ضد التيار
1-
فى خضم الثورة الشعبية التى تموج فى عقول كثير من المصريين يظل العقل هو المقياس الافضل لتحقيق أكثر الأهداف المرجوة بأقصر الطرق و أقل الخسائر و يصبح لعقلاء الأمة دور عليهم أن يقوموا به و الا ندموا و ندم الكل لتقاعسهم عن قيادة الوطن فى تلك المحنة المصيرية التى تتطلب اتخاذ قرارات خطيرة و مؤثرة و مؤلمة لكنها فاصلة و تاريخية
2-
لا يستطيع أحد نسبة الثورة الى تيار أو قادة بعينهم أو طبقة أو ميدان فالثورة هبة كل الذين ساهموا بحياتهم و عيونهم و دمائهم و عقولهم و عرقهم و مجهودهم و وقتهم و من ثم فالانفراد بمقدمة الثورة و الاستئثار بمكتسباتها ليست حكرا على أحد و من يختطف صوت الجماهير و يدعى تمثيلها فهو اما جاهل مندفع أو مغرض و خبيث سىء و فى الحالتين لا يجب أن تتحمل الثورة عبء هؤلاء أو أولئك بل يجب كشفهم و اقناعهم أو فرزهم و تجنيبهم اتقاءا لمسار مظلم و وعرو يؤدى لنهاية كارثية
3-
لا شك أن كل تيار يحوى الكثير من الآراء المتطرفة و أصبج هذا جليا داخل شباب الثورة فأصبح بعضهم لا يألف للغة الحوار و لا يحيد عن موقفه قيد أنملة و يرى فى كل مختلف شيطانا يلزم ابادته و عفنا يجب تطهيره و أصبح بعضا منهم يرى فى نفسه محتكرا للحقيقة و منفردا بالقرار الصائب منجذبا الى فكرة أنه جوهر الثورة و ممثلها و حامل لواء الطهر الباقى بعد انزواء الاخرين و لا شك عندى انهم حسنى النوايا و لكن المصائب دوما تأتى من هؤلاء فهم أخطر على الثورة من اعدائها لانهم خصما من قوة الثورة و عبء عليها و يجذبون ورائهم الكثيرين من المتحمسين السذج فيسيئون للثورة اكثر من أخطر متربصيها
4-
المؤسسة العسكرية هى المنظمة الوطنية الوحيدة المتماسكة فى مصر الآن و التى يمكن أن تقود سفينة الوطن مؤقتا و الانقضاض عليها و اضعافها يدخل البلاد فى هوة سحيقة لا يعلم مداها الا الله و على حد علمى لا توجد مرجعية قوية أخرى ذات شعبية يمكن الاستناد عليها فى هذا الوقت العصيب
5-
لا يمكن تصور عدم تورط المشير و قادة الاسلحة و أعضاء المجلس العسكرى الأعلى فى قضايا فساد أثناء وجود مبارك فى الحكم و أكاد أجزم بأنهم يتحسسون رقابهم و هم يرون رؤوس الفساد تتساقط الواحدة تلو الاخرى و يفكرون مليا فى اليوم الذى يتم فيه تسليم الحكم الى رئيس مدنى منتخب يستطيع فتح ملفات الفساد فى المؤسسة العسكرية و يضعهم أمام العدالة و هم فى سبيل ذلك قد يدبرون من المكائد و يعقدون من الصفقات الخفية ما يصد عنهم هذا المصير المذل يوما ما
6-
اذا كان ثمن الوصول بالبلاد الى بر الأمان هو اغفال فساد المؤسسة العسكرية و التغاضى عن محاسبة الفاسدين فيها .....فأعتقد أنه يمكن لعقلاء الأمة الموافقة على تلك الصفقة لتجنب مصير مؤلم و مظلم و كئيب
7-
جهود الثوار الآن يجب أن تتوحد لاستمرار الضغط المنظم و الواعى و السلمى لتحقيق باقى أهداف الثورة و فرز التشكيلات الحزبية الجديدة و نشر الوعى السياسى و اكتساب أرضية شعبية جديدة لتكون رصيدا للثورة و التحضير للانتخابات البرلمانية و الرئاسية خصوصا ان الحصاد كثير جدا و الفعلة قليلون و الوقت قصير
No comments:
Post a Comment