القوات الموالية للقذافي تفقد مزيدا من سيطرتها على الأراضي الليبية
ذكرت تقارير من ليبيا أن الحكومة الموالية للعقيد معمر القذافي تفقد مزيدا من سيطرتها على الأراضي الليبية في ظل مواصلة قوى المعارضة تعزيز مكاسبها على الأرض.
وقال شهود عيان إن قوات موالية للقذافي تحرس العاصمة طرابلس كما تنتشر الدبابات في ضواحي المدينة.
وتشير مقاطع فيديو بثت على شبكة الإنترنت إلى أن بلدة تقع على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس سقطت في قبضة القوات المناوئة للحكومة الليبية.
وتجمع سكان مدينة بنغازي في طوابير من أجل الحصول على قطع سلاح انتزعت من أفراد الشرطة والجيش استعدادا لما أسموه معركة طرابلس.
وقالت بعض الوحدات العسكرية في شرق ليبيا إنها وحدت قيادتها دعما للقوات المناوئة للحكومة.
شجب
وفي إطار ردود الفعل الدولية، شجب الرئيس الامريكي باراك اوباما العنف الذي تستخدمه السلطات الليبية لقمع الاحتجاجات المندلعة هناك، واصفا اياها بالـ "فظيعة وغير المقبولة".
وفي اول تصريح علني له بشأن الاحداث في ليبيا قال اوباما للصحفيين ان العنف في ليبيا ينتهك الاعراف الدولية وانه طلب من فريق الامن القومي بحث كل الخيارات للتعامل مع الازمة.
وقال الرئيس الامريكي: "في وضع متفجر كهذا، لابد لدول العالم وشعوبه ان تتحدث بصوت موحد".
واضاف الرئيس الامريكي ان السلطات الليبية ستحاسب على تصرفاتها، الا انه لم ينتقد الزعيم الليبي بالاسم مكتفيا بمهاجمة انصاره لاستخدامهم العنف المفرط ضد المحتجين المطالبين بتنحيه عن الحكم.
واوفد اوباما وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون الى جنيف لحضور جلسة يعقدها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع في ليبيا.
وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، قال مندوبو دول الاتحاد الاوروبي إن الاتحاد مستعد لاتخاذ المزيد من الاجراءات ضد ليبيا عند الضرورة.
وتقول مراسلة بي بي سي في واشنطن إن الرئيس اوباما بدا عليه التصميم والغضب اثناء ادلائه بتصريحاته الاخيرة، ولكنه لم يخرج بأية خطوات عملية من شأنها وقف العنف عدا قرار ايفاد وزيرة خارجيته الى جنيف.
وتقول مراسلتنا إنه من المحتمل ان يفرض الامريكيون عقوبات على ليبيا تشمل تجميد الاصول المالية العائدة لكبار مسؤولي النظام، ولكن هذه الخطوات لن تساعد في وقف العنف على المدى القصير.
وتضيف ان دعوة اوباما الى التحدث بصوت واحد تشير الى وجود خلافات داخل المجتمع الدولي حول كيفية التعامل مع القذافي.
طرابلس
في غضون ذلك، يحاول الزعيم الليبي معمر القذافي تعزيز سيطرته على طرابلس والجزء الغربي من البلاد، بينما تمكن المحتجون من بسط سيطرتهم على شرقي البلاد.
وتبدو معظم شوارع مدينة طرابلس مهجورة لا يتجول فيها الا مسلحون موالون للقذافي، بينما تصل تقارير عن انتفاضات في مدن مصراتة والزاوية في الجزء الغربي من البلاد.
ونقلت وكالات الانباء عن عدد من سكان طرابلس قولهم إنهم يخافون مبارحة بيوتهم خشية ان تطلق عليهم القوات الحكومية النار.
في هذه الأثناء تصاعدت الضغوط على القذافي، الذي يزداد عزلة وسط الادانات الدولية لعمليات القمع والدعوات لفرض عقوبات على نظامه فضلا عن استقالات كبار المسؤولين في النظام الليبي، وتشير آخر الانباء الى وصول ضحايا الاضطرابات لنحو ألف قتيل.
فقد قالت منظمة دولية معنية بحقوق الانسان - الاتحاد الدولي لحقوق الانسان - إن عدد قتلى الاحتجاجات التي عمت اجزاء واسعة من ليبيا، والتي بدأت في الرابع عشر من هذا الشهر، بلغ 700 على الاقل.
الا انه من الصعب التحقق من صحة الرقم من مصادر مستقلة.
لكن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قال قبل ذلك ان تقديرات وصفها بأنها "موثوقة" تشير الى سقوط نحو ألف قتيل في تلك الاضطرابات.
اما منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان، ومقرها نيويورك، فما زال تقديرها الجزئي لعدد القتلى بحدود 300 قتيل.
ولكن رغم التهديدات التي اطلقها القذافي في خطابه الاخير، يقول ناشطو المعارضة إنهم يخططون لتنظيم تظاهرة احتجاجية في طرابلس يوم الجمعة.
