بداية لابد من توضيح مهم للغاية و هو ان كاتب هذه السطور لا يجيد علي الاطلاق الكتابة في مدح اشخاص و لا سياسات ، و لا يميل الي شعر المدح بقدر ما يستهويه شعر الهجاء و معارك جرير و الفرذق ، لذلك فعلي القاريء ان يسامحني اذا لم يعجبه المقال رغم ان الاسماء التي به هي اسماء تثير الاعجاب وتستحق التحية .
فمن خلال متابعتي لكل ما ينشر و يذاع عن ثورة 25 يناير العظيمة كان لابد من التوقف امام ثلاثة من الكتاب المحترمين الذين اضافوا الي الثورة و الي عقول الناس بكتاباتهم و ارائهم و الاهم من كل هذا بحضورهم الواثق و النشيط ، و الاسماء الثلاثة هم الزميل و الصديق الاستاذ بلال فضل و الباحث الدكتور عمرو حمزاوي و الاديب الرائع الدكتور علاء الاسواني .
فبين كل الذين يكتبون عن الثورة و يدافعون عنها و يخشون عليها تبرز - في وجهة نظري - الاسماء الثلاثة كأهم من يقومون بهذا الدور علي الاطلاق ، و هم بحضورهم الكبير استطاعوا ان يصلوا الي عقول الناس و قلوبهم و ان يشعروا الجماهير في مصر بصدق غاياتهم و بوجهات نظرهم العميقة دائما و المخلصة طوال الوقت .
و بداية بزميلنا الاستاذ بلال فضل الذي كان حضوره الدائم بالكتابة و الرأي العميق هو الاقوي علي الاطلاق و قد امتازت كتاباته و اراؤه بعدم الوقوع في الفخين " التهوين و التهويل " فلا يقلل بلال في كتاباته من اي حدث يثير مخاوفا بداخل الناس و لا في ذات الوقت يقع اثيرا لتهويل هذا الحدث و هذه المخاوف بما يجعله و بحق حتي الآن هو المتحدث الرسمي باسم ثورة 25 يناير - لكن بدون مكتب في مجلس الوزراء طبعا - .
بلال صاحب الروح الشابة و المنطلقة لا يحمل بداخله " فوبيا " خاصة من اي طرف و لكنه في ذات الوقت يحذرنا من سيناريوهات " اجهاد " الثورة ، لا يؤمن - حسب كتاباته - ان علينا - في هذه المرحلة علي الاقل - الوقوف في مربع المعارضين للابد و لكن ما يكتبه ينم عن انه يدعو للبناء ، مع انه لا يخفي قلقه علي مسار الثورة ، لذلك فهو يخوض المعارك التي اراها تعبر عن شقين " اولهما بناء مصر جديدة قائمة علي الحرية و العدل و ثانيهما التحذير من اي محاولات للالتفاف علي الثورة و ما قدمته من تضحيات .
هذا الاداء الواثق و العميق و المفيد لثورة الشعب المصري هو الشيء الوحيد الذي جعلنا نقبل ان نتخلي - مؤقتا - عن مساءلة بلال عن روح السخرية الجميلة التي ميزت كتاباته دائما و لكنها توارت نسبيا في غمرة متابعته لاحداث الثورة و اهتمامه بالحصول علي منصب المتحدث الرسمي باسمها بمرتب مجز غالبا !!!
اما الدكتور علاء الاسواني فهو الاديب و المبدع الذي يتعامل مع الثورة بنفس غايات الادب الذي يطهر النفوس و العقول ، لذلك فإن دور الاسواني و تحليلاته و اراؤه كلها تصب في خانة ان تمتد الثورة لتصل الي ابعد نقطة يمكن الوصول اليها لتغير و بعمق كل الوجوه و السياسات التي اوصلت مصر الي ما نحن فيه من تدني و فساد ، حتي ان الاسواني الذي شعر الناس بصدق حماسه و اخلاصه في الاراء و التحليلات اصبح اكثر الادباء و المبدعين في مصر شعبية و هو امر يليق به و يستحقه هذا الاديب المصري العالمي الذي كان - و ما يزال - مقاتلا شرسا ضد الفساد و الاستبداد ، فلا تخلو مناقشة او قضية من وجود نشيط و فعال للاسواني الذي اضاف حضوره الي الثورة كثيرا مما كانت - و لا تزال - تحتاجه .
اما الدكتور عمرو حمزاوي الذي عرفه المصريون قبل الثورة كباحث في معهد كارنيجي الامريكي فقد امتاز و تفوق في ابداع الحلول لمشكلات كثيرة تعترض مصير و مسار الثورة المصرية ، لذلك فهو لا يكتفي بالكتابة طوال الوقت و لكنه يحلل و يطرح حلولا تساعد في مرحلة البناء التي تمر بها مصر الآن و هو في ذات الوقت احد الاسماء المهمة التي طرحت نفسها علي الساحة السياسية بحضور كبير و انغماس تام في وقائع الثورة منذ بدايتها في الخامس و العشرين من يناير الماضي و هو بهذا الامر يضيف جزءا مهما تفتقده الثورة المصرية و هي القدرة علي وجود نخبة لا تكتفي بالنقد و الرفض بقدر ما تستطيع طرح حلول تستطيع ان تنقذ الثورة من كل المشكلات التي تواجهها و تدفعها نحو الامام الي مجتمع الديمقراطية و الحرية و الكرامة و العدل
الدستور الأصلى
No comments:
Post a Comment