Thursday, February 10, 2011

متظاهرون في ميدان التحرير يرفعون الاحذية بعد خطاب مبارك في القاهرة

يوم الخميس - رويترز


مواجهة في مصر مع تشبث مبارك بالحكم

القاهرة (رويترز) - خَيَم الإحباط والغضب على المحتجين في مصر بعد أن خَيَب الرئيس

حسني مبارك الآمال بأنه على وشك التنحي وهم يخططون لمظاهرات حاشدة جديدة يوم

الجمعة ربما تختبر ولاءات الجيش.

وقالت قناة العربية الفضائية ان الجيش سيصدر بيانا هاما بعد قليل لكنه لم يكشف عن

تفاصيل.

وأثارت المواجهة التي تزداد توترا بعد اضطرابات استمرت 17 يوما المخاوف من وقوع

أعمال عنف في اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان وحليفة الولايات المتحدة في منطقة

غنية بالنفط حيث أقلق احتمال أن تمتد الفوضى الى دول شمولية أخرى الأسواق العالمية.

كما بدا الرئيس الامريكي باراك أوباما غير راض عن التنازلات الاخيرة التي قدمها مبارك

قائلا ان عليه شرح التغييرات التي يجريها وبذل مزيد من الجهد لطرح مسار نحو

الديمقراطية.

وبعد أن أصدر الجيش بيانا فسره البعض بأنه تحرك من الجيش لإزاحة مبارك العسكري

السابق (82 عاما) من الحكم الذي يتولاه منذ 30 عاما عمت الفرحة التجمعات الحاشدة

في القاهرة ومدن أخرى ترقبا لاعلان الرئيس المصري تنحيه في خطاب موجه للأمة يبثه

التلفزيون.

غير أنه بعد دقائق من بدء البث كانوا يلوحون بأحذيتهم وأخذوا يطلقون السباب في حين

اندمج الرئيس في شرح مطول لدوره في الاشراف على الترتيبات الدستورية قبل أن يترك

الحكم بحلول موعد انتخابات الرئاسة التي تجري في سبتمبر ايلول مثلما قال الاسبوع

الماضي.

وأشاد بالشباب المحتجين الذين يصفونه بأنه دكتاتور فاسد ومتوحش. وقال مبارك ان

مطالبهم "عادلة ومشروعة" وعبر عن تعاطفه مع أسر القتلى البالغ عددهم 300 او اكثر

الذين أزهقت أرواحهم على أيدي قواته.

وأضاف "أقول لعائلات هؤلاء الضحايا الابرياء انني تألمت كل الالم من أجلهم مثلما تألمتم

وأوجع قلبي كما أوجع قلوبكم." وفي الختام قال انه سيفوض صلاحياته لنائبه الجديد عمر

سليمان.

ثم أطل سليمان (74 عاما) رئيس المخابرات السابق الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الولايات

المتحدة واسرائيل عبر التلفزيون ووعد "بخارطة طريق" نحو انتخابات ديمقراطية.

غير أن المتظاهرين الذين ما كانوا ليحلموا بالحصول على هذه التنازلات لم يشعروا بالرضا

وقالوا انهم سيستمرون وأعدادهم ربما بمئات الالاف سيستمرون في الضغط من أجل رحيل

مبارك فورا وانهاء النظام الذي يهيمن عليه الجيش الذي يحكم البلاد منذ ستة عقود.

وحاول البعض التوجه الى بعض مقار رئاسة الجمهورية في القاهرة لكن حواجز الطرق التي

وضعها الجيش عرقلت وصولهم بسبب الاسلاك الشائكة. وينتشر الجيش في الشوارع منذ

أسبوعين بعد ان هاجمت الشرطة المحتجين في 28 يناير كانون الثاني ثم انسحبت. وتعهد

الجيش بحماية حق المحتجين في التظاهر.

غير أن طول مدة المواجهة قد يختبر تلك العزيمة اذ يحرص الكثير من المصريين على ان

ينتهي تعطل عجلة الاقتصاد نتيجة الاحتجاجات بينما تحرص قيادة الجيش على اظهار

قدرتها على فرض النظام.

وسمح الجنود فيما يبدو لنحو 200 شخص بالتظاهر خارج مبنى الاذاعة والتلفزيون اثناء

الليل.

وقال اليوت ابرامز نائب مستشار الامن القومي الامريكي السابق "أخشى ما أخشاه أن ينقسم

الجيش اذا لم تنته المظاهرات. ربما يكون هناك القادة الشبان الذين لا يريدون الغرق مع

السفينة."

وأضاف "اذا زادت المظاهرات... فانك تضع الجيش مرة اخرى في مواجهة الاختيار الذي

سعى لتجنبه وهو إخماد المظاهرات أو التخلص من مبارك. استطاع الجيش حتى الان تجنب

هذا الاختيار لكن اذا بقي الناس في الشوارع فسيكون عليه الاقدام على هذا الاختيار."

وحث رجل الاعمال نجيب ساويرس رئيس مجلس ادارة شركة اوراسكوم تليكوم وأحد أعضاء

لجنة الحكماء التي تحاول الوساطة للخروج من الازمة على انهاء الاحتجاجات.

وقال لقناة العربية ان استمرار هذه الفوضى سيؤدي الى الدمار وعبر عن أمله في أن يرحل

المحتجون مشيرا الى أنه يجب الحفاظ على كرامة الرئيس.

غير أن محمد البرادعي الفائز بجائزة نوبل والدبلوماسي السابق بالامم المتحدة الذي يقود

حركة سياسية ليبرالية كتب على موقع تويتر "مصر سوف تنفجر ويجب على الجيش انقاذ

البلاد الان."

وقال حسن نافعة المعلق وأحد منتقدي الحكومة "مازال مبارك يمسك بأعنة السلطة ويمكنه

بسهولة وفي أي وقت أن يسترد السلطات الرئاسية من سليمان."

من مروة عوض والكسندر جاديش


No comments: