هل قتل البوعزيزى التوريث فى مصر؟
منتهى الاستخفاف بإرادة الناس والاستفزاز لمشاعر المصريين أن يظلوا ساكتين صامتين راضين داعمين لمهرجان الشعوذة السياسية المنصوب فى المحافظات المصرية تحت شعارات مضحكة من عينة «دعم جمال مبارك رئيسا» أو «المطالبة ببقاء الرئيس مبارك لفترات أخرى».
والأكثر استخفافا واستهزاء بعقول المصريين أن يقال إن مثل هذه الحملات الفكاهية مجرد اجتهادات من أصحابها استبد بهم العشق للرئيس وأسرته فخرجوا يحملون أرواحهم على أكفهم جهادا فى سبيل التوريث أو التمديد.
وكأنهم لم يقرأوا بعد أحداث تونس، أو أنهم يعتبرون أن مصر قارة قائمة بذاتها لا علاقة لها بما يجرى فى العالم، ومن ثم لا يجوز مقارنتها بتونس أو غيرها من بلدان العالم الآخر، كما تفضل وأفتى علامة الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط بأن هذه المقارنة كلام فارغ.. بالمناسبة كان المخلوع زيد العابدين بن على يعتقد أيضا أن احتمال خروج مظاهرات ــ وليس ثورة شعبية عارمة ــ من باب الكلام الفارغ.
إن الشاب محمد البوعزيزى الجامعى المثقف أقدم على إشعال النار فى نفسه عندما أغلقوا كل أبواب الرزق أمامه وصفعوه على وجهه، وكان ما كان والتهمت الثورة الرئيس وعائلته، وأظن أن حرمان طالب جامعى، سواء فى حركة 6 أبريل أو غيرها، لا يقل بشاعة عن إهانة البوعزيزى ودهس كرامته بالأقدام.. كما أن محاولة انتحار مواطن أمس أمام مجلس الشعب رسالة مهمة حتى وإن اعتبروه مختلا عقليا.
كما أن مواصلة لعبة «التوريث» المجنونة هى أيضا نوع من المقامرة.. أقرب إلى الانتحار.
إن القبضة الأمنية الباطشة التى تصعق المتظاهرين دفاعا عن الوحدة الوطنية، وتحرم شباب الحركات الاحتجاجية من أداء امتحاناتهم، وتطارد نشطاء المعارضة فى نومهم وصحوهم، هى القبضة ذاتها التى تربت على أكتاف أصحاب أكشاك وائتلافات دعم ابن الرئيس مرشحا للرئاسة، فلم نسمع أن أيا من الجهات المعنية بالنظافة تدخلت لإزالة لافتات وملصقات هذا التلوث السياسى المشين كما لم يحدث أن جهة أمنية ساءلت تجار الحملات بشأن طباعتهم منشورات وملصقات سياسية بدون تصريح.. وأظن أن ما يوزعه هؤلاء ويعلقونه على الحوائط وفى الشوارع نموذج للمنشور الدعائى السياسى.
والمؤكد أننا لو عكسنا الموقف وافترضنا أن النشطاء المؤيدين لمحمد البرادعى ــ مثلا ــ نزلوا إلى الشارع لتوزيع منشورات أو تعليق لافتات وملصقات فإن حفل استقبال أمنيا حارا سيكون بانتظارهم، وهو ما يعنى أن مثل هذه الحملات تتم تحت رعاية رسمية وإن كانت صامتة، فضلا عن أنها بدون شك محل ترحيب وقبول من جمال مبارك.
إن أحدا لا يريد أن يقرأ درس تونس، وإن قرأ فهو لا يفهم أو يعى، وإن وعى فهو لا يشعر بما حوله، أو أنه ربما يعتبر أننا شعب من الموتى
والأكثر استخفافا واستهزاء بعقول المصريين أن يقال إن مثل هذه الحملات الفكاهية مجرد اجتهادات من أصحابها استبد بهم العشق للرئيس وأسرته فخرجوا يحملون أرواحهم على أكفهم جهادا فى سبيل التوريث أو التمديد.
وكأنهم لم يقرأوا بعد أحداث تونس، أو أنهم يعتبرون أن مصر قارة قائمة بذاتها لا علاقة لها بما يجرى فى العالم، ومن ثم لا يجوز مقارنتها بتونس أو غيرها من بلدان العالم الآخر، كما تفضل وأفتى علامة الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط بأن هذه المقارنة كلام فارغ.. بالمناسبة كان المخلوع زيد العابدين بن على يعتقد أيضا أن احتمال خروج مظاهرات ــ وليس ثورة شعبية عارمة ــ من باب الكلام الفارغ.
إن الشاب محمد البوعزيزى الجامعى المثقف أقدم على إشعال النار فى نفسه عندما أغلقوا كل أبواب الرزق أمامه وصفعوه على وجهه، وكان ما كان والتهمت الثورة الرئيس وعائلته، وأظن أن حرمان طالب جامعى، سواء فى حركة 6 أبريل أو غيرها، لا يقل بشاعة عن إهانة البوعزيزى ودهس كرامته بالأقدام.. كما أن محاولة انتحار مواطن أمس أمام مجلس الشعب رسالة مهمة حتى وإن اعتبروه مختلا عقليا.
كما أن مواصلة لعبة «التوريث» المجنونة هى أيضا نوع من المقامرة.. أقرب إلى الانتحار.
إن القبضة الأمنية الباطشة التى تصعق المتظاهرين دفاعا عن الوحدة الوطنية، وتحرم شباب الحركات الاحتجاجية من أداء امتحاناتهم، وتطارد نشطاء المعارضة فى نومهم وصحوهم، هى القبضة ذاتها التى تربت على أكتاف أصحاب أكشاك وائتلافات دعم ابن الرئيس مرشحا للرئاسة، فلم نسمع أن أيا من الجهات المعنية بالنظافة تدخلت لإزالة لافتات وملصقات هذا التلوث السياسى المشين كما لم يحدث أن جهة أمنية ساءلت تجار الحملات بشأن طباعتهم منشورات وملصقات سياسية بدون تصريح.. وأظن أن ما يوزعه هؤلاء ويعلقونه على الحوائط وفى الشوارع نموذج للمنشور الدعائى السياسى.
والمؤكد أننا لو عكسنا الموقف وافترضنا أن النشطاء المؤيدين لمحمد البرادعى ــ مثلا ــ نزلوا إلى الشارع لتوزيع منشورات أو تعليق لافتات وملصقات فإن حفل استقبال أمنيا حارا سيكون بانتظارهم، وهو ما يعنى أن مثل هذه الحملات تتم تحت رعاية رسمية وإن كانت صامتة، فضلا عن أنها بدون شك محل ترحيب وقبول من جمال مبارك.
إن أحدا لا يريد أن يقرأ درس تونس، وإن قرأ فهو لا يفهم أو يعى، وإن وعى فهو لا يشعر بما حوله، أو أنه ربما يعتبر أننا شعب من الموتى
بقلم:وائل قنديل- Shorouk news
No comments:
Post a Comment