القذافي يفعل "كل ما يمكنه" للاحتفاظ بطرابلس
لندن (رويترز) - قال ليبي مطلع على الفكر الرسمي ان الزعيم الليبي معمر القذافي لم يكن يناور عندما توعد يوم
الثلاثاء بالتصدي للاحتجاجات المتزايدة مضيفا أنه سيفعل "كل ما يمكنه " للاحتفاظ بسيطرته على العاصمة.
وعاد نعمان بن عثمان الى بريطانيا مساء يوم الاثنين بعد أن قضى الايام العشر السابقة في طرابلس وكان قد ساعد
على قيادة تمرد اسلامي مسلح ضد القذافي في منتصف التسعينات لكنه منذ ذلك الحين أقام روابط مع الاصلاحيين
وكذلك مع أجهزة أمن ليبية في اطار برنامج للمصالحة الوطنية.
وقال بن عثمان لرويترز يوم الثلاثاء "أعتقد حقا أنه سيقوم بمذبحة أخرى لتعزيز موقفه وبعث رسالة تقول 'أنا قوي
جدا.. أن شديد العزم'."
ومضى يقول "سيفعل كل ما يمكنه للسيطرة على الاجزاء الغربية من البلاد. سيبقى ويحارب حتى اخر يوم."
ولم يتحدث بن عثمان كثيرا عن كيفية معرفته بتفكير كبار مساعدي القذافي. لكنه ظل على اتصال مستمر مع
مسؤولين ليبيين هذا الشهر لترتيب أحدث عملية افراج ضمن سلسلة من عمليات الافراج عن أفراد الجماعة
الاسلامية الليبية المقاتلة.
وقال بن عثمان ان الكلمة التي ألقاها القذافي يوم الثلاثاء والتي تعهد فيها بالقتال حتى اخر قطرة في دمه ستستفز
على الارجح الليبيين ليكثفوا من احتجاجاتهم ضده.
وأردف قائلا "أتوقع ليلة ساخنة جدا (يوم الثلاثاء) وعلى أكثر تقدير ليل غد لان القذافي سيفعل ما قاله.
"لقد استخدم استراتيجية الارهاب.. ابعث رسالتك بالفعل ثم ابعثها مرة أخرى بالقول. شهدت طرابلس الفعل خلال
الايام القليلة الماضية من العنف."
وذكر بن عثمان أن السيطرة على الغرب هي الهدف الاساسي الحالي للقذافي بعد أن أصبح الشرق غير خاضع
لسيطرته وسقط فيما يبدو في أيدي المحتجين المناهضين للحكومة. ومن أجل ذلك سيتعين عليه اقناع القوات الامنية
المتمركزة في المحافظات الغربية بأنه ما زال متحكما في العاصمة.
وقال بن عثمان "يحتاج السيطرة على طرابلس فقط ليثبت للوحدات الاخرى والمناطق الاخرى أنه ما زال في
السلطة. لذلك قرر التصرف بهذه الطريقة."
وتابع "الاستراتيجية ليست فقط القيام بمذبحة.. هناك أيضا نشر للجيش وفي الوقت ذاته تعزيز استراتيجية الامن
والاستقرار."
وفي طرابلس ذاتها نشر القذافي وحدات أمنية خاصة مدعومة بالمرتزقة من منطقة افريقيا جنوب الصحراء.
ووصف بن عثمان الوضع بأنه بائس قائلا "العزل يحاربون الجيش."
وقال انه يعتقد أن القذافي مع أبنائه وباقي أفراد أسرته في مجمع باب العزيزية بطرابلس.
وفي بحث قدم الى مركز كويليام البريطاني للابحاث حيث يعمل خبيرا في مكافحة التشدد قلل بن عثمان من شأن دور
الجيش النظامي في هذه الاضطرابات.
وقال ان القذافي يعمل منذ زمن طويل على اضعاف الجيش النظامي للحيلولة دون تحوله الى قاعدة قوة منافسة.
وكتب يقول في بحثه "بالتالي فان أنباء انضمام وحدات من الجيش للمتظاهرين ليست مهمة أو تمثل قوة ضاربة ضد
النظام في حد ذاتها."
وقال ان الانتفاضة جعلت أسرة القذافي واللجان الثورية التي تحكم البلاد تعيد تنظيم صفوفها للابقاء على الوضع
الراهن كما أن أسرة القذافي وحدت صفوفها حول القذافي ذاته.
وتابع "احتمال اقصاء القذافي على يد أحد كبار أفراد نظامه يبدو بعيدا في الوقت الراهن."
وقال بن عثمان ان الانتماءات القبلية في غرب البلاد متذبذبة لان أغلب القبائل في الشرق أيدت المتظاهرين.
وكتب يقول "الكثير من القبائل الرئيسية في غرب ليبيا وفي طرابلس (مثل ورفلة وترهونة والامازيغ) تميل
للمحتجين لكنها الى الان لم تقم بدور فعال في الصراع... سيزيد موقف المحتجين المناهضين للنظام قوة اذا انضمت
هذه القبائل بالفعل ضد القذافي."
من وليام مكلين
No comments:
Post a Comment