احتفالات
وكان متظاهرون ليبيون قد خرجوا في وقت سابق الى شوارع مدينتي بنغازي وطبرق وهم يطلقون منبهات سياراتهم ويلوحون بالاعلام الليبية القديمة ويطلقون الالعاب النارية فيما وصفه صحفيون بحفلات شعبية كبيرة.
ونقلت وكالة رويترز عن واحدة من سكان بنغازي قولها: "لقد عانينا الامرين لمدة 41 عاما. فقد قتل القذافي العديد من الناس. نحن بلد غني، ولكن معظم الليبيين افقر من الفقر نفسه".
وتقول عدة وحدات عسكرية شرقي البلاد إنها توحدت تحت قيادة جديدة مؤيدة للمحتجين، بينما تواصل المدن الشرقية "المحررة" تشكيل ادارات لملء فراغ السلطة الحاصل بعد انهيار الحكم المركزي.
ولم تحاول الحكومة الليبية اعادة بسط سيطرتها على الاجزاء الشرقية من البلاد بعد، فيما عدا بلدة جدابيا غربي بنغازي حيث تقول الانباء إن قوات الامن والقوات الموالية للحكومة تصطدم مع المحتجين على الطريق المؤدية الى بلدة سرت مسقط رأس القذافي.
توتر الاسواق
في هذه الاثناء ارتفعت اسعار النفط بحدة مع استمرار الازمة الليبية، ففي نيويورك تخطى النفط حاجز المئة دولار للبرميل لاول مرة منذ عام 2008.
ووصل سعر خام برنت الى نحو 110 دولارات للبرميل، مما دفع متحدث باسم البيت الابيض الى القول ان واشنطن تراقب عن قرب اسعار النفط وسط الاضطرابات التي تعم الشرق الاوسط.
صحفيون
ومن طرابلس قال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم ان الصحفيين الموجودين حاليا في ليبيا بدون تصريح او تأشيرة يعتبرون "خارجين على القانون".
واضاف: "نحن نعتبر ان الصحفيين الذين دخلوا ليبيا بشكل غير شرعي كأنهم يتعاونون مع القاعدة، وهم خارجون على القانون، واذا لم يسلموا انفسهم للسلطات فسيعتقلون".
وقال التلفزيون الرسمي ان عناصر الامن الليبي اعتقلت اشخاصا معهم معدات متطورة لنقل معلومات عبر الاقمار الفضائية، من دون تقديم تفاصيل اخرى.
وتقاتل قوات موالية للقذافي من اجل السيطرة على غربي البلاد، حيث العاصمة، مع تحقيق المعارضين لمزيد من الانجازات من خلال تشديد قبضتهم على معظم مناطق شرقي ليبيا.
وتشير تفاصيل جديدة الى ان محتجين تمكنوا من السيطرة على قاعدة جوية محصنة شرقي البلاد.
وقال مراسل بي بي سي في تلك المنطقة ان الحكومة حاولت استخدام تلك القاعدة لانزال وحدات من القوات الخاصة، ومنهم مرتزقة، لسحق الانتفاضة.
لكن عندما سمع الاهالي ذلك هرعوا الى القاعدة مسلحين بالعصي والحجارة، وتمكنوا من السيطرة على قوات النخبة التي كانت في القاعدة
وتحدث مراسلنا عن وجود شريط فيديو يظهر كيف استخدمت القوة الجوية الليبية طائرات الهليوكوبتر والمقاتلات لضرب المحتجين.
عقوبات وضغوط دولية
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن جميع الخيارت مفتوحة لمحاولة إقناع الحكومة الليبية بالتوقف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين.
ومع ظهور مؤشرات متصاعدة على تزايد الضغط الدولي على القذافي، قال مصدر دبلوماسي اوروبي ان الاتحاد الاوروبي اوعز باقرار عقوبات على ليبيا تتضمن تجميد ارصدة واصول، والتوقف عن منح تأشيرات دخول وملاحقة قضائية لمسؤولين بارزين في نظام حكمه.
من جانبه ادان الاتحاد الافريقي ما وصفه بانه "استخدام مفرط للقوة ضد المدنيين في ليبيا".
ودعا بيان من الاتحاد الى التوقف الفوري عن كافة اشكال القمع والعنف، داعيا الى انتهاج لغة الحوار.
وقال وزير خارجية بوتسوانا، الرئيس الدوري للاتحاد، انه صعق لمستوى العنف في لغة القذافي، وتهديده المحتجين بالتصفية، ووصفه لهم انهم "جرذان وصراصير". كما اعلنت نيجيريا انها تدرس فكرة سحب سفيرها من ليبيا.
وكان مجلس الامن الدولي قد أدان استخدام العنف في ليبيا ودعا السلطات الليبية الى "الوقف الفوري" لاعمال العنف ضد المتظاهرين ومحاسبة المسؤولين عن الهجمات التي تستهدف المحتجين.
BBC
No comments:
Post a Comment