Thursday, March 31, 2011

هواء نقى داخل الإخوان


ما هو الخطأ الأكبر لحسنى مبارك ونظامه؟!.

ربما هناك مليون خطأ كارثى لهذا النظام، لكنى أعتقد أن أول هذه الأخطاء هو ممارسته الوصاية على الشعب المصرى والتفكير نيابة عنه، والادعاء أن هذا هو ما يناسب هذا الشعب.

سقط مبارك ونظامه فى الطريق ، وبالتالى فعلى أى مؤسسة أو حزب أن تتعظ وتتواضع قليلا ولا تدعى الوصاية على جمهورها.

أقول هذه المقدمة الطويلة بمناسبة الجدل الدائر حاليا داخل جماعة الإخوان المسلمين بشأن موضوعات كثيرة منها دور الشباب ، وهل الأساليب التى كانت تصلح لإدارة الجماعة وهى تتعرض للحصار الحكومى تصلح الآن بعد أن صارت الجماعة كيانا معترفا به.

قبل الدخول فى الموضوع – الذى كتب عنه زملاء كثيرون- أسارع فأقول إننى اختلف مع الجماعة فى أشياء كثيرة لكننى أنظر إليها باعتبارها جماعة وطنية لها جمهورها فى الشارع، وكل ما أتمناه أن تكون فصيلا يساعد على تقدم المجتمع وليس عودته إلى الخلف. أقول هذا الكلام حتى لا يكتفى بعض الشباب المتحمس بعد قراءة هذا الكلام بمهاجمتى او سبى واعتبارى علمانى ليبرالى يسارى ناصرى صهيوني.. رغم أننى صليت العصر لتوى.

الخطأ الأكبر الذى تقع فيه الجماعة هذه الأيام أن تعتبر مبدأ السمع والطاعة هو الأساس فى كل شىء داخلها، وأن تنظر لكل من يختلف معها باعتباره عدوا ينبغى إقصاءه.

الجماعة سيكون لها حزب خلال أيام، وجزء من طبيعة أى حزب أو جماعة سياسية هى وجود خلافات او اختلافات داخلها بشان البرامج او السياسات.. وما يحسم ذلك هوثم الديمقراطية الداخلية التى ينبغى ان يلتزم الجميع بنتيجتها.

هذه القاعة يبدو أنها شبه مفتقدة هذه الأيام داخل الجماعة، ولذلك يبدو مريبا ومثيرا للدهشة أن هذه الجماعة التى شاركت بفاعلية ضمن قوى كثيرة فى إسقاط الطاغية مبارك تستكثر على بعض أعضاءها الاختلاف مع رؤى المرشد اوقادة مكتب الارشاد.

يبدو غريبا أن بعض القادة مشغولين بتكذيب أى وسيلة إعلام تتحدث عما يدور او يمور داخل الجماعة أكثر من انشغالهم بالبحث فى جوهر الموضوع.

هناك قيادات داخل الجماعة تؤمن بالديمقراطية والشورى الحقيقية، لكن المشكلة أن البعض الآخر مايزال يتعامل مع هذه المسألة وكأن الجماعة «تنظيم سرى تحت الأرض».. وكل المطلوب من الأعضاء هو مبدأ «الثقة فى القائد والطاعة فى المنشط والمكره».. وهو أمر يصلح لتنظيم عنقودى سرى صغير وليس لجماعة سياسية تقول إنها تمتلك حلولا لكل المجتمع.

لو كنت مكان المرشد محمد بديع و مكتب الإرشاد لسارعت إلى انتهاز الفرصة الذهبية وارسيت أسس الممارسة الديمقراطية داخل الجماعة. أعلم أن البعض سيرد ويقول إنها موجودة. سأقول له حسنا عليكم بالمزيد.

لا ينقص من قدر محمد بديع أن يعارضه 30٪ من أعضاء الحزب أو حتى الجماعة. الذى ينقص من قدره أن يعتقد أن كل الأعضاء لابد أن يدينوا له بالسمع والطاعة.. لو حدث ذلك فلن يختلف عن حسنى مبارك شيئا.

لا يوجد إجماع على أحد إلا الله بالنسبة للمؤمنين، وعلينا أن نذكر بعض قادة جماعة الإخوان أن المسلمين انقسموا على الخلفاء الراشدين أنفسهم.

تفعل قيادة جماعة الإخوان المسلمين خيرا أن فتحت كل النوافذ وسمحت بدخول الشمس والهواء النقى إلى كل غرفها المغلقة، حتى تطرد كل الفيروسات والميكروبات.لكنها إذا أصرت على الرفض فعليها أن تتذكر أنه لا أحد فادر على منع سطوع الشمس

بقلم:عماد الدين حسين - الشروق

No comments: