Friday, March 04, 2011

عاش الشعب مع الجيش


سقطت صباح أمس كومة شفيق من دون تنظيم مسيرة مليونية جديدة كان يفترض أن تتم اليوم فى ميدان التحرير.

من الذى انتصر ومن الذى انهزم فى معركة الأسبوع الماضى لإجبار هذه الحكومة على الرحيل؟!
لسوء الحظ فإن الطابور الخامس الذى يعلن عن تأييده للثورة بالنهار ويطعنها فى الليل يتفنن كل لحظة فى اختراع حجج وأساليب وشائعات لإحباط الثورة والثوار.. هذا الفريق يحاول بشتى الطرق أن يصور الأمر بأن هناك معركة بين الشعب والجيش.

لكن لحسن الحظ فإن الجيش يؤكد فى كل لحظة منذ نزوله إلى الشارع فى مساء الجمعة 28 يناير أنه منحاز جملة وتفصيلا إلى هذا الشعب.. تجلى ذلك فى كل مواقفه منذ إعلانه بوضوح أنه لن يوجه رصاصاته ضد المتظاهرين وانتهاء بقرار إقالة حكومة شفيق.

رغم هذا الوضوح واليقين فإن البعض، سواء بحسن نية أو «ممن فى قلوبهم مرضى» لديهم شكوك لا تتوقف طوال الوقت، وشعارهم الذين يرفعونه فى كل لحظة هو: «حان الوقت للتوقف عن المظاهرات والعودة إلى المنازل حتى يستعيد الاقتصاد عافيته».

مرة أخرى.. كثيرون يقولون ذلك بحسن نية، لكن كل كوادر الثورة المضادة وانصارها يستغلون هذا الكلام كى لا تستكمل الثورة أهدافها.

كانوا يقولون لنترك مبارك يستكمل دورته.. أو لندع عمر سليمان يكمل طريق الإصلاحات أو أن شفيق مجرد منفذ للسياسات.. وكنا نقول لهم إن كل هذه المقولات خاطئة.. وأن الشعب عندما أنجز ثورته لم يكن يريد تغيير شخص بشخص بل يريد إلغاء وضع ونظام وكنسه تماما وبناء نظام جديد.

ما لا يريد المتشككون والمترددون والقلقون أن يفهموه أن الثورات لا تتم كل يوم أو كل أسبوع أو حتى كل عشر سنوات.
آخر ثورة شهدتها مصر كانت عام 1952 وقبلها كانت عام 1919.

إذن.. علينا أن نقاتل من أجل استكمال تحقيق أهداف هذه الثورة، وبطريقة حضارية وراقية مثلما كان الحال منذ يوم 25 يناير الماضى. النقطة المحورية فى أى تحرك هو ألا نسمح لأى شخص ــ كائنا من كان ــ أن يفسد العلاقة بين الشعب الجيش.. المؤسسة العسكرية هى السند الحقيقى للشعب.. ولولاها ما تمكنا من تحقيق كل هذه الإنجازات فى هذا الوقت القصير.

هذه المؤسسة تثبت كل يوم أنها مخزن الوطنية الأكبر، وأنها الحارس الأمين لهذا الوطن الكبير. طالما استمر هذا التنسيق والتعاون بين الشعب والجيش، يمكننا أن نحلم بأن كل الأهداف تتحقق.

لكى نستكمل أهداف الثورة، ينبغى أن يكون هناك تخطيط منظم فى إطار مؤسسى قدر الإمكان، بهدف ألا يؤثر هذا التحرك والإصرار لاستكمال الأهداف على سير الحياة العادية ومصالح الوطن.

مبروك لكل الثوار ولكل شخص لم يتردد فى المطالبة باستكمال اسقاط بقايا النظام.. الآن اسقطنا رمزا جديدا لهذا النظام.. ومن الغد علينا التحرك بهدوء وعقلانية لاستكمال البناء.

فليكن شعارنا: يد تهتف وتتظاهر.. ويد تعمل وتبنى.

وعاش الجيش مع الشعب

بقلم:عماد الدين حسين - الشروق

No comments: