مصر ليست هبة أحمد شفيق
الذين طالبوا الثوار بمغادرة ميدان التحرير بعد منتصف الليل، ثم صفقوا لهم ونافقوهم بعد بيان التنحى لا يحق لهم التحدث باسم الثورة.
الذين صرخوا مثل الثكالى «حرام عليكم يا ناس الأساطيل الأجنبية تحاصر مصر»، واعتبروا أن المطالبة برحيل مبارك وليس فقط نقل صلاحياته للنائب الذى عينه، نوع من الافتراء والشطط فى المطالب، ليس من حقهم أن يدعوا أنهم من مؤيدى الثورة.
بالمناسبة أسأل هؤلاء المستقلين المحفلطين: أين هى الأساطيل الأجنبية التى حذروا من غزوها للبلاد فى حالة الإصرار على رحيل مبارك عن السلطة؟
لماذا لم نسمع أن الفرنجة احتلوا «الوطن» بعد خلع مبارك؟
هل كان هؤلاء يصدقون أنفسهم وهم يمثلون أدور الملتاعين المرعوبين على سلامة تراب الوطن وحماية حدوده، ويشقون الصدور ويلطمون الخدود عندما تحرك الثائرون فى اتجاه قصر العروبة، معرضين أنفسهم للموت لإجبار مبارك على ترك السلطة؟
أغلب الظن أن قصر نظرهم، وتهافت بصيرتهم، صور لهم أن مقاليد الأمور استقرت بيد النائب عمر سليمان، فقرروا حجز مقاعدهم مبكرا فى طابور الهتاف للرئيس القادم، وتأسيسا على ذلك، وكما هى العادة، طنطنوا بالوطن لكى يشوشوا على الوطنيين الثوريين، ويشوهوا تحركهم فى اتجاه تحقيق العلامة الكاملة فى امتحان 25 يناير.
وبمناسبة العلامة الكاملة، ليس مفهوما على الإطلاق لماذا الإبقاء حتى هذه اللحظة على بقايا الحكومة التى شكلها مبارك قبل رحيله، ولماذا وكما نشرت «الشروق» أمس يجرى التداول بشأن تغيير 90 فى المائة من وزراء الحكومة الحالية؟
إن المطالب واضحة، واستحقاقات الثورة، أى ثورة فى العالم ساطعة وجلية، وهى إقصاء كل رموز النظام السابق، فقد قامت الثورة لتغيير النظام، إلا إذا كان البعض يعتبر أن مبارك هو كل النظام.
وعليه فإن الاحتفاظ بحكومة أحمد شفيق، تحت أى مسمى مثل تسيير الأعمال أو تصريفها، هو بحد ذاته مدعاة للقلق والتوجس واعتمال الغضب فى الصدور، حتى لو كان شفيق ووزراؤه عباقرة هذا الزمان، وبالتالى فإن الاستماع إلى مطالب الملايين التى احتفلت بالثورة أمس الأول أمر واجب وضرورى.
ومن باب التكرار والإعادة القول إن للثورة ــ أى ثورة ــ شرعيتها التى تجب وتسقط كل ما قبلها، ومن هنا يصبح من حق الشعب الذى دفع ثمنا باهظا للتغيير الشامل، بسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، أن يطالب بما يريد، ولابد أن يستجيب القدر.
إن مصر لن يبتلعها البحر لو رحل عن حكومتها أحمد شفيق ووزراؤه وإعلامه.. هى ليست هبة أحمد شفيق، مع خالص الاحترام لشخصه
الذين صرخوا مثل الثكالى «حرام عليكم يا ناس الأساطيل الأجنبية تحاصر مصر»، واعتبروا أن المطالبة برحيل مبارك وليس فقط نقل صلاحياته للنائب الذى عينه، نوع من الافتراء والشطط فى المطالب، ليس من حقهم أن يدعوا أنهم من مؤيدى الثورة.
بالمناسبة أسأل هؤلاء المستقلين المحفلطين: أين هى الأساطيل الأجنبية التى حذروا من غزوها للبلاد فى حالة الإصرار على رحيل مبارك عن السلطة؟
لماذا لم نسمع أن الفرنجة احتلوا «الوطن» بعد خلع مبارك؟
هل كان هؤلاء يصدقون أنفسهم وهم يمثلون أدور الملتاعين المرعوبين على سلامة تراب الوطن وحماية حدوده، ويشقون الصدور ويلطمون الخدود عندما تحرك الثائرون فى اتجاه قصر العروبة، معرضين أنفسهم للموت لإجبار مبارك على ترك السلطة؟
أغلب الظن أن قصر نظرهم، وتهافت بصيرتهم، صور لهم أن مقاليد الأمور استقرت بيد النائب عمر سليمان، فقرروا حجز مقاعدهم مبكرا فى طابور الهتاف للرئيس القادم، وتأسيسا على ذلك، وكما هى العادة، طنطنوا بالوطن لكى يشوشوا على الوطنيين الثوريين، ويشوهوا تحركهم فى اتجاه تحقيق العلامة الكاملة فى امتحان 25 يناير.
وبمناسبة العلامة الكاملة، ليس مفهوما على الإطلاق لماذا الإبقاء حتى هذه اللحظة على بقايا الحكومة التى شكلها مبارك قبل رحيله، ولماذا وكما نشرت «الشروق» أمس يجرى التداول بشأن تغيير 90 فى المائة من وزراء الحكومة الحالية؟
إن المطالب واضحة، واستحقاقات الثورة، أى ثورة فى العالم ساطعة وجلية، وهى إقصاء كل رموز النظام السابق، فقد قامت الثورة لتغيير النظام، إلا إذا كان البعض يعتبر أن مبارك هو كل النظام.
وعليه فإن الاحتفاظ بحكومة أحمد شفيق، تحت أى مسمى مثل تسيير الأعمال أو تصريفها، هو بحد ذاته مدعاة للقلق والتوجس واعتمال الغضب فى الصدور، حتى لو كان شفيق ووزراؤه عباقرة هذا الزمان، وبالتالى فإن الاستماع إلى مطالب الملايين التى احتفلت بالثورة أمس الأول أمر واجب وضرورى.
ومن باب التكرار والإعادة القول إن للثورة ــ أى ثورة ــ شرعيتها التى تجب وتسقط كل ما قبلها، ومن هنا يصبح من حق الشعب الذى دفع ثمنا باهظا للتغيير الشامل، بسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، أن يطالب بما يريد، ولابد أن يستجيب القدر.
إن مصر لن يبتلعها البحر لو رحل عن حكومتها أحمد شفيق ووزراؤه وإعلامه.. هى ليست هبة أحمد شفيق، مع خالص الاحترام لشخصه
بقلم:وائل قنديل - الشروق
No comments:
Post a Comment