطاح برئيسي مصر وتونس وهز حكم اخرين في
الشرق الاوسط "الشعب يريد اسقاط النظام."
وتشعر القبائل السنية في درعا بالغضب تجاه تراكم الثروة والسلطة في أيدي الاقلية العلوية
التي ينتمي اليها الاسد.
وكان الرئيس السوري قد عزل الحكومة وكلف وزير الزراعة عادل صفر بتشكيل الحكومة
الجديدة. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية يوم الخميس ان تشكيل الحكومة الجديدة
سيعلن الاسبوع القادم.
وقال طاهر الديب الناشط في دمشق ان سوريا تواجه ازمة تحتاج الى حلول أكثر جذرية.
وقال لقناة الجزيرة ان مطالب المحتجين تعود الى عقود مضت وأهمها هو الغاء قانون
الطوارئ ومحاربة الفساد.
من خالد يعقوب عويس وسليمان الخالدي
No comments:
Post a Comment