شباب الإخوان يحذرون قادتهم: إذا لم يحدث تطوير جدي فانتظروا انشقاقا
لقاهرة - حذر شباب جماعة الإخوان المسلمين بمصر قادة الجماعة، مطالبين بإحداث تطوير جدي في صفوف الجماعة التي تأسست في مصر عام 1928، مهددين بالانشقاق عن ''الإخوان'' في حال لم يتم تلبية مطالبهم.
ومن جانبه علق القيادي في الجماعة، المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية : "أهلا وسهلا" لمن يبقى في الجماعة أو يخرج منها.
يأتي هذا في وقت بدأت فيه جماعة الإخوان الإعلان عن عملية تطوير تشمل إعادة هيكلة لأجهزتها ووحداتها ولوائحها، بما في ذلك وضعها القانوني في النظام السياسي المصري الجديد، يقودها الشاطر بالتنسيق مع باقي وحدات الجماعة.
وتواجه الجماعة، التي كانت "محظورة" حتى سقوط نظام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، في 11 فبراير الماضي، الكثير من التحديات التي طفت على السطح بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، بين رؤية خارجية تنظر إليها بعيون متوجسة تشوبها كثير من المخاوف تتعلق بسعيها للسيطرة على نظام الحكم في مصر وإقامة دولة دينية تطبق فيها حدود الشريعة الإسلامية، وأزمات داخلية معقدة وتحديات هي الأولى في تاريخها، تتعلق بمطالب شباب الإخوان والكثير من قوى التغيير الداخلية الذين يرون أن الجماعة الآن مطالبة بشرح أفكارها وتقديم برامجها بشكل مفصل وعلني، وأن يكون هناك نظام انتخابي واضح المعالم، وأن تشمل التغيرات كل المناصب، بما فيها منصب المرشد العام.
ويرى المراقبون أن هذه المتغيرات الجديدة ستؤثر، لا محالة، على مستقبل الجماعة، التي تحظى بشعبية كبيرة في مصر، مؤكدين أن صورة ما مختلفة ستتشكل قريبا للجماعة ما زالت غير واضحة المعالم حتى الآن. وعلى الرغم من أن الجماعة شرعت في تأسيس حزب سياسي جديد، فإن هذه الإجراءات قد لا تقنع الكثيرين، إذ توقع الخبير في الحركات الإسلامية، ضياء رشوان، أن تحدث انشقاقات كثيرة داخل الجماعة خلال الفترة المقبلة، وقال: "الجماعة ربما تنقسم إلى ثلاثة أو أربعة أحزاب".
وتعتبر حركة الشباب الإخوانية المحرك الأساسي لأي تغير في داخل الجماعة. وأبدى قطاع واسع من هؤلاء الشباب عدم رضاهم عن إجراءات التطوير المعلنة من القيادات، وشككوا في جديتها. وقال محمد القصاص، أحد القيادات الشبابية في الجماعة، عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير، إنه بعد الثورة "أصبحت جماعة الإخوان في وضع تاريخي مختلف، فأمامها فرصة كبيرة للظهور والعمل في النور دون أي ضغوط أمنية أو اضطهاد من جهاز أمن الدولة الذي كانت تتعرض له أيام نظام مبارك البائد".
وأضاف القصاص لصحيفة "الشرق الأوسط": "لذلك فإن الآليات القديمة للجماعة وشكلها لا بد أن تتغير وتواكب هذا التطور، وأن يكون هناك فصل بين العمل الدعوي والعمل السياسي الحزبي، وهذا الفصل يكون على مستوى التطبيق، وليس على مستوى الفهم"، داعيا إلى "تحويل الجماعة إلى جمعية مشهرة رسميا تعمل في الدعوة، وأن يكون طريق الانضمام إليها واضح للجميع".
كما دعا القصاص القيادات للاستماع لأقوال شباب الإخوان ومقترحاتهم، مشيرا إلى أن قضية التطوير التي أوكلت للشاطر، لا توجد مشاركة حقيقية للشباب بها، ولا أحد ناقشهم في هذه الأمور، كما أن خطوات التطوير غير واضحة، وأضاف: "ما يتم الحديث عنه قضايا عامة، دون الخوض في أمور تفصيلية واضحة"، مشيرا إلى أن ما خرج من تصريحات رسمية من قيادات الجماعة تُشعر كثيرا من الشباب بأن حزب الجماعة الجديد لن يكون مستقلا.
