قوائم العار التى خانت شهداء التحرير هجانة النظام وخيالة الإعلام الفاسد
انتبهوا أيها السادة : لا تنخدعوا بالكلام المعسول المنمق عن منحهم ستة أشهر يتنحى بعدها، بذريعة الحفاظ على استقرار الوطن وترتيب البيت من الداخل .
كل هذا كلام لا يدخل عقل طفل، لأن الذى يريد الاستقرار حقا لا يشعلها حربا أهلية ولا يؤلب المجتمع على بعضه، ولا يسمح بإطلاق الرصاص على الشرفاء، ولا يرتد بنا إلى عصر عساكر الهجانة والحروب الحقيرة من فوق ظهور البعير والبغال والحمير .. هذا كلام لا يدخل عقل حمار حصاوى، لا مؤاخذة.
نحن الآن أمام مناورة مكشوفة لإطالة أمد المعركة لأقصى فترة ممكنة، ليس لترتيب البيت فى الداخل، وإنما لتدبير الملاذات الآمنة والمخارج للصوص والنهابين والقتلة، ممن يسابقون الزمن للهروب بجلودهم وتهريب ثرواتهم التى صنعوها على جثة الوطن.
إن مبارك سقط بالفعل، وما ترونه من سعار وشراسة فى تقتيل البشر وإحراق الأخضر واليابس فى البلد هو صناعة البطانة الفاسدة التى كونت ثروتها ونفوذها فى كنفه، ومن ثم هى تقاتل بكل ما تملك من أسلحة جرثومية قذرة لكى تحتفظ بما احتلته من مساحات شاسعة فى خارطة البلد، أو بالحد الأدنى تريد أن تؤمن لنفسها انسحابا مأمونا وسريعا بما استولت عليه من أموال ونفوذ .
هؤلاء هم أعداء الثورة الفعليون، من طبقة الإقطاع السياسى والاقتصادى والإعلامى أيضا، ومن ثم ليس غريبا أن تجدهم وراء المجزرة البشعة التى ارتكبت أمس الأول فى ميدان التحرير.
ولا تندهش من اجتماع هذا الخليط الغريب من التافهين من لاعبى الكرة وفنانى المناسبات الرئاسية ومطربى أعياد الشرطة وإعلاميى الحضرة الرئاسية، ورجال أعمال الحزب الوطنى، وبلطجية الحمير والجمال والأسلحة البيضاء، وضباط التعذيب والتنكيل بعباد الله، كلهم وجوه مختلفة لعملة رديئة واحدة .
لقد عمل هؤلاء من خلال غرفة عمليات واحدة، أو أوركسترا مجنون حدَّد موقفه منذ البداية وقرر أن يشوش بأصواته المزعجة على روعة ثورة الشباب، كان رأس الحربة فيه إعلاميين جفت ضمائرهم واشتعلت حناجرهم بالأكاذيب والادعاءات الحقيرة، بدءا من اتهام ثوار ميدان التحرير بإيواء عناصر أجنبية مخربة، مرورا باستضافة الساقطين والساقطات فى برامج المساء الساقطة لتشويه قيادات الانتفاضة الشابة وتلطيخ سمعتهم بوشايات أمنية منحطة عن التمويل والتدريب فى أمريكا، ومحاولة تدنيس بياض الثوار الناصع بكلام تافه عن التظاهر مقابل مبالغ ووجبات.
وعلى الميمنة كان هناك سياسيون أكل عليهم الفساد وشرب، يتقافزون بين الفضائيات لبث الفتنة والفرقة بين كل القوى والتيارات المشاركة والداعمة للثورة.
وعلى الميسرة رجال أعمال جيَّشوا قطعان البلطجية والسفاحين وخرجوا على الفضائيات يعطون إشارة الانقضاض على الثائرين والفتك بهم، يستوى فى ذلك المسجلون خطر وأفراد الأمن الذين أرادوا حرق معبد الثورة والتنكيل بالمتعبدين فيه، من شباب مسلم ومسيحى، توضأ واغتسل وتطهر بضوء الحلم بوطن أنظف وأشرف وأرقى وأجمل.
كل هؤلاء القتلة لن يتركهم الشعب يفلتون بجرائمهم البشعة، لابد من وضعهم فى قوائم العار السوداء، كل باسمه وبجريمته.
لنحتفل الآن بالثوار الذين انتصروا فى موقعة الصمود بميدانى التحرير وعبدالمنعم رياض فجر أمس الخميس، غير آبهين بزخات الرصاص الحى التى أُطلقت عليهم من أعلى كوبرى أكتوبر.. ولنؤجل إعداد قوائم العار والخيانة إلى وقت لاحق
قلم:وائل قنديل - الشروق
No comments:
Post a Comment