يتعرض الشعب الليبى الشقيق لحملة إبادة شاملة بكل ما تعنيه الكلمة على يد القذافى ونظامه، ولا يعرف التاريخ الإنسانى حالة قام فيها حاكم باستخدام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة ضد مواطنيه العزل، لكن القذافى فعلها ظناً منه أن استخدام القوة الغاشمة والمرتزقة الأجانب سيمنع شعبه المنتفض من الإصرار على مطالبه المشروعة.
الشعب الليبى خرج ليطالب بالحرية قبل الخبز.. خرج يطالب بحقوق الإنسان والديمقراطية وتداول السلطة.. خرج يطالب بالحريات العامة، على نفس الخطى التى سار عليها أشقاؤه فى تونس ومصر، لكن نظام القذافى المستبد تجاوز كل الخطوط الحمراء فى التعامل مع الشعب الأعزل، وقرر أن يستخدم سياسة الأرض المحروقة، ويستعين بمرتزقة لقتل مواطنيه الذين أقسم على رعايتهم، فى مشهد سيظل وصمة عار لكل من شارك أو تواطأ أو تورط فى تلك المذبحة.
«المصرى اليوم» توجه التحية للشعب الليبى الصامد، وتؤيد مطالبه العادلة والمشروعة ضد نظامه المستبد، وفى الوقت نفسه، تتوجه بالتقدير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى بادر بافتتاح معسكر ومستشفى ميدانى فى «السلوم» لرعاية من يحتاج للمساعدة من المصريين والليبيين، وبادر بإرسال طائرات لإجلاء المصريين فى ليبيا.
ولكن على الجانب الآخر، فإن الموقف السياسى الرسمى يبدو باهتاً أمام الحدث، مع استمرار حالة الصمت التى التزمتها وزارة الخارجية منذ انطلاق الثورة الليبية، وهو ذات الأسلوب الذى اعتادت «الخارجية» على التعامل به طوال عهد «مبارك»، ويبدو أن الوزير «أبوالغيط» لا يعلم أن النظام فى مصر قد تغير، وأن أسلوب التجاهل والتهرب من اتخاذ المواقف المبدئية التى تليق بمصر لم يعد مقبولاً على الإطلاق.
المصري اليوم
No comments:
Post a Comment