وقال القصاص إنه في حالة تجاهل مطالب الشباب "فستظل مجموعة من الشباب متمسكة بالجماعة، أيا كان الموقف الذي ستتخذه، وبغض النظر عن رأيها، بحجة المحافظة على الجماعة وتماسكها، لكن هناك مجموعات أخرى كبيرة ستنشق". وأضاف: "بدأت بعض هذه المجموعات من الآن عمل أحزاب وجمعيات بديلة، وآخرها (حزب النهضة)، وقال القصاص موجها حديثه إلى قيادات الجماعة: (الكرة الآن في ملعبكم)".
وكان نحو 1500 من شباب الجماعة عقدوا مؤتمرا، أول من أمس، بمحافظة السادس من أكتوبر، غرب القاهرة، حضره عدد من قيادات الجماعة، وناقش المؤتمر الهيكل التنظيمي الحالي للجماعة، ومدى إمكانية تطويره، إضافة إلى ضرورة وجود هيكل تنظيمي خاص بنساء الجماعة (الأخوات). وطالب أحد الأبحاث بعلنية التنظيم على غرار علنية الدعوة، وفصل مكتب إخوان مصر عن الإخوان في جميع الأقطار (التنظيم الدولي)، وأن يكون لإخوان مصر مراقب عام بخلاف المرشد.
كما ناقش المؤتمر رؤية البعض في تغيير اسم الجماعة، وتغيير لقب "المرشد العام". ويأتي هذا المؤتمر استكمالا للمؤتمر الذي عقده شباب الإخوان أيضا في نهاية مارس (آذار) الماضي، تحت اسم "رؤية جديدة من الداخل"، وأثار جدلا كبيرا، حين دعوا فيه لضرورة انتخاب كافة أعضاء الهيئة التأسيسية لحزب الإخوان الجديد، على أن لا تقل نسبة الشباب عن 30 في المائة والمرأة عن 25 في المائة والأقباط عن 10 في المائة، لتقوم هذه الهيئة بصياغة لوائح "حزب الحرية والعدالة" وبرنامجه وانتخاب رئيسه، بالإضافة إلى الكثير من المطالب الإصلاحية الأخرى.
ومن جانبه، نفى الشاطر أن تكون فكرة التطوير نابعة عن أزمة داخلية تعيشها الجماعة، على الرغم من اعترافه بوجود مشكلات لا يمكن نكرانها، إلا أنه يرى أنها طبيعية، وليس كما تصورها وسائل الإعلام، لكنه أكد أن هذا الاجتماعات لا تعبر عن رأي الأغلبية، وأن هؤلاء الشباب نصفهم من خارج جماعة الإخوان، لافتا إلى أن الجماعة بدأت بالفعل خطوات ملموسة في خطة التطوير، من خلال الاستماع إلى آراء ومقترحات الإخوان من كافة الشرائح والأعمار، وأن إجراءات التطوير قد تستغرق من 4 إلى 6 أشهر على أقل تقدير.
ونفى الشاطر أيضا اقتصار فكرة التطوير على قادة الجماعة دون مشاركة الشباب، وقال إن الجماعة دعت كل أفرادها بكل فئاتهم العمرية والوظيفية إلى تقديم مقترحاتهم ووجهة نظرهم في التطوير، ومن ثم سيتم تجميع هذه المقترحات، وهناك مجموعة من الفنيين سيعملون على تجميعها وتنسيقها، لتعرض على قيادات الجماعة لدراستها وأخذ القرار بشأنها، وفقا لما ترتضيه الأغلبية وثوابت الجماعة.
وقال الشاطر: "لا توجد خطوط حمراء في عملية التطوير، كل شيء سيناقش، بدءا من الرؤى والبرامج والهياكل واللوائح ونظام الانتخاب وعلاقة الجماعة بالغير"، موضحا أن الموجودين في الجماعة حاليا معظمهم من جيل إخوان 1965 وما يليه، وأن وغالبية مكتب الإرشاد من الأجيال الجديدة، وليس صحيحا ما يشاع عن وجود حرس قديم وحرس جديد
مصراوى
No comments:
Post a Comment