يناير.. لمن الكلمة اليوم؟
ما الذى يمنع أن يكون اليوم 25 يناير بداية قفزة فى قطار التحضر والممارسة السياسية المحترمة؟
تستطيع كل الأطراف ــ إن أردات ــ أن تجعل من هذا اليوم لوحة رائعة للمواطنة الحقيقية، والتعبير برقى عن مطالب باتت محل اتفاق من الجميع.
غير أن الكرة ستكون فى ملعب الأمن أكثر، ومن ثم فإن خروج اليوم بشكل هادئ وحضارى، أو تحوله إلى يوم عبوس وحزين، مسألة محكومة بمدى استعداد الحكومة للتعامل مع مطالب الجماهير واحترام حق الناس فى التعبير عن آمالهم وآلامهم.
وأظن أن لجوء الناس إلى التظاهر فى الشارع أمر منطقى للغاية فى بلد لديه برلمان مطعون فى شرعيته، كونه تشكل نتيجة انتخابات باطلة ومزورة ومزيفة إلى آخر هذه القائمة من التوصفيات الخاصة بفساد الانتخابات على مستوى العالم.
ناهيك عن أن مجلس الشعب بتركيبته الحالية لا يمثل إلا أعضاءه وربما بعض أقاربهم من الدرجة الأولى، وبالتالى يصبح من حق الشعب أن يمثل نفسه بنفسه، طالما لم يتمكن من ممارسة حقه فى انتخاب من يريد لعضوية البرلمان.
وأزعم أنه لو كانت فى مصر أحزاب معارضة حقيقية وفاعلة وموجودة فعلا، لما كان الناس فى حاجة إلى نزول الشارع والتظاهر والهتاف ضد عديد من السياسات العمياء التى تقود البلد إلى مصير مظلم وبائس.
وليس غريبا أو مفاجئا على الإطلاق أن تكون أحزاب المعارضة «الميرى» الأعلى صوتا فى إعلان رفض مظاهرات 25 يناير، وهى الأحزاب ذاتها التى ترفض أية دعوات لعدم المشاركة فى مهزلة الانتخابات المزيفة.
فالثابت أن هذه الأحزاب تعيش وتتعيش على بقايا موائد النظام، حتى أدمنت هذا المذاق وحده، بحيث لو وضعت أمامها طعاما صحيا ونظيفا ودعوتها للأكل سترفض، لا لشىء إلا لأن صحتها لا تأتى إلا على الطعام التالف.
ولعل كل الأنظار ستكون متجهة إلى رجال الشرطة وفى الأذهان ذكريات 25 يناير 1952 حينما التحمت الشرطة مع الشعب فى مواجهة الاحتلال والقهر والفساد، وضربت مثلا رائعا فى البطولة، كما أن الذاكرة بلا شك سوف تستدعى أيضا توابع الخامس والعشرين من يناير، عندما احترقت القاهرة فى اليوم التالى له، وتسارعت الخطى فيما بعد باتجاه ثورة يوليو 1952.
وأزعم أن أحدا من المتظاهرين اليوم يحمل عداء لجهاز الشرطة لمجرد أنه جهاز شرطة، فالغضب مستعر وصاخب ضد أن يتحول هذا الجهاز إلى آلة قمع، وأن ينظر إلى المعارضين باعتبارهم كائنات فوضوية ومعادية ومخربة.. ولو دقق كل رجل شرطة جيدا فى الواقف أمامه سيجده إما زميل دراسة أو جارا أو قريبا
تستطيع كل الأطراف ــ إن أردات ــ أن تجعل من هذا اليوم لوحة رائعة للمواطنة الحقيقية، والتعبير برقى عن مطالب باتت محل اتفاق من الجميع.
غير أن الكرة ستكون فى ملعب الأمن أكثر، ومن ثم فإن خروج اليوم بشكل هادئ وحضارى، أو تحوله إلى يوم عبوس وحزين، مسألة محكومة بمدى استعداد الحكومة للتعامل مع مطالب الجماهير واحترام حق الناس فى التعبير عن آمالهم وآلامهم.
وأظن أن لجوء الناس إلى التظاهر فى الشارع أمر منطقى للغاية فى بلد لديه برلمان مطعون فى شرعيته، كونه تشكل نتيجة انتخابات باطلة ومزورة ومزيفة إلى آخر هذه القائمة من التوصفيات الخاصة بفساد الانتخابات على مستوى العالم.
ناهيك عن أن مجلس الشعب بتركيبته الحالية لا يمثل إلا أعضاءه وربما بعض أقاربهم من الدرجة الأولى، وبالتالى يصبح من حق الشعب أن يمثل نفسه بنفسه، طالما لم يتمكن من ممارسة حقه فى انتخاب من يريد لعضوية البرلمان.
وأزعم أنه لو كانت فى مصر أحزاب معارضة حقيقية وفاعلة وموجودة فعلا، لما كان الناس فى حاجة إلى نزول الشارع والتظاهر والهتاف ضد عديد من السياسات العمياء التى تقود البلد إلى مصير مظلم وبائس.
وليس غريبا أو مفاجئا على الإطلاق أن تكون أحزاب المعارضة «الميرى» الأعلى صوتا فى إعلان رفض مظاهرات 25 يناير، وهى الأحزاب ذاتها التى ترفض أية دعوات لعدم المشاركة فى مهزلة الانتخابات المزيفة.
فالثابت أن هذه الأحزاب تعيش وتتعيش على بقايا موائد النظام، حتى أدمنت هذا المذاق وحده، بحيث لو وضعت أمامها طعاما صحيا ونظيفا ودعوتها للأكل سترفض، لا لشىء إلا لأن صحتها لا تأتى إلا على الطعام التالف.
ولعل كل الأنظار ستكون متجهة إلى رجال الشرطة وفى الأذهان ذكريات 25 يناير 1952 حينما التحمت الشرطة مع الشعب فى مواجهة الاحتلال والقهر والفساد، وضربت مثلا رائعا فى البطولة، كما أن الذاكرة بلا شك سوف تستدعى أيضا توابع الخامس والعشرين من يناير، عندما احترقت القاهرة فى اليوم التالى له، وتسارعت الخطى فيما بعد باتجاه ثورة يوليو 1952.
وأزعم أن أحدا من المتظاهرين اليوم يحمل عداء لجهاز الشرطة لمجرد أنه جهاز شرطة، فالغضب مستعر وصاخب ضد أن يتحول هذا الجهاز إلى آلة قمع، وأن ينظر إلى المعارضين باعتبارهم كائنات فوضوية ومعادية ومخربة.. ولو دقق كل رجل شرطة جيدا فى الواقف أمامه سيجده إما زميل دراسة أو جارا أو قريبا
بقلم:وائل قنديل- الشروق
No comments:
Post a Comment