رفضت الولايات المتحدة، على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، تحذير الرئيس حسنى مبارك بأن الفوضى ستعم مصر فى حال استقالته، وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن الاضطرابات ستستمر وربما تزيد إذا لم يتم تطبيق إصلاحات سياسية «ملموسة»، وطالب مبارك بأن يتخذ «القرار الصائب» ليمكن لمصر اجتياز المرحلة الانتقالية الحالية.
ودعا أوباما الرئيس المصرى حسنى مبارك إلى اتخاذ «القرار الصائب»، مشيرا إلى أن مبارك قد اتخذ بالفعل قرارا بعدم ترشيح نفسه فى الانتخابات المقبلة إلا أن عليه أن يسأل نفسه ما الذى يمكن أن يفعله لكى يجنب بلده الأزمات بوصفه وطنيا غيورا على بلده».
وقال الرئيس الأمريكى فى مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء الكندى ستيفن هاربر «بكسره هذا الحاجز النفسى بذلك القرار بأنه لن يترشح ثانية أعتقد أن الشىء الأهم بالنسبة له هو أن يسأل نفسه.. كيف يمكننى أن أجعل هذا الانتقال فعالاً ومستمراً وشرعيا».
وفى غضون ذلك، دعا المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس الرئيس المصرى حسنى مبارك وحكومته إلى الجلوس مع ائتلاف عريض من المعارضة وجماعات المجتمع المدنى فى مصر لمناقشة ميثاق سياسى جديد، وألمح جيبس إلى أن الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة هى تنحى مبارك بسرعة.
وقال جيبس: «هناك خطوات ملموسة يمكنه (مبارك) اتخاذها ويمكن لنائبه اتخاذها من أجل التحرك على طريق تحقيق التغيير الحقيقى الذى يمكن أن يقلل من حالة عدم الاستقرار ويمكن أن يضمن عدم دخولنا فى حالة الفوضى التى يصفها».
ومن جانبه، أعلن البنتاجون أن وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس تحادث هاتفيا الجمعة مع نظيره المصرى المشير حسين طنطاوى، وقال جيف موريل المتحدث الصحفى باسم البنتاجون إن جيتس أجرى «رابع محادثة هاتفية مع وزير الدفاع المصرى منذ بدء الوضع فى مصر»، دون أن يوضح فحوى هذه المحادثة.
وفى هذا الإطار، اعترف رئيس الأركان الأمريكى مايك مولين بأن حكومة واشنطن فوجئت بالأحداث فى مصر، مضيفا «لسنا فقط الذين فوجئنا بهذه الأحداث وإنما الكثير من الدول الأخرى فى المنطقة قد فوجئت بنفس الدرجة تماما»، وشدد على أن القوات المسلحة على استعداد للاستجابة لأى مهام تسند إليها فى أى لحظة، على الرغم من تأكيده أن الوضع الراهن لا يستدعى أى تحركات للجيش الأمريكى، مضيفا أن رئيس الأركان المصرى سامى عنان أكد له أن القوات المسلحة المصرية لن تطلق النار على مواطنيها.
وفى الشأن نفسه، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تتوقع من الحكومة المصرية أن تحترم معاهدة السلام مع إسرائيل، بغض النظر عمن يتولى السلطة فى البلاد وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس: «أيا كانت الحكومة المقبلة فى مصر، نتوقع أن تلتزم هذه الحكومة بمعاهدة السلام التى وقعتها الحكومة المصرية مع إسرائيل.
وأوروبيا، قالت منسقة السياسة الخارجية والأمن المشترك فى الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون إن ما قدمه الرئيس المصرى حسنى مبارك حتى الآن ليس كافيا، مضيفة فى تصريحات صحفية أمس أن «الدول الـ٢٧ تدعو الرئيس مبارك إلى الاستجابة لتطلعات الشعب المصرى، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى إقناع الشعب المصرى بوجود خطة تضمن إحلال الديمقراطية وتنظيم الانتخابات».
وطلب الاتحاد الأوروبى من وزيرة خارجيته كاثرين آشتون التوجه إلى مصر ودعا مرة أخرى إلى «فترة انتقالية منظمة»، مطالباً بتشكيل حكومة تقوم «على قاعدة عريضة».
وفى هذا الإطار، طالب قادة دول الاتحاد الأوروبى الـ٢٧ فى بيان أمس الأول ببدء الانتقال الديمقراطى فى مصر على الفور ووعدوا بإعادة النظر فى سياستهم إزاء العالم العربى عبر ربط مساعداتهم بإرساء الديمقراطية بعد اتهامهم بالتواطوء مع الأنظمة الاستبدادية.
وعلى الصعيد نفسه، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إن الناس فى الخارج كانوا محقين فى الانحياز للمظاهرات المؤيدة للديمقراطية فى مصر ولكن ينبغى أن يكون التغيير السياسى فى مصر سلميا ومنظما. وأضافت فى مؤتمر أمنى «سيكون هناك تغيير فى مصر ولكنه بحاجة إلى أن يكون تغييرا سلميا ومنظما».
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون عن تفهمه الكبير للاضطرابات التى يشهدها العالم العربى حاليا، مضيفا فى مؤتمر ميونيخ الدولى للأمن إن الأحداث الحالية نابعة فى الأساس من الاضطراب الإنسانى الذى ينمو فى أى مكان لا يتم فيه مراعاة حقوق وكرامة الإنسان بشكل تام.
وعربيا، شن مفتى عام السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ هجوما على منظمى المظاهرات والمسيرات فى بعض البلدان العربية، واصفا تلك المظاهرات بـ«المخططة والمدبرة» لتفكيك الدول العربية الإسلامية، وتحويلها من دول كبرى قوية إلى دول صغيرة «متخلفة».
وقال آل الشيخ إن «الفوضويات» التى انتشرت فى بعض البلدان العربية جاءت للتدمير من أعداء الإسلام، قائلاً «يا شباب الإسلام كونوا حذرين من مكائد الأعداء وعدم الانسياق والانخداع خلف ما يروج لنا والذى يهدف منه الأعداء إلى إضعاف الشعوب والسيطرة عليها وإشغالها بالترهات عن مصالحها ومقاصدها وغاية أمرها».
وعلى صعيد آخر، أعلنت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية أن السلطات المصرية أطلقت سراح باحثين تابعين لها ولمنظمة العفو الدولية (أمنستى إنترناشيونال) وكذلك اثنين من الصحفيين الأجانب، لكنها لم تفرج عن زملائهم المصريين المحتجزين بعد. وقال كينيث روث المدير التنفيذى للمنظمة «نحن سعداء بإطلاق سراح زملائنا الدوليين.. غير أنه يتعين إطلاق سراح المحامين والمراقبين الحقوقيين المصريين الذين لا يزالون قيد الاحتجاز أيضاً».
وقال تقرير للمنظمة إن أحمد سيف الإسلام، المدير العام السابق لمركز هشام مبارك الحقوقى وتسعة محامين آخرين على صلة بنفس المركز، ومتطوعين من «جبهة الدفاع عن المتظاهرين المصريين» لايزالون قيد الاحتجاز
وكالات الأنباء- Almasry Alyoum
No comments:
Post a Comment